23 ديسمبر، 2024 9:30 ص

سياسين ام لاعبي كرة قدم!

سياسين ام لاعبي كرة قدم!

كرة القدم تتميز عن غيرها، بأن هناك فترة تسمح لأنتقال اللاعب من نادي الى اخر، لكن هذا الأنتقال لا يتم الا وفق ضوابط محددة، وهناك دائماً شروط جزائية على من يخالف العقد، سواء كان اللاعب او النادي المتعاقد معه
لكن ما يمييز هذه التنقلات يمكن للاعب ان يترك النادي س ليتعاقد مع ص الذي هو غريم له وخصم ومنافس لسنين خلت، لكن عند الأنتقال والتعاقد الجديد نجد اللاعب لا يغير جنسه، فلاعب كرة القدم عند انتقاله يبقى لاعب كرة قدم ولا يغيره الى مصارع او ملاكم
وهذا الأمر طبيعي ووارد بصورة مستمرة، ومع ذلك نجد هناك تذمر وغضب شديد من قبل الجمهور المتعصب لناديه، والأمثلة على ذلك كثيرة.

لكن المستغرب في بلدي هذا لا يحدث فقط بالرياضة فحسب، انما اصبح امر مألوف جداً، بل اصبح امر ليس مذموم، مع ملاحظة ان الأنتقال ليس لجنس مشابه كما في انتقال اللاعبين، انما يكون لشيء لم يمارسه اطلاقاً
فتجد مهندس يعمل مدير اداري، وتجد حلاق اصبح وزيراً للتربية، كذلك تجد معاون طبي اصبح وزيراً للعدل وهكذا دواليك
ومع ذلك نقول هذا عمل، وربما بالفكاكة والفهلوه كما يقول المصريين ينجح فيه، بالخصوص ان كان بجانبه اناس اختصاص ونزهاء.
لكن من غير الطبيعي، ان تتحول من المحور الشمالي الى الجنوبي، وهذا ما يحدث عند سياسينا
فتجده يبدأ بفكر اسلامي متعصب، وينتهي بفكر علماني متحلل، فتراه ينتقل حيث تكون مصلحته الشخصيه
يعني بعبارة اخرى( حيث يوجد الماء والوجه الحسن )
ودائماً تجد سكينته حادة جداً، على انتماءه السابق، فيمزقه ويقطع اوصاله، فيجعل منه حزب فاقد لكل القييم والمثل.
علماً ان التاريخ السياسي يحدثنا دائماً عن اناس حملت فكر معين وامنت به، وعندما اختلفوا مع اشخاص من نفس هذا الفكر
يعتزلون العمل ويبدأون يكتبون مذكراتهم، وأفكارهم التي كانوا يدافعون عنها
او يأسسون لفكر دائماً يكون قريباً من افكارهم السابقة، لكن بصورة متجددة، وحسب وجهة نطرتهم التي يتبنونها
وكلا الخياريين اعلاه، يعتبران امر طبيعي، بالنظر للتغير بالفكر والتطورات التي تحصل بالمجتمع

لكن ما يحدث هنا في بلدي العزيز هو التصاق ليس اكثر
فالشخص ( السياسي) ينظر الى الشعب ماذا يريد دين لبس عمامة، وان اراد المجتمع انفتاح وانحلال اطلق شعره ودخل الملهى الليلي وهكذا
واكاد اجزم ان فشل اغلب السياسين في النجاح، هو كونهم لا يحملون فكرا او ايدلوجية يؤمنون بها، وبالتالي بدلاً من ان يؤثر السياسي في المجتمع، فيوجهه الوجهه التي يعتقد بأنها صادقة وصحيحة، اخذ هو يتأثر بالمجتمع ويخاطبهم بما يريدون سماعه حتى وان كان خارج قناعاته وفكره، وهذه هي الطامة الكبرى.