واحدة من أساليب وأسباب سقوط الإتحاد السوفييتي وإنهاكه اقتصادياً ومن ثَم إنهائه سياسياً ؛ هي التمهيد للتغيير في بعض أنظمة الدول العربية –وغيرها- وخاصة الملكية منها؛ وتوفير التسهيلات وإعداد الطريق لقادة عسكريين طموحين –من حيث لا يعلمون- للقيام بانقلابات تسمى بعضها “ثورات” يسارية! تسارع القيادة السوفيتية لدعمها عسكرياً واقتصادياً على أمل اتخاذها قواعد وموطئ قدم لها في عملية الصراع على مناطق النفوذ؛ وتبقى القوى والمؤسسات التي مهدت لهؤلاء القادة تراقب تصرفاتهم وإذا انحرفوا عن الهدف من وراء تسليمهم السلطة وإسقاط الحكومات الموالية للغرب وأميركا التي أصبحت “منتهية الصلاحية”..وتسيطر عليهم نزعة الزعامة المطلقة! وينصبوا أنفسهم “المُخَلِّصِين” ويتمردوا على أسيادهم يبدأ العمل على إسقاطهم بعد تهيئة “قادة” جُدد كانوا قد اجتازوا مختبرات النوايا والطموحات وهكذا يلعبون بنا “كرة” القدم!!؛ ويشمل التغيير خاصة الأنظمة الملكية “الكلاسيكية”! وبحجة التغيير والتقدم تجري تلك العمليات. وهناك أنظمة ملكية تنتظر الوقت المناسب لتغييرها وهي الأردن والمغرب وعمان والملك الصناعي في البحرين! والحجاز!
ومن هؤلاء القادة الأغبياء –وذوي النوايا الصادقة- ! بدءاً بإسقاط شاه إيران و”منغستو هيلا مريام” في أثيوبيا على الإمبراطور “هيلا سي لاسي”؛ و”معمر القذافي” في ليبيا على الملك “محمد إدريس السنوسي”؛ وعلي عبد الله صالح في اليمن وجمال عبد الناصر في مصر حتى عبد الكريم قاسم في العراق! الذي أسقطه حزب البعث الاشتراكي الأميركي!!.. ومن المفارقات في هذا السياق أن جمال عبد الناصر الذي تمر ذكراه البائسة هذه الأيام شارك في إسقاط عبد الكريم قاسم من خلال ترشيح صدام حسين الذي كان في مصر للقيام بمهمة إزاحة عبد الكريم قاسم أو قتله {لأنه تمادى في الوطنية وما أراده الإنكليز}!! وسلمه –صدام- إلى المخابرات الأميركية كشخص موثوق به!! وتم تسجيله كعميل لها وكالعادة عندما تسلم صدام حسين الحكم وتمرد على أسياده تقرر تصفيته؛ ومن قبله تمت تصفية “جمال عبد الناصر” الذي تمرد هو الآخر وتميز بغبائه المفرط وأحلامه الفاشلة وقيادته المهزومة فأصبح يوصف بأنه {أعظم زعيم عربي؛ حقق أكبر هزيمة لشعبه وأمته}.
هذه هي سياسة أميركا وأوروبا وإسرائيل في المنطقة العربية خاصة؛ كل تلك الزعامات في بداياته اتجهوا إلى الإتحاد السوفييتي وأرهقوه بطلب المساعدات المختلفة على أنهم من أنصاره!! فتحققت سياسة استنزاف السوفييت وتحققت سياسة تغيير الأنظمة إلى حركة ونشاط الزعامات الجديدة ومرتزقتهم في تغيير نمط الحياة والعيش المرفه! الذي تدخل في تغييره شركات وصناعات ومنتجات جديدة تستعد المؤسسات الأميركية والغربية وحتى إسرائيل في التزويد والتجهيز لأن الأنظمة الملكية الساقطة كانت مكتفية ومستقرة وتتمتع بالهدوء والاستقرار ولم تعد تحتاج إلى منتجات وصناعات الدول الأخرى!! لذلك وجب العمل على قاعدة “الفوضى الخلاقة” و”الربيع العربي” لخلط الأوراق ونشر الفوضى وتأجيج الحروب الأهلية لتحريك عجلة الاقتصاد والتجارة الأميركية والغربية التي أشرفت على الكساد والعجز والخسارة وهذا ما لا يسمح به أن يحدث أو يستمر فيتم اللجوء إلى التغيير بالانقلابات وعمليات الهدم والتدمير ثم البناء والتعمير وهكذا دواليك. أما العراق فقد خطط له أن تكون فيه الانقلابات مستمرة والتغيير لا ينتهي وشعبه لا يعرف الهدوء والراحة حتى يتم تقسيمه وتكون بداية حروب أهلية جديدة بين الأقاليم الثلاثة أو الأربعة على المياه والحدود بين العمام والخوال أنفسهم والعشائرالمتداخلة والمتفرعة من وفي بعضها البعض!!؟ وهكذا دواليك؛ وهلم جرا!! هذه هي خطط ومشاريع أميركا وأوروبا وإسرائيل وعملائهم ومرتزقتهم والخونة في منطقتنا ومحيطنا الإقليمي!.. فماذا أنتم فاعلون إيها العراقيون!؟ .. إن شعار {لا شرقية ولا غربية} المروج مؤخرا يجعل العراق كالحنطة بين قطبي الرحى والنتيجة “طحين”.. والاتجاه الصحيح يجب أن يكون {لو شرقية لو غربية} وطحن العملاء والفاسدين والخونة.. من دون نفاق أو خداع.