19 ديسمبر، 2024 1:09 ص

ما من شك ان الاحزاب بكل توجهاتها قدمت وتقدم نماذج سيئة لادارة الدولة العراقية بدليل ما وصل اليه البلد من حكم 16 سنة لهذه الاحزاب والقوى السياسية الاسلامية بالدرجة الاساس والعلمانية او المدنية بدرجة اقل خصوصا ان الاخيرة لم تتسنم ادارة الدول ن لذا كان الاستقلال الحقيقي لاي شخصية وطنية عراقية مخلصة امر يبعث على التفاؤل ومن هذه الشخصيات التي حافظت ومازالت على حيادها واستقلالها هو سيد فياض حسن نعمة ، ويبدو ان هذا الاستقلال كان مصدر قوة داخل كواليس الدولة العراقية لان القوى السياسية تعي فشبها وكان لابد من وجود شخصيات مهنية بعيدة عن اي توجه غير تقني فني مستقل لتصحيح او للحفاظ على دفة الوزارة ، فكثير من الوزراء حتى مع تسنهم مقاليد الوزارة كانوا مشغولين بامور السياسة وهذا يعود الى قلة خبرة هؤلاء الوزراء تارة والى تقلدهم مناصب رفيعة في احزابهم لذا فاضطلع سيد فياض بامور وزارة النفط منذ ان كان الدكتور الشهرستاني ثم كريم لعيبي ثم عادل عبد المهدي واخيرا جبار اللعيبي وبرغم اختلاف توجهات هؤلاء الوزارء السياسية والايدلوجية من اسلامي الى علماني الى مدني فلم يرغب اي منهم في ابعاد بيضة القبان في وزارة النفط واقصد به سيد فياض عن منصب وكيل وزير النفط الاقدم بل لعله كان وزيرا فعليا على صعيد الممارسة دون ترديد القسم ، ان وجود هذه الشخصيات التكنوقراط يدحض مقولة انك ان شئت ان تتقلد مناصب رفيعة عليك ان تنتمي لحزب ما ، وربما العكس صحيح فان شئت ان تنجح في عملك طوال 16 سنة عليك ان تكون مستقلا عن كل القوى السياسية ومنتميا للعراق وحده عندها لا يمكن ان تكون خصما لاي عراقي وطني شريف يسعى لخير البلد ، انا بالتاكيد لست ضد اي حزب سياسي بقدرما يكون منتجا لهذا البلد لكني مع كل مستقل مهني لم يجير وظيفته لصالح حزب ما او تيار سياسي ـ ان تجربة سيد فياض حري بها ان تدرس في اروقة المؤسسات الحكومية وان يستل منها الموظفون بشتى درجاتهم درسا في المبادئ والقيم والنزاهة والوطنية

أحدث المقالات

أحدث المقالات