18 ديسمبر، 2024 5:42 م

سيد علي ابو الهدوم وجاسم ابو الباتريات

سيد علي ابو الهدوم وجاسم ابو الباتريات

كان هناك شخص اسمه “سيد علي ابو الهدوم” شخصية معروفة,ومشهورة عند كل النجفيين القدامى , وهو من الشخصيات التي يقال عنها بانها من اشهر المجانين في الفرات الاوسط , وكان هذا السيد يرتدي اكثر من عشرة “دشاديش” ,واكثر من اربع او خمسة “ستر” جاكيت,دون وضع شيئ على راسه ,وذات يوم اراد ان يذهب الى الخباز الواقع في شارع “الرسول”الذي يقابل “باب القبلة” للامام علي عليه السلام , وجاءته النوبة الحادة من الجنون فخلع جميع ملابسه الا ماكان يغطي عورته ,ووضعها في مكان مكشوف يراه الجميع , فلايوجد عاقل تدنيه نفسه على ان ياخذ تلك الملابس القذرة ,وذهب ليأتي بقرص او قرصين من الخبز,وعندما عاد ليرتدي ملابسه التي تركها وجد ان هناك شخصأ معروفا ايضا يكنى بـ”جاسم ابو الباتريات” قد لبس جميع ماكان موجودا من تلك الملابس, فرجع ” سيدعلي ابو الهدوم” وحمل عصى وهم بضرب”جاسم ابو الباتريات”  ولو لا تدخل المارة هناك لما نجا “جاسم “وقال لهم “لبس هدومي كلها اريد هدومي” فتكلم الناس مع “جاسم ابو الباتريات”على ان يعيد  تلك الملابس الى “سيد علي ابو الهدوم” فقال له اريد “هدومي” قال له لنتقاسمها معا فرد عليه اريدها جميعا واخذ ينهره ,”انزع هدومي” ,وكلما خلع واحدة يقول له “انزعهن كلهن” وهكذا الى ان اصبح  “جاسم ابو الباتريات” شبه عار فلبس” سيد علي ابو الهدوم” جميع ماكان قد خلعه من جديد ورحل  “سيد علي” وترك “جاسم” عاريا.
لابد وان القصة قد استهوت البعض ويسألون عن المغزى؟؟!! والمغزى غير خاف على كل لبيب ,لكن لابد من ان نربطها مع واقع حالنا ونوضح المطلب وبالتحديد للعراقيين الشيعة,ولا ابالي بعد اليوم من ان اُتهم بانني طائفي ,او اضع في اعتباري مايفسره الاخر او حتى اهتم لما يقوله .فحينما اطالب بحقوقي سرعان مااُتهم  “بالطائفية” ولقد تعودنا على هذه التهم, وحتى لو انني قدمت له كل البراهين بعكس مايعتقد وانني لا اريد سوى حقي لن استطيع ان اغير اعتقاده فانا شيعي “صفوي” بالنسبة له وسنتكلم بكل وضوح بعد ان  طفح الكيل، وبلغ السيل الزبى، ولم يبق فى قوس الصبر منزع
اننا اليوم ومن خلال هذا الكم الهائل من التصريحات والبيانات والتخبطات السياسية من هنا وهناك, وعلى مدار الساعة ,نجد ان الاحداث تتلاحق واحدة تلو الاخرى دون هوادة ,ولانملك حتى الوقت للرد او التعليق على الاولى حتى تلحقنا الثانية ,وما ان نبدأ بكتابة موضوع عن حدث ما, حتى نفاجئ بحدث اخر, وكأن العملية برمتها مقصودة لارباك الوضع, وجعل المواطن العراقي يعيش التيه والتخبط هو الاخر,ومازلنا نسمع مايجري من حكايات جديدة تخبرنا بان “الشيعة” في الحكومة والبرلمان ماهم الا العوبة بيد الاخرين, فقد اصبحوا يتنازلون عن كل شيئ للاخر,ولم نعد نستوعب مايفعلون,حتى وصلت بهم الحالة الى الاعتذارات احيانا بسبب او بدونه , ومواقف لايمكن تفسيرها الا كونها صورة” جاسم ابو الباتريات” ,والحال هكذا فقد اوصلتنا هذه القيادات “الشيعية” الى حد الهذيان, وعدم التركيز على الاحداث. تنازلات واحدة تلو الاخرى ,ولانريد ان نعيد مانشرناه سابقا عن ماوهبوه للاخر ,وقد اصبحنا في حيرة بين الارهاب والحرب ضده من جهة وبين  حكومة فاشلة بامتياز من جهة اخرى
 نحن الان بين نارين احدهما اقسى وامر واحرمن الاخر,فلا قيادات الشيعة لديها موقفا كموقف “سيد علي ابو الهدوم” حتى نقف معها وندعمها ,ونساندها ,ولانستطيع ان نعلنها حربا بالتظاهر, والاعتصام, والاضراب لما نمر به من خلال الحرب ضد داعش الوهابية .وحتى القيادات الشيعية التي نتوسم منها خيرا هي الاخرى منشغلة في تلك الحرب .
