22 نوفمبر، 2024 11:53 م
Search
Close this search box.

سوق الذكريات

ها أنا اختبيء بين فنجان قهوتي ,,,ودخان سجائري
واتشوق,,,لعربات “الربل”التي كانت تقلنا من شارع حيفا الى حديقة الزوراء
واتشوق,,,للمعلمة التي كانت تضرب اردافنا بعصاها النحيفة حينما نعجز عن الجواب
وأتشوق,,,,ل”فلاح الاخرس”الذي كان يبيع لنا لفات الفلافل والعمبة بعشرة فلوس
وهو ينهش الذباب الحائم فوق عربته الخشبية المزينة بالورد الاحمر والمصابيح الخضراء
واتشوق ,,,للباصات الكبيرة ذات الطابقين ولذلك الجابي الذي يرتدي بدلة خاكية مرصعة بالازرار الحديدية المدورة وهو يطاردنا من مقعد لمقعد مطالبنا بدفع الاجرة التي لم نمتلكها يوما,,,
واتشوق,,,لقناني الببسي والسفن آب والتراوبي والمشن والسينالكو التي كان يبيعها لنا العم “خزعل”في دكانه المقابل لقهوة “العاني”في سوق الحدادين ,,,,
واتشوق ,,,لسوق الشواكة ,,,المليء بالسمك والجبن العربي والطرشي المدبس,,,
واتشوق ,,,,لسينما بغداد وسينما الزبيدة وسينما السندباد التي كانت تعرض افلام شامي كابور ودارمندر واميتاب باباجان وراجي كابور وهيما ماليني,,,,
واتشوق ,,,لعبد المخبل ,,,الذي كان يطاردنا بالحجارة كلما مر في دربونتنا المتخمة بحكايا العشق والجان ,,,,,
واتشوق,,,,لابو لميعة ,,,الذي كان يبيع لنا النومي حامض في زنبيله الاصفر,,,
واتشوق ,,,لخالتي “جبرة”التي كانت تاخذنا الى السيد محمد والسيد ادريس في كل عام,,,,
واتشوق ,,,للعلوية ام رعد التي كانت تقدم لنا اشهى الماكولات في بيتها الخشبي المتواضع,,,
واتشوق ,,,,لزمبو بنت ام فلح التي كانت تدخن السجائر في سطح منزلها ,,,وهي تستمع الى اغاني قحطان العطار وياس خضر,,,,,
واتشوق,,,لسوق المتنبي
والمتحف البغدادي,,,,
ومستشفى الكرامة,,,,
واستديو العامري,,,,
ومطعم الشباب,,,,
وحلاوة الشكرجي,,,,,
وبيت جدي ابريهي,,,
وبيت جدي عيسى,,,,
وبيت جدي عليوي,,,,
وبيت عمي عبيد,,,,,
وبيت عمي موسى ,,,,
وبيت عمي حميد,,,,,,

اتشوق,,,,
واتشوق,,,,,
للكاميرا الشمسي,,,,
ومقام الخضر,,,,,
وجسر الشهداء,,,,,,,

اتشوق,,,,
واتشوق,,,,,,,,
حتى ابكي,,,,
واغفوا,,,,,
وانا احلم بالعودة ,,,,,
ولا -من عودة ؟؟؟

أحدث المقالات