السيرة والتكوين:
مصطفى عبد اللطيف مشتت.. الملقب ب “ألكاظمي” المعروف بهدوئه وتكتمه.. من مواليد بغداد العام 1967.. يسكن في مدينة الكاظمية.. وهو في الأصل من عائلة عربية عراقية متواضعة تسكن قضاء الشطرة.. التابع لمحافظة الناصرية.. انتقلت الى الكاظمية في منتصف ستينيات القرن الماضي.. وعمل والده موظفاً بسيطاً في وزارة النقل.. له عدد من الأشقاء والشقيقات.. أحدا أشقائه أسمه (صباح) متزوج من أخت زوجة حيدر ألعبادي.. ويبدو إن هذه القرابة كانت الأساس لترشيح حيدر ألعبادي في الحصول على منصب.. ثم تعينه بمنصب مدير جهاز المخابرات.
ـ حاصل على الشهادة الإعدادية من بغداد.. ترك العراق في منتصف التسعينيات من القرن الماضي الى إيران.. ومنها الى اليونان.. حاول في اليونان الانتظام في إحدى الكليات لكنه فشل.
ـ ترك اليونان وسافر الى السويد حيث كانت شقيقته تسكن هناك.. وترك السويد بعد مدة الى بريطانيا.. وحصل على الجنسية البريطانية.
ـ غادر بريطانيا الى واشنطن في بداية الألفين.. مع صدور قانون تحرير العراق.. واتصل بأحمد ألجلبي وعمل معه في المؤتمر الوطني.. يمثل الخط الإيراني.. كما حصل على مرتب من أمريكا (كمعارض)
ـ التحق العام 2010 في بغداد.. بجامعة أهلية / قسم الدراسات المسائية.. وحصل فيها على شهادة البكالوريوس في القانون العام 2014.. من كلية التراث الجامعة الأهلية.
ـ عمل ألكاظمي قبل سقوط نظام صدام في فضح انتهاكات نظام صدام.. من خلال كشف ممارساته الفاشية ضد أبناء الشعب العراقي.
ـ متخصص في قضايا الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان.
ـ لديه خبرة في مجال توثيق الشهادات الحية.. وأرشفة الأفلام الوثائقية المرتبطة بالممارسات القمعية.
ـ اختير العام 2000 من قبل الاتحاد الأوروبي.. كأفضل كاتب كلاجئ سياسي.
ـ بعد العام 2003 عاد ألكاظمي الى العراق.. ليعيش في السليمانية وهو قريب من الحزبين الكرديين.
ـ عمل في العراق بعد عودته .. صحفيا أيضاً.. وركزت مقالاته على ملفات السلم المجتمعي في العراق.
ـ أدار ألكاظمي من بغداد ولندن مؤسسة “الحوار” الإنساني.. وهي منظمة مستقلة تسعى لسد الثغرات بين المجتمعات والثقافات.. والتأسيس للحوار بدلاً عن العنف في حل الأزمات من خلال تعاون يقطع الحدود الجغرافية والاجتماعية.
ـ يكتب في موقع أميركي اسمه المونتير وكتب تقارير عديدة منها:
استهداف ديالى خدمة مجّانيّة لـ”داعش”.
كيف يتغلغل الإرهابيّون إلى أعماق المناطق الشيعيّة؟
المناطق المحرّرة تحتاج إلى خطّة أعمار عاجلة.
التدخّل التركيّ ومحاذير الوقوع في الأجندات الطائفيّة.
الرايات أدوات جديدة للصراع في العراق.
ـ يميل ألكاظمي إلى إشاعة ثقافة التنور والتنوع والتعايش الاجتماعي.. ولم يعرف ألكاظمي بظهوره في وسائل الإعلام إلا ما ندر.
ـ صدرت له كتب منها:
1ـ مسألة العراق.. المصالحة بين الماضي والمستقبل.
2ـ انشغالات أسلامية.
3ـ علي ابن أبي طالب الإمام والإنسان.
ـ أسس المجلة “الأسبوعية”.. في العراق العام 2007 بدعم برهم صالح..”رئيس الجمهورية الحالي.. وأصبح ألكاظمي رئيس لتحرير هذه المجلة .. أما صاحبها فهو برهم صالح.
ألكاظمي مديراً للمخابرات:
ـ عين حيدر ألعبادي رئيس الوزراء مصطفى ألكاظمي مديراً عاماً للمخابرات.. في 7 حزيران 2016 إبان سيطرة تنظيم “داعش” على مدن عراقية.. بعد إقالة مديرها اللواء زهير ألغرباوي.. وكان ألكاظمي وكيلا لجهاز المخابرات لشؤون العمليات.. منذ أشهر قبل هذا التاريخ.
ـ تقول المصادر أن ألعبادي اتصل بـ “ألكاظمي” وطلب منه تولي منصب رئيس جهاز المخابرات لشؤون العمليات إلا إن ألكاظمي كان متردداً.. وبعدها وافق.. وجهاز المخابرات أسسته أمريكا العام 2004.. بعد حل جهاز مخابرات صدام العام 2003.. ورواتب العاملين في هذا الجهاز مستثناين من سلم الدرجات الوظيفي الخاص برواتب الموظفين الحكوميين.
ألكاظمي.. إقالات.. وتصفيات وإلغاء “شعبة إيران”:
أول عمل قام به ألكاظمي بعد تسلمه جهاز المخابرات.. بدأ بعمليات طرد ونقل وإقصاء.
ـ واستمرّت حملة الإقالات والإبعاد في جهاز المخابرات للشهر الثاني على التوالي..
ـ وشهد الجهاز الذي أشرفت على تأسيسه وكالة المخابرات الأميركية “سي آي أي” بدلاً من الجهاز السابق الذي حُلَّ بعد غزو العراق العام 2003..
ـ عمليات طرد ونقل وإقصاء.. وفقاً للانتماء الطائفي أو الحزبي لكل شخص.. حسبما أكدت مصادر سياسية متطابقة.
في هذا السياق.. كشف مسؤول قريب من مكتب رئيس الحكومة حيدر ألعبادي إنّ “حملة الإقالات.
ـ وطالت مدراء عامّين وضباطاً كباراً في الجهاز.
ـ وإلغاء شعبة إيران في الجهاز بشكل كامل.. بينما تمّ توزيع ضباطها على مديريات.
ـ وإلغاء ووحدات أخرى مقابل افتتاح ست محطات استخبارية متخصصة بالعمل على دول عربية عدّة”.
ـ وتمّ إبعاد الفريق قاسم عطا عن منصب مدير شؤون العمليات الخاصة بالجهاز.. إلّا أن الأخير نجح في التوسط والعودة إلى وزارة الدفاع بمنصب إداري عام.
ـ كما تمّت إقالة 300 ضابط برتب ومناصب متفاوتة”.. وبيّن أنّ “من بين الضباط المقالين مدير شعبة إيران وأحد المقربين من السفارة الأميركية وهو العميد محمد طالب.
ـ تحويل أكثر من 400 ضابط ومنتسب آخرين إلى دوائر أخرى كوزارات الكهرباء والبيئة والتخطيط من دون سابق إنذار.. بعد أن تمّ سحب المركبات التي سبق أن منحت لهم للاستخدام الشخصي”.
ألكاظمي.. والمواقع الالكترونية:
يشير سلايدر ثابت.. سونار في مقالة له بعنوان: ” مصطفى ألكاظمي.. رجل الظل. المهووس بأضواء الجيوش الإلكترونية.. في 03/02/”2019.. جاء فيها:
على عكس المعتاد والبديهي.. يلهث “رجل الظل” مصطفى ألكاظمي.. رئيس جهاز المخابرات العراقي.. وراء أضواء الجيوش الإلكترونية التي يدفع لها أموالاً.. مقابل تلميع صورته إعلامياً.. ويضيف صاحب المقال قائلاً:”وهو الذي يفرض عليه عمله الابتعاد كليا عن الإعلام ومزاولة مهماته خلف الكواليس”.
ويضيف المقال:
ـ جنّد ألكاظمي 14 صفحة على موقع “فيسبوك” لتلميع صورته أمام الرأي العام وإظهاره بصورة البطل الخارق.
ـ كتبت تلك الصفحات جميعا جملة واحدة تقول “تحية لرجل الظل الأقوى في العراق السيد مصطفى ألكاظمي رئيس جهاز المخابرات الوطني العراقي”.
ـ من بين تلك الصفحات “الزمان برس.. الزوراء برس.. صوت سامراء.. أحرار العراق.. موسوعة العراق.. سومر نيوز.. العراق الآن.. وكالة سكاي برس.. المدى برس”.
ـ اللافت في الأمر أن هذه الصفحات ذاتها نفذت سابقا حملة إعلامية مشابهة لتلميع صورة وزير الاتصالات نعيم الربيعي عندما شارك في مؤتمر وزراء الاتصالات في مصر.. فصورته كأسطورة تاريخية لأنه شارك في هذا المؤتمر!
ـ الجدير بالذكر أن الربيعي كان يعمل في جهاز المخابرات قبل تسنمه وزارة الاتصالات.. وتربطه علاقة متينة ب ألكاظمي ما زالت مستمرة.. ما يشير الى أن رؤوسا كبيرة في الجهاز تنفق جزءا من المال العام على هذه الصفحات لتوفر لها الدعم الإعلامي.
ألكاظمي .. صديق لإيران وأمريكا والأكراد:
ـ يتمتع ألكاظمي بعلاقات جيدة بكل من الولايات المتحدة الأميركية وإيران.. فيما يؤكد آخرون أنه أصبح مقربا من إيران بحكم انتماءه لحزب الدعوة.. وله علاقات بارزة مع قيادات إيرانية.. وحزب الله اللبناني.