لقد اصبحت هذه القيادات الشيعية المنبطحة  كـ”جاسم ابو الباتريات” ولم تترك شيئأ الا وخلعته حتى(…)وسلمت امرها وتحت طوع  الاخر, ودون تردد ,ولم يعد يعنيها اي دين او خلق او انسانية او ذرة من حياء,لم نعثر على سبب لكل هذا ليكون مقنعا بان مايجري هو امر طبيعي , او هو نوع من انواع السياسة !! ولا ندري اي سياسة هذه التي تجعلهم عراة حتى من قيمهم ومبادئهم ان كانت لهم قيم ومبادئ؟
الحسين عليه السلام الذي نحمل شعار نهضته في كل زمان ومكان .كان يزئر زئير الاسد ويقول “هيهات منا الذلة” فاصبحنا نلتفت يمينا وشمالا و نعيش الذل والهوان بسبب هؤلاء القادة الشيعة , والمشكلة لم تصبح تخصنا فقد كجيل عاش فترات وتعايش ربما مع اوضاع مختلفة وحكومات متعاقبة بل تخص  الاجيال القادمة, ماذا سنكتب لهم وعن اي خذلان سنخبرهم ؟؟ هذا ان بقي هناك جيل.
نحن لسنا دعاة حرب او طائفيين بقدر ما نسأل عن حقوقنا فالجميع قد اخذوا حقوقهم وزيادة ,بل حتى انهم اخذوا من ما نمتلكه من حقوق.
نحن نؤمن بالعدالة لا اكثر ,ومن حقنا ان نحافظ, وان ندافع ,وان نحمي طائفتنا من اي تجاوز عليها  او محاولة المساس بها,فهوحق مشروع,اذا كنتم كذلك وتنتمون الى هذه الطائفة فنحن نخاطبكم لماذا  يازعماء وقادة الكتل سلبتمونا كل شيئ ؟! فلا خير فيكم ان لم يكن لكم موقف ,هذه الطائفة التي عانت مئات السنين من الكبت والحرمان والحقوق المسلوبة, ان هذا المكون الكبير من مكونات الشعب العراقي لم يحصل منذ سقوط الطاغية والى اليوم غير “اللطم” وحرية الشعائر وحتى هذه قد اعترض عليها صديقكم “الارهابي ظافر العاني” معترضا على رفع راية الحسين (ع) هذا هو كل ماحصلنا عليه منذ سقوط الطاغية “صدام” والى اليوم, ولم يكن منة منكم او مكرمة وانما تحصيل حاصل فلا تفرحوا كونه انجازا. فالاخر وهو “السني” له من يدافع عنه ,وله من يبكي عليه ويسانده عربيا ,ودوليا اعلاميا, وسياسيا كما شاهدنا ذلك في كثير من المواقف ,والمشكلة  ان البعض منكم ياقادة الشيعة قد بكى وتألم وجمد قواته اعتراضا على مقتل” الشيخ الجنابي” مع ان “داعشط الكافرة قد اعترفت بفعلتها, وتمنينا ان يكون هذا الموقف مع شهداء “سبايكر” او بقية المذابح التي طالت الشيعة تعسا لكم.
