23 ديسمبر، 2024 12:11 م

سياسة تبرير الخطايا بالخطايا!!

سياسة تبرير الخطايا بالخطايا!!

بموجب منهاج الجاهلين الساذجين , أن الخطايا يتم تسويقها وتبريرها بخطايا السابقين , فعندما تسألهم عن هذه الخطيئة أو تلك يأتيك الجواب جاهزا , أن السابق قد فعلها فلماذا تلومون الحالي إذا فعلها!!!
فما فائدة التغيير إذن؟!!
وصلتني رسالة تبرر ما يحصل من ويلات وتداعيات بما كان يحصل سابقا , والغاية منها القول بأن لا يجوز إنتقاد ما يحصل لأنه قد حصل في السابق وما إنتقده أحد , وعليه فأن الحالي من حقه أن يأتي بالفظيع , فكل ما يقوم به كان يحصل في السابق.
وهذه بدعة سلوكية منحرفة تسعى لتعزيز التصرفات المنتهكة لحقوق الإنسان في الواقع المشحون بالتداعيات والويلات الجسام.
فالمجرمون أبرياء وأصفياء , وما يقومون به هو عين العدل والحكمة والرحمة , وحينما تتساءل عن الإنجازات التي حققوها , تراهم ينطلقون بخطاباتهم التي تتهم السائل بأنه يعاديهم.
وتتكرر هذه الدوامة من التفاعلات في أروقة الحياة , وتزدحم الصحف ومحطات التلفزة والمواقع بالكلام الذي يعبّر عن ذات المنهج والتصور العقيم , الذي أودى بمصير البلاد والعباد.
ويبدو أن القول بغير ذلك يُحسب تهديدا للكرسي , الذي لا يمكنه أن يبقى في الحكم إن لم يعلق ما يرتكبه من خطايا وآثام على أكتاف السابق الذي سيبقى يلاحقه إلى يوم الدين.
فكل شيئ مرهون بما مضى , أما الحالي فأنه بريئ ومنزه ومقدس ومؤزر بالعديد من العمائم المتاجرة بالدين , والتي لا تتوقف عن إطلاق فتاواها المبررة للفساد وكل عمل مشين , فهي لا تنطق عن الهوى , وعلى الجميع أن يتبع ويخنع.
وتلك فرية الدمار الذاتي والموضوعي , وآلية إنتحار الكينونات المتداعية في كراسي الضياع والهلاك , التي ستشب فيها النيران ذات يوم قريب!!
فهل من وعي للخطايا ومصائر الأبرياء؟!!