23 ديسمبر، 2024 6:27 ص

سياسة العبادي ورعونة المالكي

سياسة العبادي ورعونة المالكي

في حركة سياسية بامتياز قام رئيس الوزراء الدكتور العبادي بالذهاب للقاء السيد مقتدى الصدر في مدينة الكاظمية حيث اثبت الرجل فيها انه يسعى لإقامة دولة فهو حتى لو فرضنا انه لا يود السيد مقتدى الصدر بل اوانه يرفض مشروع الاصلاحات التي تبانها سماحة السيد الا ان الرجل فكر بعين العقل لان ما يملكه السيد مقتدى لا تملكه اي شخصية دينية او سياسية في العراق فهو مثلا دعا الى مظاهرة مليونية في بغداد يوم الجمعة القادم وتشير الاحصائيات للمتابعين للشأن العراقي ان اقل عدد يمكن ان يدخل الى بغداد من محافظات الوسط والجنوب فقط لا يقل عن مليوني شخص فاذا اضفنا الى هذا العدد ما سيخرج من اهالي بغداد خصوصا مدينة الصدر والذي سيكون تقريبا من مليونين الى ثلاثة ملايين شخص فيا ترى اي قوة يمكن ان تقف امام هذا الحشد الهائل وكيف سيتم التعامل مع اناس ينظرون الى ما يصدر من قائدهم على انه تكليف عيني ، اذن فالعقل يحكم بضرورة التفاهم مع الموضوع من منطلق السياسة وخفض الجناح وعدم التهور وركوب موجة النفس الامارة بالسوء وهو الذي فعله الدكتور العبادي بالضبط وهو على النقيض تماماً مما فعله المالكي سابقا مع المظاهرات التي حدثت في مدينة الانبار حيث بقي متعنتا ومتهورا لا يعرف ماذا يفعل سوى اطلاق التصريحات التي زادت الامور تشنجا وتصب الزيت على النار فماذا كانت النتيجة .. احتلال من قوى الارهاب وقتل وتهجير وتدمير للبنية التحتية وفتنة طائفية كادت ان تحرق الاخضر واليابس وخسران المالكي لأحلامه بالولاية الثالثة وفقدانه لمكانته حتى عند المغرر بهم من اتباعه وادخال البلد في نفق مظلم لا يعلم نهايته الا الله اذن وكخلاصة يمكن ان نصل اليها ان ما قام به الدكتور العبادي خطوة في الاتجاه الصحيح واستغلال ذكي لهذه الفسحة التي وهبها السيد مقتدى الصدر للعملية السياسية في العراق ولإنقاذ البلد مما يتوقع ان يصل اليه من الكوارث على كافة الاصعدة .