يا أهلنا في البلد المنكوب دركمُ … ما لي أراكم قد غرقتم في وحل التخلف والجوع والخنوع و الحرمان … ما لي أرى أشلاء أجسادكم الطاهرة تتناثر في الشوارع و الأزقة و حتى في المزابل و الوديان … يا أهلنا ما لي أرى كل ما ضاق الخناق بعملاء أمريكا و إيران لجئوا لذبحكم بسكين الطائفية المقيتة … يا أهلنا ما لي أرى المفخخات عادت من جديد تحصد أرواح المساكين و الأبرياء … بعد أن هَزم أبناء القادسيتين المجيدتين جيوش واشنطن و تل أبيب و قم و طهران … يا أهلنا الشرفاء الشجعان في بلد الرافدين مالي أرى الأرض تستنجد بأحفاد ثورة العشرين قاحلةًً … تشكو العطش … تشكو من الإهمال و تشكو الغربة بعد أن غاب عنها حتى بعلها … المطر .. دموعها جفت من البكاء و جف فيها كل شيء بما فيها الورد و الياسمين و الريحان و هجرتها حتى الطيور البرية … حرائرها ثكلى تأن تحت وطأت السياط والصولجان الفارسية … الحاقدة على كل إنسان … في عراق عمر و سعد وعلي و الحسين , أطفالنا البريئين اليتامى تبحث في مزابلهم … علها تعثر على فتات من الخبز أو من علب الشيطان …. مدننا … قرانا … دورنا أصبحت خربةًً …خاويةًً تُعشعش فيها الخفافيش الفارسية و تنعق فيها الغربان … مدارسنا … كلياتنا ,جامعاتنا … جوامعنا … حسينياتنا أصبحت ساحات للمهرجانات من أجل تكريس الطائفية و للطم في المراسيم و المآتم و المناسبات الحسينية… لتسفيه العقول و إلهاءنا من أجل تميع القضية و تقسيم الوطن على أسس طائفية …. يا أهلنا في الوسط و الجنوب البائس الجائع المحروم و عموم العراق .. من أبسط حقوق الإنسانية … ما لي أراكم تمشون زرافات في كل أربعينية … متى تغيرون بوصلة الاتجاه صوب عاصمتكم .. صوب بغداد منصوركم الأبية التي تستصرخ و تستغيث أبناء الحمية دكوا وكر المنطقة الصهيونية الفارسية … أبنائكم , أطبائكم , علمائكم ,مهندسيكم , ضباط جيشكم الهصور , شرفائكم قادتكم يقتلون , يذبحون على و بدون الهوية الطائفية … ثرواتكم , خيراتكم , نفطكم , ينهب في وضح النهار … فإلى متى يا أهلنا في العراق … متى نصحوا لندك صروح أحفاد كسرى و رستم و هرقل و جنكيز خان … و نقطع دابر الخونة و العملاء و لا نجلس قط بعد اليوم على موائد اللئام الذين أوهمونا بشروق شمس الحرية و الديمقراطية ؟؟؟.
يا أهلنا في العراق الجريح أيها الشعب الغارق في بحور الدماء و الطائفية و الدسائس و الفتن منذ أكثر من ثمان سنوات , ها أنتم اليوم تقفون أمام أهم امتحان و اختبار وطني بعد أن نجحتم بهمة الشرفاء و الغيارى الذين ضحوا بالغالي و النفيس و بذلوا الدماء رخيصة من أجل دحر الاحتلال و أذنابه و أدواته بوقت قياسي , أيها النشامى يا من أفشلتم جميع المؤامرات و المخططات الصفيونية و الإمبريالية المتمثلة بأشرس و أعتا قوة على الأرض منذ بدء الخليقة بعد قوة الله سبحانه.. تستطيعون اليوم و بدون أدى شك أن تفشلوا جميع ما يحاك و يخطط لكم على أيدي عملاء و أذناب إيران و أمريكا من أجل إذكاء الحرب الطائفية القذرة التي لم يستطيعوا بعدتهم و عديدهم عندما كانوا يسيطرون على كافة بقاع العراق و ينشرون القواعد العسكرية التي بلغ عددها أكثر من 550 قاعدة عسكرية و جوية , الآن بعد أن هزموا و ولوا الدُبر أوكلوا هذه المهمة القذرة لعملائهم الصغار بشيعتهم و سنتهم و عربهم و أكرادهم و الجميع منهم براء , فبمجرد خروج آخر جندي من جنود المحتل رغم بقاء سفارتهم التي لا مثيل لها في دول العالم من حيث الحجم و عدد الدبلوماسيين ؟ و ما هم أبداً بدبلوماسيين لأنها عبارة عن وكر و قاعدة صهيونية مصغرة لحماية إسرائيل و مصالح أمريكا و ملجأ للمخابرات و العملاء على حد سواء عندما تحين ساعة الهروب , و ليكن في علم الجميع و ليعلم القاصي و الداني بأن المهاترات الأخيرة و الاتهامات المتبادلة بين الخونة و العملاء و شركاء الأمس بما يسمى بالعملية السياسية لنهب العراق و إذلال شعبه ما هي إلا لذر الرماد في العيون و لتبادل الأدوار من أجل شغلكم بأمور طائفية و اتهامات كيدية خسيسة بينهم من أجل المناصب و المكاسب و التشبث بالكرسي الذي باعوا من أجله الأرض و العرض , الشعب العراقي واعي و أصيل و قد أدهش العالم بتشخيصه و كشفه لخيوط هذا اللعبة القذرة بين إيران و أمريكا و إسرائيل و ما تفجيرات بغداد قبل أيام و تفجيرات دمشق بعدها بيوم مباشرة إلا دليل قاطع و دامغ على أن المستهدف الأول و الأخير هو الشعب العربي من المحيط إلى الخليج و ليس الحكومات و الأنظمة العميلة التي تدور في فلك إيران و أمريكا أو كلاهما , هذه التفجيرات و غيرها و ما سيأتي بعدها تحمل نفس البصمات و تقف خلفاها نفس الأيدي الآثمة التي لا تفرق بين مسلم أو مسيحي عربي أو غير عربي .
بعد هذه المقدمة و هذا الشرح المتواضع لما حدث و يحدث و ما يلوح بالأفق و يحاك و يدبر في دهاليز و أروقة قم و طهران و تل أبيب و أوكار المنطقة الخضراء نناشد أصحاب الضمائر الحية من أبناء شعبنا العراقي الصابر الأصيل من مغبة تفاقم الأوضاع نحو الأسوأ لذا نحذر من ما هو قادم و ما يخططون له من جرائم يمكن أن تكون فريدة و مبتكرة و بشعة في نفس الوقت , كاستهداف مرقدي الإمامين الحسين و العباس ( ع ) أثناء الأربعينة القادمة ( أربعينية الإمام الحسين ) أو تفجير مرقد الإمام الكاظم ( ع ) , و غيرها من الأساليب الشيطانية كاغتيال مقتدى الصدر أو عمار الحكيم أو غيرهم من أدوات القتل و الطائفية الذين أصبحوا في ليلة و ضحاها قادة و زعماء مال آخر زمان … يقودون جيوش الرعاع و الأميين الذين ملئوا و غذوا أدمغتهم بالحقد و الكراهية و ليس بالإلفة و المحبة و التسامح و نشر الوعي و العلم ؟؟؟ من أجل تأجيج الشارع العراقي , نحن اليوم جميعاً مطالبون برص الصفوف و شحذ الهمم و نشر الوعي بين أبنائنا كي نستطيع أن نتجاوز عبور أنهار الدماء التي يخططون لشقها على مدار الساعة , بنفس الوتيرة التي يخططون فيها لفضح و كشف بعضهم البعض و كل منهم يتباهى بأن لديه مستمسك على الآخر , لا حياء و لا ضمير لهم و لا مخافة من الخالق لأنهم عبارة عن مراهقين في جميع مجالات الحياة و على رأسها السياسة و الحكومة و إدارة دفة الحكم و الدولة . مرة أخرى نؤكد بأن الكرة أصبحت في مرمى الشعب العراقي , الذي استطاع إلحاق الهزيمة العسكرية النكراء بأمريكا , و إلحاق الهزيمة الطائفية بإيران التي حاولت و تحاول بشتى الوسائل إشعال الحرب الطائفية , فبحكمة و عزيمة العراقيين جميعاً نستطيع الآن أن نعبر بالعراق و بشعبه إلى بر الأمن و الأمان و البناء و الأعمار و قطع دابر الخونة و الجواسيس الذين يتلذذون بقتل أكبر عدد من العراقيين الأبرياء و يتباهون بجمع المال السحت , فهل نحن على موعد جديد مع التأريخ … تأريخ الآباء و الأجداد العظام الذين سطروا أروع الملاحم و العبر و الدروس التي صانت و حافظت على وحدة العراق و تلاحم أبناء شعبه منذ آلاف السنين و الذي سيجعلنا متفائلون و لا نشك و لا نيأس أبداً من تجاوز هذه المرحلة التي هانت و ستهون يوماً بعد يوم بإذن الله .
[email protected]