8 سبتمبر، 2024 3:16 ص
Search
Close this search box.

سياسة التخلي!!

القوى المستعملة للكراسي تتخلى عنها عندما تقتضي الأحوال , وهو سلوك غادر , فالذي يتوهم بأن الآخر الطامع ببلاده سيكون معه , سينتهي إلى سوء المصير ويختم نعشه بالذل والهوان.
فالقوى الفاعلة في الأرض تستخدم الآخرين لتأمين مصالحها , وتعرف أن للبيادق الكرسوية أعمار معينة , بعضها قصير والبعض عمره طويل , لكن الخاتمة واحدة في نهاية المطاف.
الخائنون في مزابل التأريخ , ولن يرحمهم أحد , فما قيمة غنائمهم السوداء , التي تمتعوا بها ونزفوها زقوما ونارا.
ما قيمة التدثر بالسرقات وبحقوق المقهورين المحرومين من أبسط أسباب الحياة , ما قيمة كل شيئ عندما تصادر الكراسي قيمة المواطنين.
القادة شأنهم ومقامهم مستمد من شعويهم , فهي التي تمنحهم الدرجة التي يستحقونها , أما الأجنبي فيأخذ ولا يعطي , يستغل ولا يعيل , ويريد عبيدا تلبي مطامعه وتؤكد مصالحه , وبالنتيجة يكون الهدف مصادرة ثروات البلاد والعباد.
القوى الفاعلة في الأرض , تخلت عن العديد من أقزامها الذين سوقتهم على أنهم قادة أفذاذ وخدعت بهم شعوبهم , وهم الذين يؤدون مراسيم السمع والطاعة لأوامرها.
والأمثلة قريبة وبينة والقرن العشرين إزدحم بالنماذج التي تبلونت (من البالون) , ثم إنفجرت وأطاحت بوجودها وبشعوبها.
فالذي لا ينتمي لوطنه وشعبه , يتحول لقشة في مهب الريح , وأكثر الذين ديست رؤوسهم , من الذين إستلطفوا التعاون مع الأجنبي ضد مصالح شعوبهم , فدمروا أوطانهم , وباؤوا بسوء المصير .
إنها لعبة خطيرة , بيادقها الأغبياء المغفلون الذين تأهلوا عاطفيا للميل على تمكين الآخر , ومساندته ليفترس وجودهم , فهم به يستعينون على شعبهم , ومنه يستمدون قوتهم , وبدونه يتساقطون كأوراق الخريف تحت أقدام الأيام.
إنهم يتخلون عن عبيدهم , ولا يلتزم إبن الشعب غير الشعب , والذي يرى أن المفترسين رحماء , عليه أن يرى كيف تتصارع الموجودات في سوح الغاب.
وأن يرقب النسور كيف تأكل الطيور وريشها يتطاير , كما تتطاير عروش المستَعمَلين إلى حين!!

أحدث المقالات