18 ديسمبر، 2024 7:02 م

بمناسبة يوم المرأة يحتفي مكتب رئاسة الوزراء بتكريم من اسماهن (سيدات الارض ) من بينهن نائبات وسياسيات ومسؤلات رفيعات في مناصب الحكومة .
تكريم ،اجزم ان غالبية الامة العراقية ستسخر منه لأن ( المكرمات ) لسن سيدات الارض ولسن امتداد لنضال وجهاد المراة العراقية لأن سيداتكم غير سيداتنا .
فسيداتنا ، هن نساء وآنسات وشابات وفتيات يتشاطرن مع الرجل تبعات المحن والمآسي والحرمات والعذابات على مدى سنين حكم الانظمة الديكتاتورية . ش
فالمكرمات اليوم لايمثلن اجيالا من نساء العراق ممن جهادن وناضلن ضد الديكتاورية ،من اجل الحرية والكرامة .
فبينما بعض ( المكرمات ) اليوم كن في خانة النظام الديكتاتوري بالامس القريب ، كانت نساء العراق في اهوار الجنوب يصارعن العذابات والخطوب من اجل الصمود في مرحلة مقارعة الديكتاتورية .
لكم احتفالكم ولنا احتفالنا ، نحن نحتفي ونكرم اليوم سيدة العراق وسيدة الارض ،الشهيدة ظهر حسن الشغانبي التي اصيبت بشظايا القصف على قريتها المحاصرة في شمال اهوار محافظة العمارة ،تقسم وتستحلف الكادر الطبي ( وهي تلملم احشاء بطنها ) تقسم عليهم بان لا يبدأوا معالجتها وطالبت بان تتم معالجة رجل مقاتل اصيب وبجوارها وقالت هو اولى بالمعالجة لانه رجل يقاتل ..حتى لفظت انفسها وتوفيت.
نكرم ايضا ،سيدتنا زوجة سيد كاظم في اهوار محافظة البصرة كانت تضع سلاح البي كي سي بجوار تنور الخبز ولما حلقت طائرة في الاجواء ، تصدت لها بمدفعها الرشاش .
سيداتنا ، هي الزوجة الشابة التي شاهدت طفلها وهو يذبل ويموت بعد ان شرب مما تبقى من مياه مسمومة بالمواد الكيمياوية في اهوار العمارة .
سيداتنا ، هي تلك الشابة الاسدية التي لجأت الى الانتحار قبل ان يعتقلها رجال الامن لكي لا تعترف على التنظيم السري وهي تردد ( وحگ اللي گظه وما دله عدوانه اعله ربعه ) .
نعم سيداتنا وسيدات العراق ، هي السجينة في غرفة التعذيب في مدير الامن العامة وترفض الاعتراف فياتون بطفلها الرضيع ويهشم رأسه ويتناثر دمه على حائط الزنزانه ،انتقاما لصمودها تحت سياط الجلاد .
من سيدات العراق المكرمات ، السيدة آمنة الصدر التي خرجت الى باحة مرقد الامام علي في النجف وهي تحرض الناس بعد اعتقال اخيها وتخبرهم بان دم الحسين سيراق مرة اخرى .
نعم سيداتنا .هن نساء مدينة الدجيل اللاوائي اعتقلن عام 1982 ومن ثم ترحيلهن الى معسكر اعتقال في صحراء غرب العراق وبقين في العراء سنوات هناك حتى ذبلن وتغيرت ملامحهن .
سيداتنا وسيدات العراق هي الحاجة ام سعدي ،لما اخبرها مدير امن محافظة واسط باعدام اولادها الثلاثة ، تصنعت عدم البكاء وذرف الدموع لكي لايشمت بها .
سيدتنا هي والدة المعتقل مشتاق هاشم التي كان يشترط ضابط الامن النقيب جمال السعدون جلدها عشرين جلده مقابل تسليم الملابس لولدها المعتقل .
سيدة ارض العراق ، هي ام محمد التي تركت ايتامها وذهبت تطبخ للمتطوعين لمقاتلة داعش .
أولئك سيداتنا وسيدات ارض العراق ، بلا مناصب وبلا ارصده في البنوك الاوروپية ومصارف بيروت واربيل .
سيدات بلا حمايات وسيارات مصفحة وبلا صور ، باستثناء صورهن المؤرشفة في عين الله وفي ضمير الوطن .