28 نوفمبر، 2024 5:46 ص
Search
Close this search box.

سياسات الاقصاء بديلاً عن حل الأزمات !

سياسات الاقصاء بديلاً عن حل الأزمات !

لست مستغرباً من حملة محاولات اقصاء زعيم تحالف السيادة خميس الخنجر من المشهد السياسي، بل هي كانت متوقعة مع ارتفاع بارومتر الخطاب السياسي الجريء والواضح للخنجر وهو يضع نقاط الازمة السياسية على حروفها المبعثرة كي تكون جملة قابلة للقراءة والفهم والتفسير والادراك لمدى خطورة الوضع الحالي للعملية السياسية العرجاء في البلاد !
ماقاله الرجل قالته قيادات سياسية شيعية معتدلة وواقعية محذرة من مواصلة الانخراط بسياسات التهميش والاقصاء لقيادات المكونات الاخرى السنية والكردية والاقليات معاً، وطالما اشتكى القادة الكرد من سياسات الاقصاء والتحجيم والسطو على الحقوق التي اقرها الدستور والاتفاقات السياسية وبرامج الحكومات قبل تشكيلها وتمريرها تحت قبة البرلمان!!
ماقاله الخنجر قالته المرجعية الدينية الشيعية العليا حين صرخت على لسان ممثليها ” بح صوتنا ” ..ومِنْ مَنْ بُحَ الصوت ؟
بُحَ من سياسات خاطئة على المستويات كافة ومنها سياسات هضم حقوق الآخرين التي أبقت مشكلات البلاد معلّقة ومدورة ومتراكمة الى حدود انفجار بالون الصبر على ايقاعات فوضى العملية السياسية التي ضاعت حلول ازماتها وتبعثرت بسبب غياب العدالة المجتمعية والسياسية في البلاد !
لم يكن ماقاله الخنجر الا توصيفا للوحة الواقع الاستئثاري وفرض اتجاهات ليست سياسية فقط بل دينية أيضاً والأكثر تحديدا حتى مذهبية اعتماداً على مقولة الأكثرية وهي سياسات أدت الى المزيد من الازمات مع تعقيد الحلول للأزمات الحالية نفسها !
وللإنصاف فان هذه التوجهات لاتتبناها بعض القيادات الشيعية المعتدلة وابرزها التيار الصدري الذي اعلن انسحابه من العملية السياسية والبرلمان بسبب محاولات بعض القوى الشيعية وحلفاؤها من المكوّن السني نفسه لإقصاء السيد الصدر من المشهد على قوته الجماهيرية وفوزه بأغلبية مقاعد البرلمان في الانتخابات الماضية!
اذاً هي سياسة ممنهجة كما وصفها الخنجر وكما هي في واقع الحال ، وهي السياسة التي ادت في كل خطواتها الى دروبٍ مسدودةٍ وانسدادات فقدنا فيها الزمن والحلول وراوحنا فيها بالمربع الأول !
رغم كل النازلات التي كان يقدمها الخنجر للخروج من عنق الازمات في مفاوضات تشكيل الحكومات المتعاقبة ، إلا ان هذه التنازلات كان يجري استثمارها للإيغال أكثر فأكثر في السياسات الخاطئة نفسها والتي ادت الى الواقع المرير الذي نعيشه من تفتت ، بعيداً عن الخطابات الإنشائية ، على المستويات كافة !
المطلوب الآن المزيد من نقد الفكر السياسي الذي يقود البلاد ومنهجه الخاطيء للمضي بمرحلة جديدة فيها تحديات تحتاج الى خطابات واضحة وصريحة وجريئة وعلنية ، وليس الى سياسات موغلة في تكميم الافواه أو التسقيط أو الاقصاء تحت مقصلة القوانين الجائرة التي من المفترض ان تكون جزءً من الماضي وليس راسمة لمرحلة ضبابية لاأحد يعلم الى أي منحدر تقود البلاد !

أحدث المقالات