23 ديسمبر، 2024 9:43 ص

سياسةُ الإمام أبي تُراب وبِدعة السّمسار ترامب

سياسةُ الإمام أبي تُراب وبِدعة السّمسار ترامب

تحذير خُطبتي الجُّمُعة الأسبق والسّابقة للمَرجِعيَّة الدِّينيَّة العُليا على لسان وكيلها مُمثلها في كربلاء سَماحة الشَّيخ «عبدالمهدي الكربلائي»، بأن “الحاكم يجب ان يكون مسؤولاً عن إدارة مهامه بمسؤوليَّة وبشعورٍ عالٍ بها وان لا يرمي التقصير الحكومي وعدم المُتابعة على الآخرين لأنها مِن واجباته. وان يعد بما هو مُمكن ويُحافظ على كرامة مُواطنيه ويمنع الأذى عنهم”.

عِراق الإمام الهُمام المعصوم الإنسانيّ أبي تُراب (تكليفيّ، لا منصب المام الهُمام المعصوم، تشريفي)، مُتصدٍّ للاستعمار والأُمَّة العربيَّة الإسلامية مُذ اتفاقيَّة Tobacco البريطانيَّة، واحتلال العصر السُّوفييتي الغابر لمهاباد شَماليّ إيران واحتلال الفاشست الطّليان لليبيا، ومُقاومة استيطان الفرنجة للجَّزائِر والصَّهاينة لفلسطين (رمز فلسطين كوفيَّة كوفة الإمام، ظهر النَّجف) في التأريخ الحديث. ترامب في تصريحاته وتغريداته النَّشاز، جعلَ الاُمَّة الأميركيَّة والغربيَّة تُعرب عن تقزّزها مِنه، وقد عبَّر البريطانيون في شوارع عاصمتهم لندن، عن إدانتهم لزورته لهم، وشِعارهم أنه يحمل أفكاراً مُعادية للأنسانيَّة ولكرامة اُمَم العالَم المُعاصر.

صدى تخرصات الماركسيّ الأنجلوأميركيّ Bernard Lewis (31 ماي 1916- 19 ماي 2018م) عرّاب “أُصول الإسلام السّياسي The Origins of Ismailism”، نابذ الماركسيَّة لاحقاً.

ظاهرة مراكز الدّراسات ومُؤسّسات المُجتمع المدني، بعضها تأسس على دوافع وطنية مُخلصة هدفها خدمة شعب العراق، تجاوزت مدينيَّة العاصمة السّياسيَّة بغداد، إلى العاصمة الرُّوحيَّة للاُمة، النَّجف. تمويل بديل للخُمس والزَّكاة وريع نِفط القُطرين التَّوأمين العِراق وإيران في مُباريات الجُّوع.

زمكان تزامن مع ذِكرى مولِد الرّوائيَّة الأميركيَّة Suzanne Collins (وُلِدت في Connecticut في 10 آب 1962م). عام 2008م بدأت سلسلة روايتها «مُباريات الجُّوع The Hunger Games»، في الخيال العِلمي، والحرب والعُنف، كأنها نشأت في العِراق، تأثُّرها بوالدها مايكل جون كولنز (1931-2003م) درَّسَ التاريخ في الكُلّيَّة. وكان ضابطا في القوّات الجَّوّيَّة الأميركيَّة، شاركَ في الحرب الكوريَّة (1950- 1953م) والحرب الفيتناميَّة (1955- 1975م)، عام 2010م الرّوائيَّة ارتقى اسمها إلى قائمة المائة شخصية الأكثر تأثيراً في العالَم. غلاف رائعتها أسود، ضمَّ طائر مُقلّد ذهبي (هجين الذكور المُعدَّلة وراثياً، وإناث الطّائر المُحاكي Mockingbird)، تُرجمت إلى 120 لُغة. عام 2010م ترجمها للعربيَّة “ سعيد الحسنيَّة”، البطلة كاتنيس إيفردين تعيش المُستقبل في بلدة تسمى بانيم كانت تدعى أميركا الشَّماليَّة، وتشترك في مُسابقة سنويَّة بعُنوان مُبارايات الجُّوع، باختيار 24 فتىً وفتاة أعمارهم بين 12و18 عاماً يتقاتلوا حتى الموت، والفائز آخر مَن يبقى على قيد الحياة. صحيفة The New York Times صُنفت الرّائعة أفضل رواية للعام، الأكثر مَبيعاً في الولايات المُتحدة الأميركيَّة، عام 2012م، شِركة Lions Gate Entertainment أنتجت الرّواية فيلماً.

