18 ديسمبر، 2024 9:10 م

سيرة عالم حكيم شهد له العالم!

سيرة عالم حكيم شهد له العالم!

نشاط سياسي وإجتماعي متميز، وفقيه واستاذ جامعي لتدريس علوم القرآن، والفقه المقارن في كلية أصول الدين طيلة( 11عاماً)،حتى أغلقها البعثيون الأوغاد(1975 )،مثَّل المرجعية الدينية في المؤتمر الإسلامي المنعقد في مكة( 1965)،وفي الاردن( 1967)،وساهم في تأسيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان، مع الإمام المغيب السيد موسى الصدر (1969)، وحارب الشيوعية على أكثر من صعيد، ولم يهتم بمصيره عندما أعتقل عام (1972 و1974 )، بل قارع الطاغية وأزلامه بكل شموخ وعنفوان، حتى لحق بالرفيق الأعلى (2003).
9 ربيع الأول 1424 الموافق 10/آيار2003 ، دخل السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره) الى العراق، وأقام في النجف الأشرف صلاة الجمعة لمدة (14) اسبوعاً، آخرها في 1/رجب/1424، في يوم قائظ شديد الحرارة صائماً نهاره، فإهتز الصحن العلوي المطهر، ومعه ملايين القلوب التي توشحت بالدماء، نتيجة إنفجار إرهابي غادر وجبان، طال من جسد شهيد المحراب، فتمزق جسده الطاهر وإمتزج بهواء حرم الإمام علي (عليه السلام)، فسلام على العالم الحكيم يوم جاهد، ويوم إستشهد، ويوم يبعث حياً.
وسط أجواء القمع والإستبداد، كان لابد من عقل عالم مجاهد، يوحد وطنيتنا وتأريخنا ويمهد لحريتنا التي سلبها شراذم البعث، حين صبغوا نسيج مجتمعنا باللون الأحمر، فلم يسلم من ظلمهم عربي، أو كردي، أو تركماني، ففصول السياسة والحكم عند القائد الضرورة، خريف تتساقط فيه لوحات الشباب في غياهب السجون، وشتاء نقف فيه طوابير لنحصل على نفط يدفئنا، وبطل النصر والسلام يُدخل العراق في بند سابع مجحف، ما يزال العراقيون يدفعون ثمنه الى الآن، فهل من مدكر؟!
طاقة عجيبة ويوم أعجب هو الأول من رجب، حيث القدرات الحكيمية وبإرادة غيبية، تتجمع لإسقاط المؤامرات الإرهابية والبعثية، حين منح الشهيد السعيد روحه وجسده من أجل العراق، فهو كالمعتاد لم يأبه لحياته، رغم أن الأوضاع في عام2003 كانت ما تزال منفلتة بسبب الإحتلال الأمريكي، وما أحدثه من فوضى وخراب في البلد، لكنه أبى أن يكون ترجمان آل الحكيم، في بدايات القرن الحادي والعشرين، لينضم الى كوكبة شهداء آل الحكيم، وهذه المرة بصلاة جمعة كريمة العطاء.
هويتنا في رجب تعني هذا العام، أن داعش يلفظ أنفاسه الأخيرة، فإرادة الحياة والتعايش، ستنتصر على الموت والتشظي، وقوافل الشهداء من آل الحكيم، كانوا أسرعهم إستجابة للنداء، وجميعهم مفاتيح النصر النهائي، وهم مَنْ جعلوا العراق جميلاً آمناً، ومَنْ يخافهم الطغاة، فهذه العمائم المقدسة، تحمل فكر كربلاء الحسين، والحوراء زينب(عليهما السلام)، حيث الحرية أثمن مافي الوجود، حتى ولو كان ثمنها باهظاً جداً، فالجبابرة تخاف عقول المحراب، كشهيدها السيد محمد باقر الحكيم،إنها سيرة عالم شهد له العالم.