الان الساعه الثانيه بعد الظهر ، والحر الشديد في شهر آب اللهاب على أشده ، سلك الرجل نفس الطريق الذي يسير فيه في هذا الوقت من كل يوم بسيارته الفارهة ذات الدفع الرباعي .. لفتت انتباهه سيدة في خريف العمر نائمة على قارعة الطريق ..
اوقف سيارته ، وترجل .. اقترب منها .. كانت ترتدي ثوبا طويلا اخضر حتى قدميها ، وعصمت رأسها بمنديل ابيض ، وقد أغلقت جفونها ، وأستسلمت لنوم عميق برغم الحر الشديد ، كان وجهها وجسمها يتصببان عرقا ..
أقترب منها أكثر ، عثرت قدمه بعلبة ببسي كولا فارغه قريبة منها واحدثت صوتا ..استفاقت السيده على اثره ، فتحت عينيها بكسل وتثاقل .. نظرت الى الرجل وكأنها تطلب منه الشفقه ..
فهم الرجل نظرتها ، وتذكر على الفور امه المريضه .. شعر بألم كبير .. طلب منها أن ترافقه ويأخذها معه الى بيته .. اجابت وهي تشعر بالخجل بالرفض ، ترددت ببعض الكلمات المتقطعه بصوت خافت ، لم يفهم منها شيء ، ثم أعتذرت .. كانت تبدو متعبه ومتهالكه ..
الامر الذي زاده اصرارا بالبقاء وابى أن يغادر المكان دون أن يجد حلا لتلك المسكينه التي لازال لم يعرف شيئا عنها سوى على مايبدو انها واحدة من المهّجرات التي انقطعت بها السبل ..
قال لها : حسنا تعالي معي في السياره .. سأخذك الى الكنيسه ، واتحدث مع سيادة المطران فهو رجل طيب ، وتربطني به علاقة صداقه قويه .. قد نجد لك حلا على الاقل ينقذك من النوم في العراء ..
وافقت السيده ، ونهضت بتثاقل ، ودفعت جسمها بالكاد داخل السياره في الحوض الخلفي وساعدها الرجل بذلك .. كانت تشعر بعطش شديد وحاجة ماسه لكأس ماء بارد ، الا أن خجلها وكبريائها منعها من ان تطلب منه ذلك .. وليته هو يفكر بذلك لاسيما توجد في سيارته قنينتين من الماء البارد .. ولكن …زاد الرجل من تكييف سيارته درجة واحده .. سار قليلا ، ثم نظر الى المرآة شعر بالراحه عندما لاحظ انها غصت بنوم عميق على اثر الجو المريح في السياره ، فبادر الى اطفاء ال C D ليمنحها الفرصه لتأخذ راحتها أكثر ..
بدأت تشخر بصوت عال ..
دقائق قليله وصل الى هدفه أطفأ المحرك وفتح باب السياره ..
لكن فجأة انقطع شخيرها ، وسال لعاب غزير من بين شفتيها ممزوج بفقاعات صغيره من الهواء ..حاول ايقاظها كانت غارقه في نوم عميق ..
بدلا من ان يأخذها الى الكنيسه سار بها الى الطب العدلي في مشفى الجمهوري العام !!