18 ديسمبر، 2024 8:04 م

( الفاتحة على روح الزراعة العراقية ) ..عبارة حملتها لافتة في تظاهرة لمزارعين عراقيين طالبوا الحكومة قبل سنوات بالاهتمام بهم وبالزراعة العراقية التي بدأت تنحدر وقد تنقرض اذا تواصل اهمالها …ربما وجدت لها صدى في القنوات الفضائية التي التقطت الحدث ونقلته لتحصل على مادة دسمة لكنها لم تسهم في تغيير حال الزراعة العراقية أو استمرار انحدارها فلازالت الفواكه والخضر المستوردة تملأ الأسواق العراقية بعد أن تعددت أسباب اهمال الزراعة العراقية مابين سوء توزيع المياه أو شحتها أصلا ، وتعرض مساحات زراعية واسعة في عموم البلد الى التجريف أو الاستيلاء عليها من قبل متنفذين في الدولة وتحويلها الى اراض سكنية ، والحال ذاته ينطبق على النخيل الذي كان العراق يفخر بغزارة انتاج التمر منه وجودته لدرجة تسويقه الى الخارج بكميات كبيرة ، لكن أسواقنا اليوم تمتليء بالتمور المستوردة ومعها انواع مختلفة من الفواكه والخضر الشبيهة ب( الاسفنج) او ( الخشب) كما يصفها بعض كبار السن فهي لاتحمل طعم المحصول العراقي المميز ..
يرى بعض المتخصصين في المجال الاقتصادي ان مايحدث ليس من باب المصادفة أو الاضطرار بل هو خطة مدروسة يتم تطبيقها بدقة للعمل على افشال القطاع الزراعي والصناعي في البلد ثم فتح الابواب على مصراعيها لدول الجوار لتستخدم العراق كسوق مضمونة لتسويق محاصيلها الزراعية ومنتوجاتها الصناعية وهو مايحصل فعلا وتستفيد منه احزاب ومسؤولون كبار لهم علاقات تجارية ومصالح مشتركة مع تلك الدول فمايهم بالتالي مايعانيه المزارع العراقي الذي اضطر غالبا الى هجرة ارضه بسبب كل المعوقات التي اعترضت طريقه والاهمال المتعمد من الدولة ومايعانيه المستهلك وهو يضطر الى شراء محاصيل ومنتوجات لايعرف مدى صلاحيتها للاستهلاك البشري خاصة بعد ان كشفت اكثر من صفقة فساد وجود بضائع ومواد غذائية تدخل الى البلد دون فحص ورقابة وتتسبب بالاصابة بالعديد من الأمراض ..
مع اقتراب الانتخابات ، يتبارى المرشحون لرفع شعاراتهم المستهلكة حول محاربة الفساد والنهوض بالواقع الخدمي في العراق مع وعود ملونة وزاهية عن مستقبل زاهر للمواطن العراقي بينما ندرك جيدا ان لاشيء تحقق او سيتحقق من تلك الوعود ، فلن تجد الزراعة او الصناعة من يعيد اليهما الحياة ولن تفتح ابواب المعامل والمصانع العراقية المغلقة منذ سنوات لتنتج بضائعا عراقية وسننسى بالتدريج كيف كنا ننتج الزيوت والمعلبات والمنظفات والمنسوجات الصوفية والقطنية والسجاد وغير ذلك فهنالك من يتطوع لارسالها لنا لينتعش اقتصاده الوطني ويتراجع اقتصادنا وينهار دينارنا العراقي ويواصل أولادنا رحلة البطالة والهجرة واليأس من التغيير ويقع بعضهم ضحايا في هوة الجريمة والادمان ، وهنالك من يصدر لهم ( المخدرات ) ايضا كما يصدرلهم منتوجاته الأخرى لأن العراق الآن سوق مفتوحة للجميع وقد يكون المحصول الزراعي الوحيد الذي لم يتم استيراده حتى الآن هو (الخضرة )أي (الكرفس والريحان والمعدنوس والرشاد و…..) ليس لأنها متوفرة ومدعومة ولكن لأنها ستصل ذابلة حتما فيما لو تم استيرادها !!