ـ ألكاظمي.. وهو قريب من الحزبين الكرديين.. ولديه علاقات طيبة مع المسؤولين في واشنطن.. يجمعُ النقائض ولا يستطيع إدارتها.. فهو قريب من الذي يدفع أكثر كما يقال.
ـ عُرف عن ألكاظمي تصريحاته المؤيدة والمدافعة عن إيران خلال سنوات عمله كصحافي.. وكان آخر تصريحاته الرسمية عقب أيّام من توليه منصب رئيس جهاز الاستخبارات مطلع تشرين الأول/ أكتوبر 2016.. حين تحدّث من إيران عمّا وصفه بـ “دور طهران الكبير ومرشدها في إحلال السلم العالمي”.
ـ في مقابل ذلك.. أكدت مصادر مطّلعة داخل جهاز الاستخبارات.. إن”إلغاء شعبة إيران.. وهي الشعبة التي شكّلتها واشنطن العام 2004 داخل الجهاز وأشرف على تأسيسها الضابط في الاستخبارات الأميركية (سي آي أي) مايكل تيلر.. قد تمّ بشكل تدريجي”.
ـ إنّ “مهام هذه الشعبة هي متابعة النشاط الإيراني في العراق.. ورصد تحركات أعضاء السفارة الإيرانية في بغداد وقنصليتها في النجف.. ورفع تقارير مستمرة عن لقاءاتهم”.
إن هذه الشعبة تضمن قسمين: الأول في المبنى الرئيسي للجهاز بالمنطقة الخضراء.. المعروف باسم (العمارة الصفراء).. والثاني في مبنى جهاز المخابرات القديم الواقع في حي دراغ بمنطقة المنصور.. وسط بغداد”.
ـ وسبقت أوامر إغلاق الشعبة عمليات تصفية طالت عدداً من ضباطها.. من بينهم ستة ضباط قتلوا في وقت واحد خلال تواجدهم بمجلس عزاء من خلال تفجير”.
ـ وأكدت المصادر أنّه “في مقابل ذلك تمّ فتح ست محطات رصد خارجية تعني بشؤون ست دول عربية.. بعضها لا تمثيل دبلوماسياً للعراق معها”.
وأضافت إنّ “هذه التغييرات الكبيرة في الجهاز تعني إعادة هيكلته من جديد.. وفقاً لرؤية جديدة.. تصبّ في صالح إيران بشكل أساسي”.
ألكاظمي.. العلاقة بين الإسلام والغرب:
ـ في كتابه”مسألة العراق.. المصالحة بين الماضي والمستقبل”يحاول “مصطفى ألكاظمي” رسم آفاق المستقبل في ضوء التجربة القاسية التي عاشها العراق.. التي دفع كثيرون من العراقيين حياتهم وكرامتهم ومستقبلهم من أجل التخلص منها (…).
ـ ويقدم الكاتب وصفاً نقدياً للعلاقة ما بين الإسلام والغرب.. التي نعرف من وقائع الربيع العربي أنها ضرورية.. وبات على الحركات الإسلامية الإجابة على تساؤلاتها من منطق حواري جديد.
ـ حيث يرى ألكاظمي: إن أمام بعض قوى الإسلام السياسي فرصة لتصحيح العلاقة ما بينها وما بين القوى الليبرالية والديمقراطية.. وتقديم صورة جديدة عن الإسلام.
ألكاظمي .. المرشح لرئاسة الوزراء:
بعد دعم مفاجئ من قوى عراقية بارزة.. حظوظ ألكاظمي لرئاسة الحكومة ترتفع:
ـ أعلن تحالف القوى العراقية الذي يضم العديد من النواب السنة.. ورئاسة إقليم كردستان العراق تأييدهما لما وصفاه بتوافق الكتل السياسية الشيعية على ترشيح رئيس جهاز المخابرات العراقي مصطفى ألكاظمي لرئاسة الوزراء بديلا عن المكلف عدنان ألزرفي.
ـ وفي سياق متصل أعلنت مصادر من مكتب رئيس الجمهورية أن قوى سياسية رئيسية شيعية قدمت مساء الثلاثاء وثيقة تحمل توقيع العديد من هذه الأطراف ترشح ألكاظمي بديلا للزرفي.
ـ وقالت المصادر إن عددا من الأطراف الأخرى الشيعية رفضت التوقيع على الوثيقة، “ما يعني أن الإجماع السياسي الشيعي لترشيح ألكاظمي لم يتحقق حتى الآن”، مشيرة إلى أن هذه الأطراف تنتظر موقف رئيس الجمهورية برهم صالح من هذا الترشيح الجديد.
ـ أما ألكاظمي.. فقد رهنً موافقته على الترشيح باعتذار ألزرفي عن تشكيل الحكومة.
ـ من جانبه أعلن الرئيس برهم صالح تكليف رئيس جهاز المخابرات مصطفى ألكاظمي لرئاسة الحكومة بعد وقت قليل من تقديم رئيس الوزراء المكلف عدنان ألزرفي اعتذاره عن عدم تشكيلها.