27 ديسمبر، 2024 6:12 ص

العراق يبقى ويتجدد ويتوهج ويكون!!
العراق قلب أرض واعدة , ووعاء أجيال متظافرة متألقة , معبّأة بجينات أولى الحضارات , وفيها خِزانة أفكار إنسانية خالدة التطلعات.

وستبزغ شمس العراق برغم أقسى التحديات , وهوس التصريحات والصراعات الغابية , والسلوكيات الهمجية , وعنتريات الكراسي , وأهوال المآسي , ومفاسد التحزبيات والتطرفات والتوجعات , والتدنيس المخزي للمحرمات والقيم والأخلاق وإقتلاع الثقافات.

برغم غياب السياسات وتكالب الأطماع والمؤامرات , والمنفذين للأجندات , والتابعين لكل الجهات , والممرغين رؤوسهم بأوحال الدولارات والصفقات الخائبات.

برغم الظلم والقهر والحرمان والطغيان , والحكم بالتضليل والبهتان , وعجز (الممثلين) للشعب وطيش الإجتهادات , وبطلان الرأي وخطل السلوكيات , وبُقل أصحاب المسؤوليات , وسيادة العواطف والإنفعالات , وأسر العقل في صناديق الغابرات.

برغم الوعيد والشديد , والنار والحديد , وصولات كل شيطان مَريد , لا يعرف إلا أن يحرق ويدمر ويذيق الناس مرارات الليالي وسيئات العوادي , ويستنزف طاقات البلادِ , ويرتكب الخطايا بحق العباد.

برغم مَن يدّعي ما يدّعي , ويستحضر أسباب الويلات والتداعيات , ويفتن الشعب ويحشده ضد الشعب , والمسلم ضد المسلم , والعربي ضد العربي , والعراقي ضد العراقي , ودور العبادة ضد دور العبادة , والعمامة ضد العمامة , واللحية ضد اللحية , والفئة ضد الفئة , والمكان ضد المكان , والزمان ضد الزمان.

برغم هولاكو ومدارسه وأعوانه وجنوده ودعاياته وإعلامه , وتحشداته وإغواءاته وتخويفاته وترهيباته , وإحراقاته للمدن والأحياء , وتفجيره لرموز العزة والبهاء والكبرياء.

برغم الذي تبت يداه وتب , وحمالة الحطب , وعقيدة أبي لهب , وأحزابه , وأفكاره وأحلامه , ودخان أوهامه , وسيئات أفعاله , وإرادة تطلعاته , وخرائط ضلالاته , ومكائده وحبائله النكداء.

برغم أعداء السعادة والبهجة والسرور , والفرحة والأمل والحبور , والضحكة الوطنية الفواحة العطور , والكلمة الطيبة المكتوبة بمداد النور.

برغم توالي الحروب , ومعوقات الدروب , والمستثمرات بالكروب , وصناع الصراعات والخطوب , ورافعي رايات الرزايا والذنوب , الذين يسبحون بطعنات القلوب.

برغم الساعين لإقتلاع العراق من أفئدة العراقيين , والمنهمكين بتمزيق نسيج الوطنية الأمين , والداعين إلى البكاء والأنين , والذين لا يعنيهم الفقراء والمساكين , ولا يخطر على بالهم آلام الحيارى المحرومين الجائعين , التائهين في أزقة الآثمين المُضليلين المستعبَدين لبراءة وطيبة الحالمين.

برغم كل ما يحصل وسيحصل , سيشرق العراق , وستبقى الأمة واحدة , والدين واحد , وإن لم تصدّقوا , فاسألوا هولاكو عمّا جناه من حروبه الشعواء؟!!

وسيشرق العراق شمسا خالدة في سماء السرمد المبين!!

نعم سيشرق العراق!!!