23 ديسمبر، 2024 12:03 م

سياستنا واعلامنا الفقير .. وازدواجية دعاة حقوق الانسان تجاه تركمان العراق‎

سياستنا واعلامنا الفقير .. وازدواجية دعاة حقوق الانسان تجاه تركمان العراق‎

حتى اعلامنا التركماني الفقير يشبه سياستنا التركمانية الفقيرة ولا نحتاج لنبحث عن الاسباب لانه لا نحاول ان نجتهد دائما ونفتقد المهنية والحرفية ولا ننتهج المعتاد والمعمول في الاعلام والسياسة بهما كون الاعلام التركماني غير مدعوم ومسنود ويعمل حسب اهواء الاشخاص وجهات وأجندات خاصة .

فمثال على ذلك فان في اي بلد او منطقة او شعب يمر بحالة حرب او ازمة فنشاهد او نقرا بان جميع ساستها ووسائل الاعلام التابعة لها تجاهد وبشكل ايجابي ومثمر لرفع معنويات قواتها ومواطنيها اولا وفي المقابل توظف وتحشد جميع امكانيتها لخدمة شعبها ومدنها وليؤثر بشكل سلبي على المعتدين نفسيا وليحبط معنوياتهم.

وبما اننا التركمان  لانفقه لحد الان دور الاعلام وكيفية استغلالها والارتكاز عليها في فترات الازمات وكيفية رفع الروح المعنوية لمواطننيا واساليب نقل الحقائق الى المجتمع الدولي حتى تهنا  بين الحقيقة والكذب ما بين اعلامنا الفقير وتصريحات ساساتنا الفقيرة.

التركمان يملكون فضائيتين تعتبران الواجهة الاعلامية لهم .. الاولى فضائية توركمن ايلي وهي قناة اهلية اسست لخدمة القضية التركمانية والثانية الفضائية التركمانية وهي فضائية رسمية تابعة الى الدولة العراقية ومقيدة تقريبا بقواعد واسس الاعلام الحكومي المركزي اي لا تستطيع ان تخرج عن اطار سياسة الدولة المركزية.

بالرغم من مرور شهرين على تعرض  التركمان في مدن تلعفر وطوزخورماتو وامرلي وبشير وجلولاء وقزلاباط وشهربان الى ابشع حالات الاضطهاد والتطهير العرقي والابادة الجماعية لكن ومع الاسف فلا ساستنا الكرام ( ما عدا البعض منهم ) ولا اعلامنا التركماني فلم يقوموا بدورهم القومي الملقاة على عاتقهم بالشكل المطلوب تجاه ما يتعرض اليه شعبنا في تلك المدن وخاصة فيما يتعلق في رفع الروح المعنوية لاهالينا المنكوبين وايصال معاناتهم الى المجتمع الدولي وهو (اضعف الايمان ) بإستثناء ما قام به بعض الشبيبة التركمانية مشكورين بحملة دعم لأهالي المناطق التركمانية المنكوبة في مواقع التواصل الاجتماعي ( الفيس بوك )

بما ان الفضائية التركمانية فضائية تابعة الى الدولة العراقية ومقيدة في نهجها الاعلامي ، ولكن كنا ننتظر ونتوقع ونامل بان تقوم فضائية توركمن ايلي بواجبها القومي المفروضة عليها

ولو اننا قارنا الى ما تعرض اليه الشعب التركماني من قتل اضطهاد وقتل وتهجير مع اخواننا المسيحيين والايزيدين فنلاحظ ان هنالك فارق شاسع في الكم والعدد , فعدد شهداء التركمان في المدن التركمانية تجاوزت الالاف وعدد المهجرين والنازحين عشرات اضعاف الاخوة المسيحيين والايزيدين ولكن لا ساستنا ولا منظمات المجمتع المدني ولا اعلامنا لم يقوموا بالواجب القومي المفروض والمطلوب تجاه شعبهم .

وفي المقابل وبالرغم من مرور اكثر من شهرين على قتل وتهجير وابادة جماعية ضد التركمان فلم نسمع من اي دولة  من دعاة الحرية والديمقراطية والدفاع عن حقوق الانسان اي مطالبة بوقف اعمال القتل والتهجير بحق الشعب التركماني او مد يد العون اليهم ولا بذكر اسمائهم .

