18 ديسمبر، 2024 6:55 م

سيرة المرحوم الدكتور رياض القيسي السياسية والقانونية

سيرة المرحوم الدكتور رياض القيسي السياسية والقانونية

الدكتور رياض محمود سامي القيسي ولد في بغداد عام 1939 درس الحقوق في جامعة بغداد وحصل على شهادة الدكتوراه في القانون الدولي الخاص من جامعة لندن عام 1966 وبعدها عمل أستاذاً في كلية الحقوق، وفي مطلع السبعينيات انتقل إلى العمل الدبلوماسي بوزارة الخارجية، وترأس في الوزارة عدة دوائر، منها الدائرة القانونية ودائرة المنظمات، ومعهد الخدمة الخارجية، كما عمل ممثلاً للعراق في الامم المتحدة حتى سنة 1985، حيث انتخب لرئاسة لجنة القانون الدولي ( اللجنة السادسة ) في الأمم المتحدة وكان شخصية قانونية بارزة ويسمع له حتى من قبل معارضيه، وعندما يحضر اجتماعات المندوبين بالامم المتحدة كان يحضر كامل اعضاء الوفد الايراني للاستماع الى خطابه وحججه القانونية .. وكلف بعدها بمنصب وكيل وزارة الخارجية العراقية لسنين طويله وكان أحد أعلامها وكان ضمن سياق عمله مشرفاً على الدائرة القانونية التي عملت فيها سنين طويلة وقد استفدنا من خبرته وتوجيهاته الكثير .. حيث اعتبر الدكتور القيسي شخصية عربية ودولية ومحام دافع بحق عن بلده بالحجة القوية في احلك الظروف التي مر بها العراق قبل الاحتلال وقدم المشورة في عدد كبير من القضايا الدولية المهمة وكاد ان يصبح عضو محكمة العدل الدولية في لاهاي لولا تدخل الولايات المتحدة ضد ترشيحة، وفي خلال سنوات عمله في وزارة الخارجية شارك في كثير من المؤتمرات الدولية والاقليمية ومنها منظمة المؤتمر الاسلامي، وأيضاً كان له دور في موضوع اتفاقية شط العرب حيث مثل الجانب العراقي في مكتب التنسيق المشترك مع الجانب الايراني، وكذلك دوره في لجنة التعويضات ومرة قال السفير البريطاني ان رياض القيسي كان يحرجنا كثيراً بحججه القانونية في اللجنة عند تفنيده لقراراتها بالرغم من ان العراق كان بصفة مراقب لا يحق له التصويت في اللجنة، وأشرف الدكتور رياض القيسي على عدد من رسائل الدراسات العليا في القانون، وله عدة مؤلفات : منها
– كتاب عنوانه (علم أصول القانون)
– ترجمة كتاب الوجيز في القانون الدولي.
– ترجمة كتاب (جزاءات الأمم المتحدة ضد العراق وجريمة الإبادة الجماعية). وعندما تولى ناجي صبري وزارة الخارجية قام بإقصائه بسبب تافه بحجة ان ابنتة تعمل في احد منظمات الامم المتحدة العاملة في العراق وكان رد القيسي بأن ابنته بالغة سن الرشد ومتزوجة وان اشتغالها بموافقة لجنة المشتغلين الا ان المواقف الشخصية والحقد والغيرة لعبت دور ليس فقط في اقصاء الدكتور رياض القيسي وانما باقي الوكلاء الذي وصفهم ناجي صبري امام طه ياسين رمضان بالمتخلفين، وكان بإقصاء الدكتور القيسي خسارة كبيرة للعراق طالما انتظرتها جهات عربية للاستفادة من خدماته، والشيء بالشيء يذكر أي عندما تولى الصحاف منصب وزير الخارجية الح عليه حمد بن جاسم اكثر من مرة عندما كان وزير خارجية قطر بإعارة خدمات الدكتور القيسي الى قطر وكان السيد الصحاف يرفض ذلك، لحين ان جاءت الفرصة بعد الاحتلال الامريكي للعراق حيث ارسل عمرو موسى الامين العام للجامعة العربية شخص مخصوص الى بغداد يعرض عليه العمل في الجامعة للاستفادة من علمه وخبرته لوجود معرفة سابقة عندما كان عمرو موسى ممثل مصر في الامم المتحدة خلال فترة عمل الدكتور رياض القيسي ممثل العراق في الامم المتحدة وفعلا غادر القيسي الى القاهرة بمساعدة الجامعة العربية التي نقلت معه مكتبته الخاصة التي تحوي على كثير من الكتب والوثائق المهمة واثناء وجوده في مكتب عمرو موسى تم الاتصال بالشيخ حمد بن جاسم ليخبره بوجود صديقة رياض القيسي في مكتبه وانه ينوي ( أي عمرو موسى ) تعينه في الجامعة الا ان حمد بن جاسم طلب ان يكلم الدكتور القيسي فقال له لا جامعة ولا غيرها تذهب غداً الى السفارة القطرية في مصر وسوف تجد تذاكر السفر لك ولعائلتك ومكانك محفوظ كمستشار سياسي وقانوني لوزارة الخارجية القطرية، وفي اليوم التالي غادر القيسي الى قطر للاستفادة من خبرته الدبلوماسية والقانونية خصوصاً في مجال القانون الدولي ذات الطابع الفني العالي بعدما خسر العراق كثير من كوادره بسبب الغيرة والاحقاد الشخصية وفي قطر رفض اللقاء بناجي صبري طيلة سنين وجودهم هناك رغم وساطات كبيرة لم تفلح اطلاقاً حتى رحيله في رحاب الله عزيزاً مكرماً بعدما اعتاد ان يصحى الفجر ليأم بعائلته صلاة الفجر واستغربت العائلة بعدم ترك الفراش مبكراً وذهبوا لإيقاظه فوجدوه قد فارق الحياة .. رحم الله رياض القيسي الذي ستبقى سيرته خالدة مثل باقي المخلصين الذين لم يفرطوا بوطنيتهم وحبهم لبلدهم ومساعدته للمقربين منه.