قَرن مِن زمن مولد «أحمد حسين كاظم ديدات Ahmed Deedat»

قَرن مِن زمن مولد «أحمد حسين كاظم ديدات Ahmed Deedat» في تادكهار فار بإقليم سُراط بالهند لأبوين مُسلمين؛ اُمُّهُ فاطمة، في 1 تُمُّوز 1918م، ، كان والده يعمل في الزّراعة وأُمُّه تعاونه، هاجر عام 1927 ليلحق بوالده لدى بلوغه 9 سنوات مِن عُمره، مع عائلته إلى جَنوبيّ إفريقيا، في الـ16 مِن عُمره بدأ أوَّل عملٍ له كبائعٍ في مَتجر. عام 1934م أتمَّ المرحلة الإبتدائية، ثم قرر أن يعمل لمساعدة والده في دُكّان بيع الملح وانتقل للعمل في مصنع للأثاث وأمضى فيه 12 عاماً وصعد سلم الوظيفة في هذا المصنع مِن سائق ثمَّ بائع ثمّ مُدير للمصنع. لم يتلقَ تعليماً دينيّاً رسميَّاً كاملاً. سُخرية بعض زملائه الذين تأثروا بالبعثات التبشيريَّة مِن زواج الرَّسول مِن عدَّة نساء، أثارت فيه الغيرة فعمدَ إلى اقتناء نسخة مِن القُرءان باللُّغة الإنجليزيَّة ونسخة مِن الإنجيل، ليبدأ التعلم الذاتي، أعانه على ذلك ذاكرته وحديثه الشَّيّق، اللَّذان أكسباه شهرة واسعة عند الجَّالية المُسلمة في جَنوبيّ إفريقيا. والتحق بالكُليَّة الفنيَّة السُّلطانيَّة درسَ الرّياضيّات وإدارة الأعمال، تزوَّج «حوّاء» وأنجب ولدين وبنتاً. كان يقول:
“إنني أُحبُّ أن يتذكَّرني الناس كرجُل بسيط يبيع الأثاث”.
“أنا مُسلم والإسلام دين كامل لكنني لستُ إنسانًا كاملًا. إن أرتكبت خطأ فلا تلوموا الإسلام لكن لوموني أنا”.

تعرَّفَ على شاب نصراني جعله يُقرّر دراسة الأناجيل، والتفقه في عُلوم القُرءان والدِّين. استهته مُقارَبة الإبراهيميَّة العهدين القديم والجَّديد اليهوديَّة والمسيحيَّة ومِسك ختامها الإسلام. عام 1959م ترك الأعمال التجاريَّة وتفرَّغ للدَّعوة للإسلام والرَّد على الشُّبهات المُتعلّقة فيه،

تعمَّقَ في دراسة الكُتب المسيحيَّة واليهوديَّة باللُّغتين الإنجليزيَّة والعربيَّة ليُقرر ولوج المُناظرات مع علماء الأديان الأُخرى. اُطلِقت عليه الألقاب مِثل: “ الرَّجُل ذو المَهَمَّة” و“فارس”.
أسس معهد السَّلام لتخريج الدُّعاة والمركز الدُّولي للدَّعوة الإسلاميَّة في مدينة ديربان بجنوبيّ إفريقيا مطلع مُنتصف القرن الماضي. اُشتهر بمُناظراته التي عقدها مع كبار رجال الدين المسيحي أمثال كلارك وجيمي سواجارت وأنيس شروش ولهذه المجهودات مُنح جائزة الملك فيصل العالميَّة لخدمة الإسلام عام 1986م بالمشاركة “ وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ” (سورَةُ هُود 118).
غلبت على أسماء كُتبه التساؤلات، كُتيّبه الأوَّل “ماذا يقول الكتاب المُقدس عن محمد ؟ What the Bible Says about Muhummed” (طُبع مِنه أكثر من 300 ألف نسخة)، وأصدرَ كُتب المُقارَنة بين الأديان.
أسلم على يديه عشرات الأُلوف حول العالَم. د. ذاكر نايك أشهر داعية إسلاميّ في العالَم أبرز تلاميذه. أُصيب بمرض السُّكَّري في الثلث الأخير مِن حياته لكنه ظلَّ يبذل نفس الجَّهد في الدَّعوة ولم يكترث بتداعيات المرض. أُصيب بجلطة في المُخ أثرت على صحته بشكلٍ كبير واستمرَّ في الدَّعوة والمُناظرات. في نيسان 1996م بعد عودَتِه من أستراليا أُصيب بجلطة شلته تمامًا في الفراش وداومَ على الرَّد على الرَّسائل مِن خلال حركة عينيه يومىء تجاه لوحة حروف الهجاء يُشير إلى الحرف الذي يقصده وكان ابنه يُسجّل تلك الرُّدود.
أوصى في اللَّحظات الأخيرة لحياته «أُوصيكم أيُّها المُسلمون بالتوحد خلف راية لا إله إلّا الله محمد رسول الله، اعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا».
تُوفي يستمع إلى القُرءان صباح يوم الاثنين 3 رجَب 1426هـ 8/ 8/ 2005م، وتُوفيّت زوجته بعده بعام يوم الإثنين 28/ 8/ 2006 عن عُمر 85 سنة.
https://kitabat.com/2018/08/10/العشرةُ-المُبشرَة-بحكومة-إنقاذ-وطني/