22 نوفمبر، 2024 7:43 ص
Search
Close this search box.

سياسة المحاور ليست جديدة ؟ محاور جديدة تتشكل عام ٢٠١٧!

سياسة المحاور ليست جديدة ؟ محاور جديدة تتشكل عام ٢٠١٧!

يبدو أن منطقة الشرق الاوسط وجوارها الجغرافي مُبتلاة بسياسة المحاور ، ودبلوماسياً تسمى ( بسياسة الحلف او الحلفاء ) ، ففي ١٩٥٤تمّ تأسيس حلف جنوب وشرق آسيا ( حلف سياتو SEATO
( South East Asia Organization) ، ويعرف بحلف مانيلا ( عاصمة الفلبين ) وكان الهدف منه حماية المصالح الغربية في جنوب وشرق آسيا ووقف مد الإتحاد السوفيتي، وانتهى هذا الحلف عام ١٩٧٧.
وتمّ إنشاء حلف بغداد ( Baghdad Pact ) عام ١٩٥٥ للوقوف بوجه المد الشيوعي في منطقة الشرق الأوسط وكان يتكون من المملكة المتحدة والعراق وإيران والباكستان ، وبعد ثورة ١٤ تموز ١٩٥٨ وتولي الزعيم عبدالكريم قاسم زعامة العراق أقام علاقات دبلوماسية مع الإتحاد السوفيتي وانسحب العراق من الحلف ، وتمّ تعديل ألأسم من حلف بغداد الى ( سنتو CENTO ) ( Central Treaty Organization)، وإنتهى الحلف عام ١٩٧٩ بعد ثورة الخميني وانسحاب إيران . هذه الأحلاف هي أفكار وتوجيهات امريكية لكن الذي وضعها موضع التنفيذ هي المملكة المتحدة .

قبل حوالي ٣-٥ سنوات كان الحديث عن الشرق الأوسط الجديد أو الشرق الأوسط الكبير ، وأكثر الذين كرَّروه هم الأمريكيون وتكلموا عن حدوده وكانت الأهداف السياسية مِنْهُ هي : ضم اسرائيل الى المنطقة العربية وجوارها، وتحجيم دور روسيا القيصرية الجديدة والصين ، وجعل هذا الشرق الاوسط الجديد تابعاً للقيادة الأمريكية ، والهدف الاقتصادي هو السيطرة على الثروات الكبيرة في دول هذه المنطقة.

ماذا يحدث الآن ونحن في عام ٢٠١٧؟
يبدو لي كمُتابع بسيط أنَّ سياسة المحاور ( الأحلاف ) هذه المرّة تستهدف منطقتنا العربية وجوارها الإقليمي فقط ( تركيا ، إيران ، إسرائيل )، وبعد متابعتنا الدقيقة للمؤتمرات التي حدثت في المملكة العربية السعودية في العاصمة الرياض بترتيب امريكي / سعودي قد شمل مؤتمرات سعودية / امريكية ، و خليجية / سعودية ، و عربية – إسلامية / امريكية ، غابت عنها بعض الدول العربية والإسلامية واقتصر حضور البعض على ممثلين لزعماء بعض الدول.
ولكنْ ماحدث من زيارات ومناكفات إعلامية وسياسية بعد أيام من انتهاء المؤتمر ومغادرة ترامب الى اسرائيل يتضح لي ، وبإمكاني أن أقول الآن يتشكل محوران عربيان ، مع بقاء دول عربية مُحددة خارج هذه المحاور :
– المحور الأول يتألف من ( السعودية ، مصر ، الأمارات ، البحرين ، اليمن ، تونس ، موريتانيا ) + أمريكا وغرب أوربا ( دولياً).
– المحور الثاني يتألف من ( العراق ، سوريا ، لبنان ، قطر ، ( وربما السودان ) + إيران ( إقليمياً) + روسيا والصين ( دولياً).
– الدول التي لم تنتمي والأخرى التي لم يتضح انتمائها هي ( المغرب ، الاْردن ، سلطنة عمان ، الكويت ، الجزائر ، ليبيا ). قد يقول البعض إنّ سلطنة عُمان والكويت أعضاء مهمين في مجلس التعاون الخليجي وحضروا الاجتماعات نقول نعم ولكن يبدو أنهم لا يميلون لسياسة المحاور ، اما المغرب لا ولن يكون ، اما الاْردن نعم مفتاح اساس في المنطقة لكنني ومن خلال تعقيب جلالة الملك سلمان على جلالة الملك عبدالله ابن الحسين عندما ذكر ( النبي الهاشمي )، تعطيني تفسير خاص بي يجعلني أقول أنّ الاْردن لن ينضم لمحور.
أما تركيا فأعتقد انها الأقرب الى المحور ( العراقي … الإيراني ) بسبب العداء المُعلن لمصر بسبب موقفها من الاخوان المسلمين ، وبما انه حدثت مناكفات سياسية قطرية – خليجية – مصرية ، فأعتقد والله ثم اردوغان أعلم أن تركيا ستكون الأقرب لمحور ( قطر ) من الآخر ، وقد يسأل البعض كيف وأن قطر تريد رحيل بشار ؟ ألا يتقاطع مع إيران وسوريا والعراق ؟ نقول نعم ولكن أعتقد أن تركيا لن تربط مصالحها السياسية الاستراتيجية برحيل أو بقاء شخص .
اسرائيل لا مُشكلة لديها مُطلقاً ، الصراع بين الدول العربية يَصْب في مصلحة اسرائيل ، وهي غير مَعنيّة بأي محور لأن أمنها مضمون وهي ترتبط بعلاقات سياسية واقتصادية مع دول عربية في المحورين .
إيران التي كانت الموضوع الأول بل الأساس في إنعقاد هذه المؤتمرات ، وما سمعناه في الكلمات من تحميل ايران المسؤولية الكاملة للارهاب في المنطقة وتدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول العربية ، وما سمعناه من تهديدات امريكية عربية لها ، إلا أننا نرى بمجرد حدث بسيط ، عادت إيران لتكون مركز الثقل في احد المحاور.
النتيجة أو المُحصلة هي أنّ بعض الدول العربية لا يثق بالبعض الآخر وهناك خلافات عميقة غير منظورة تبرز للعلن بمجرد حدث بسيط ( شرارة )، إنّ الأختلافات نابعة أساساً من موقف بعض الدول العربية من تنظيمات وأحزاب سياسية بعينها.
أنا شخصياً اتمنى على العراق أن يبقى بعيداً عن سياسة المحاور وأنْ يلتفت الساسة العراقيين الى توحيد الجهود من أجل إعادة بناء النفوس قبل بناء البيوت .

أحدث المقالات