 من حقنا بعد اليوم ان نتكلم وندافع بالطريقة التي تخدمنا دون المساس بالاخر كرديا كان ام سنيا او من اي طائفة ودين,ومن حقنا ايضا ان نتكلم باسمنا نحن شيعة “علي “شاء من شاء وابى من ابى, وهم بامكانهم كما يفعلون دائما “نحن سنة” والكردي يقول “انا كردي ” لماذا حرام علي ان اعلن عن انتمائي وحلال على الاخر ان يصرح بما يريد ؟!
 دمنا مباح وقادتنا الشيعة في اعلى مستويات النشوة والانبطاح ,حقوقنا تسلب وانتم منبطحون ,دمائنا وارواحنا تزهق وانتم صامتون ,مدننا تعيش الاهمال وانتم تتبرعون بمال ابائكم الاولون ,!!!! هذه هي الحقيقة المرة التي انتم عنها غافلون, فالشارع الشيعي بدأ يدرك جيدا ان الغالبية العظمى من السياسيين الشيعة ان لم نقل كلهم لايبالون بمن انتخبهم, او من وثق بهم ,وصار علينا ان نطلقها صيحة مدوية كفاكم انبطاحا كفاكم يا”جاسم” وحافظوا  على ما يغطي  عوراتكم القبيحة . كفى هذه النداءات الفارغة التي ذبحتمونا بها ,انتم فقط من ينادي بهذه الشعارات”شحمة ولحمة وعظمة واخوة ووطنية ووحدة الشعب” عن ماذا تتكلمون؟!عن شعارات لايعترف بها الاخر ولاتشكل عنده اي قيمة !!, فالاخر يعاملني على اساس طائفي وانتم تقبلون الايادي ,وتتوسلون لهم وكانهم الهة السماء.
بالامس الناطق باسم كتلة المواطنليس ببليغ”ابو كلل” يبرئ المجرمين”النجيسي والعيساوي” !! ويعقبه فيلسوفنا العبقري “الجعفري “ليبرئ تركيا من الارهاب ,ووزير الدفاع “العبيدي” نسيب “النجيسي” يطرد الطيارين والقادة الشيعة , ووزير النفط “عبد المهدي” يهب نفط العراق كله للكرد ,واليوم ام الكوارث التي احدثت شرخا في البيت الشيعي التي اتحفنا بها “السيد مقتدى”حيث قام  بتجميد قواته في وقت نحن بامس الحاجة لكل مقاتل شريف, وماخفي اعظم والقادم لاينبئ عن خير وهناك كارثة في الطريق وسببها انتم يازعماء وقادة الكتل الشيعية.
اعتقد ان هناك شيئ خطير يفضحه هذا الخضوع والخنوع والانبطاح, ترى ماهي اسبابه ؟ ولماذا هذا الذل والانبطاح المستمر؟ اسئلة لم اعثر لها الا على هذين الجوابين .بيني ونفسي
اما ان السياسيين الشيعة قد وقعوا على ورقة فارغة يدون فيها الاخر مايريد ومتى ماشاء وبالطريقة التي يريدها مقابل ثمن لايعلمه الا الله ,او ان السياسيين من قادة الشيعة قد كانوا تحت تاثير المخدر وقام الاخرون بتصويرهم وباوضاع مخلة يعف قلمي ولساني عن ذكرها ,فاصبحت هذه الافلام والصور ورقة ضغط يلوحون بها متى ماشاؤوا ,ويتعرضون للابتزاز دوما,اياك ان تتنفس ايها السياسي الشيعي والا فان فضيحتك الـ(…) ستنتشر في كل مكان حتى في القنوات الاباحية تحت عنوان قادة الشيعة تنبطح قولا وفعلا .
هذه نتيجة ماوصلت اليه لانني لم اعثر على شيئ يقنعني كمتابع لما يجري ولم اعثر الا على هذين السببين ,وقادة الشيعة  اصبحوا “جاسم ابو الباتريات” وهذا هو مربط الفرس ومفتاح المقال ولم يعد بعد ذلك شيئ يقال .