7 أبريل، 2024 10:53 ص
Search
Close this search box.

سياسة اللاورع في العراق!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

لا يكاد يشعر المواطن وهو يتجول في شوارع العراق بوجود ما يثير مزاجا طائفيا معكرا، لولا شعارات الاحزاب الدينية و هناوينها التي تتربع احياء بغداد الراقية بالنقيض تماما مع ما ترفعه تلك الأحزاب من مفردات ورع وزهد و عدم تعدي حقوق الله و الوطن..ما زالت بغداد عراقية الهوى و الابتسامة بعيدا عن دموع تذرف على أبنائها الشهداء الذين تصدوا بصدور مفتوحة لأبشع جريمة عصر ارهابية على أيدي خارجين عن عصر الانسانية يطلقون على أنفسهم ” دولة الخلافة”، التي لا تربطها بالخلافة الراشدة أية قرينة أو غاية!!
ان ” بدعة خلافة داعش” تمثل أخطر نكبة في تاريخ الانسانية الحديث، بل هي الخنجر الأكثر ايغالا في قيم الاسلام السمحاء، دموية لا علاقة لها بقيم الأرض و السماء و وحشية تعبر عن “شماتة حد الحقد” على المسلمين، انها وسيلة تمرد على الدين و اخلاقه لمكاسب دنيوية، بدليل لم نسمع عن رسالة لما بعد لغة القتل الهمجية، ما يؤكد المعطيات بان المستهدف هو الاسلام وآهله، بدليل أنه ومجرد انتهاء الدور ” تبخرت قيادة المشهد الهوليودي”، أما ” الخليفة المزعوم” فهو من بين أوراق اللعب المبرمجة، حيث لم يظهر سوى مرة و كأنه ” خراعة خضرة لطرد النحس عن الطماطة”.
ونحن هنا لا نريد التعمق بالنتائج بل ندعوا الى الاعتبار بالأسباب، التي دفعت العراقي الى الالتفات بعيدا عن فلسفة الاحزاب الدينية بعد اكتشاف ” طمعها غير المحدود بالسلطة و مغرياتها”، حيث المناصب لا تنافس عليها خارج مظلة” الأنصار”، فيما وصل ” التلقين الرافض للحوار” الى حد ” قتل الأمل في النفوس” عبر خطب رنانة لا تعتبر بالنتائج لذلك انحرف جيل عن التسامح بمفردات متطرفة رددتها حناجز ” مبرمجة ” على مصالح أخرىن فتحول الجهاد غير المحدد بهدف” الى الارهاب من أفغانستان الى العراق بينما أضحت فلسطين من الماضي المهجور!!
أن سياسة شراء الذمم بالمغريات المادية و الاعتبارية استراتيجية فاشلة، واعتماد منهجية تقبل الضربات بزعم عدم افتعال المشاكل ليس أسلوبا لادارة الدولة، فقد تعامل العراقيون مع متغيرات سياسية و اجتماعية كثيرة، لكنهم لم يلمسوا يوما تشويها للحقائق مثلما يجري حاليا ضد العراق وآهله، بسبب تقوقع حكومي على الذات و خبرة سياسية منقوصة ومجاملة زائدة عن حدها للقوى الاقليمية، مقابل اصرار على صم الأذان خوفا من سماع صوت العراقي الرافض لسياسة ” المخادعة و التضليل” عن داعش و آخواتها، حيث يردد العراقيون هذه
الأيام عبارة” مثل ما جاؤوا بالصدفة سيرحلون كذلك” في اشارة الى داعشن ما يكشف عن معرفة مهمة بالتحديات و اكتشاف أن التثقيف الطائفي مصلحة حزبية لا ارادة شعبية، حيث يتم الحديث بالاسماء الواضحة عن المتورطين بنهب الدولة و تقزيمها بطمع مالي لا يعرف الحدود و تبعية اقليمية خارج المنطق، لذلك يحاول دعاة ” الدولة الدينية ” التمرد عليها بوصفها ” موضة قديمة” ، خاصة مع توقعات بانحراف البوصلة بزوايا حادة بعد التقارب الاستراتيجي بن أنقرة و تل أبيب ، حيث مصالح الدول أهم من الاحزاب، بينما يتقمص السياسيون في العراق ادوارا لا تناسب مرحلة ما بعد داعش، فهناك جيل جديد و أولويات مختلفة و عناوين تحترم ارادة مواطن يصبر دون فقدان الأمل، و تصميم غير مسبوق على انهاء دولة ” المكونات الدينية”،، وانتفاضة جسر الجادرية غير المعلنة أولى بوابات ذلك!!
[email protected] 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب