23 ديسمبر، 2024 2:13 م

سوق الحويش النجفي … حِصن الثقافة الاخير

سوق الحويش النجفي … حِصن الثقافة الاخير

الثقافة في النجف الاشرف ما زالت تعيش واقعا بائسا في ظل عدم اكتراث الحكومات المحلية المتعاقبة في المحافظة على الرغم من دورها في بناء جيل واعٍٍ وتحسين واقع المجتمع . ففي الوقت الذي تسعى فيه جميع المؤسسات ومن خلفها الحكومات في الدول المتقدمة للاهتمام بإنشاء المكتبات والأسواق الخاصة بالكتب والمنتديات الثقافية . تبقى مدينة العلم والعلماء بلا سوق محترم وعصري للكتاب على الرغم من المناشدات المتكررة والسعي الدؤوب لأهل المهنة بتحسين واقع هذا السوق او ايجاد بنايات او مكان آخر تليق بهذه المهنة. ومما يبعث على الاسى والاسف ايضا ان مئات المليارات التي صرفت على مشروع النجف عاصمة للثقافة لم تستطع ان توفر كما ذكرت ارضية ثقافية خصبة للمدينة يكون سوق الكتاب أولى مشاريعها كي يتسنى عند ذلك القول بأن النجف ستلتحق مرةً اخرى بركب المدن التي تنتج و تهتم بالحركة الثقافية والمعرفية . ولم يتوقف الإهمال والتجاهل عند هذا الحد بل وصل الى حملة نظمتها احدى الدوائر الحكومية قبل ايام قليلة قامت فيها ببعثرة الكتب ومصادرة المناضد الخارجية الخاصة بعرض الكتب بحجة ضيق المكان ووجود شكاوى من المارّة دون اشعار مسبق لأصحاب المكتبات . علما إن الكثير من محال السوق اختصت منذ سنوات طويلة ببيع الكتب والاخيرة تحتاج بطبيعة الحال إلى عرض خارجي نظرا لضيق المحال او المكتبات . وهنا وبعد ما جرى يجب على الحكومة المحلية ان تنظر الى مسألة تطوير سوق المكتبات بجدّية كونه يمثّل مركز الكتاب الديني في العراق ورافدا ثقافيا مهما مع الاهتمام بالحركة الثقافية في المدينة بأعتبارها حائط الصد ضد موجات التجهيل والتخلف التي تنتج التطرف والتراجع الحضاري في جميع الميادين .
 [email protected]