وعندما تم تهجير بضع مئات من الاخوة المسيحين اقامت راعي الحرية في العالم امريكا القيامة واقعدها ؟ واجتمع الاتحاد الاوربي معلنين عن استعدادهم لتقديم جميع المساعدات للاخوة المسيحيين وابوابهم مفتوحة لاستقبالهم , وعندما قامت ميليشيات الدولة الاسلامية الارهابية  بالهجوم على مدينة سنجار المحمية من قبل قوات البشمركة الكردية باستهداف الاقلية الايزيدية وتقرب قواته من اربيل فحشد ساسة الاكراد والايزيدين والمسيحين جميع ما يملكونه ليقوموا بواجبهم القومي تجاه شعوبهم معولين ومرتكزين وعاقدين امالا كبيرة على اعلامهم بجميع وسائلها في تجنيد الرأي العام المحلي والعالمي ليساندوا ويؤازروا قومياتهم , وجندت كافة وسائل الاعلام الكردية المقروءة والمسموعة والمرئية حملات اعلامية محلية ودولية ضد  ميليشيات داعش مبررين وباسلوب محترف ومميز في نقل  معانات شعبهم وباسرع وقت ممكن الى دول العالم .

 وعلى ضوء ذلك استنفرت الحكومة الامريكية حكومة وشعبا جميع طاقاتها وامكانيتها لصد قوات داعش لعدم افساح المجال لتلك القوات لمنع وصولهم الى المدن الكردية ولم تمر الا سويعات قليلة الا وقامت الطائرات الامريكية بضرب اوكار داعش بالرغم من ان تلعفر وامرلي تتعرض الى القتل والابادة منذ اكثر من شهرين.

ولكي نبتعد عن العادة المقيتة الى تلازمنا بتعليق اخطائنا على شماعات الاخرين فعلينا ان نحدد اخطائنا  باننا مقصرون واعلامنا وسياستنا فقيرة ومهملة وونعترف بان..

1.  جميع وسائل اعلامنا لم تؤدي دورها القومي ومن ضمنها مكاتب اعلام الاحزاب والتشكيلات التركمانية .

2.    منظمات المجتمع المدني شبه معطلة وخاصة من ناحية التوعية الجماهيرية خصوصا في الظروف الطارئة, واكتفائهم  بتوزيع المساعدات الانسانية المرسلة من الجارة تركيا.

3.   تجاهل الكثير من ساسة الاحزاب الموقف الحرج والاعتماد على اصدار بيانات جاهزة ومطبوعة مسبقا.

4.   تقصير الاتحادات والمنظمات الشبابية والجماهيرية في عملها من خلال اقامة الندوات الجماهيرية والتظاهرات والمسيرات السلمية وعدم تواصلهم مع الاعلام بحجة عدم توفر الامكانيات والدعم المادي لهم .

5.  عدم قيام فضائية توركمن ايلي بواجبها القومي التي اسست من اجلها وتفضيل عرض الاعلانات التجارية والاغاني والبرامج الترفيهية على عرض ونقل معاناة شعبنا بالشكل المطلوب الى العالم الخارجي .

6.  والمختصر المفيد بان اعلامنا يتيم وفقير وسياستنا الفقيرة في الظروف الحرجة فلا تلبي الغرض والهدف المرجو منهما ، واننا مقصرون ولكي لا اتهم بانني جالس في اوروبا واشخص الاخطاء  وانتقد فاعترف بانني ايضا من المقصرين.

7.   ختاما فنحن بحاجة فورية الى مداخلة وعملية جراحية عاجلة لسياستنا الاعلامية التي تحتضر لكي نستطيع نبض ونقل حقائق ما نعانيه ونجرعه وبكل مصداقية وحرفية الى العالم ونترك التطبيل والاعلانات والبرامج والاخبار الهابطة والرخيصة في زمن نتعرض فيه الى ابشع حالات القتل والتهجير

والا فسنظل نمشي على العكازات بدون ركائز مكتفين بتعليق اخطائنا على بعضنا البعض وعلى شماعات الاخرين