23 ديسمبر، 2024 2:40 م

سوريا مركز  تماسك الشرق الاوسط – كوندليزا رايس

سوريا مركز  تماسك الشرق الاوسط – كوندليزا رايس

الحرب الاهلية في سوريا ربما تكون اخر حلقة في عملية تفكك الشرق الاوسط كمانعرفه وفرصة الامساك بالمنطقة مجدداً واعادة بنائهاعلى اساس جديد متين للتحمل والحرية والاستقرار الديمقراطي هذه الفرصة  تفلت من قبضتنا فـ اييران ومصردول لها تاريخ طويل ومتواصل وهوية قومية قوية وكذلك تركيا باستثناء قضية الاكراد والذين مايزالون يفتقدون للتمثيل على قدر كبيرولاتثق بهم تركيا ويحذوهم الامل بوطن مستقل .
ماعدى ذلك فكل الدول المهمة هي انشاء حديث اوجده البريطانيون والفرنسيون والذين رسمو حدود اشبه بخطوط على ظهر الظرف. وغالبا ماتأتي هذه بعيدة عن الاعتبارات الطائفية والعرقية
فالبحرين فيها ٧٠٪شيعة ويحكمها عاهل سني
والسعودية اوجدت ب نسبة شيعية تبلغ ١٠٪ في  اقاليمها الشرقية الغنية
والعراق٦٥٪من سكانه شيعه و٢٠٪سنة عرب وخليط.  من اكراد واخرين جميعً كانت تحكمهم قبضه سنية حديدية دكتاتوريةحتى عام 2003
الاردن حيث تبلغ نسبة الفلسطينيين فيها 70% ولبنان مقسم بين السنة والشيعة والمسيحيين واخيرا سوريا التى شكلوها من السنة والشيعة والاكراد والاخرين وتحكمها الاقلية العلوية
وظلت بنية هذه الدول الحديثه الهشة  الشرق اوسطيةمتماسكة لعقود حيث حكمتها عروش وديكتاتوريات ومع انتشار حمى الديمقراطية من تونس للقاهرة لدمشق فقد السلطويين قبضتهم والخوف ان يتفكك هذا  التركيب الصناعي
في العراق اعتقدت امريكا  بعد الاطاحة بصدام ان  الديمقراطية الغضة المبنية على تعدد الاعراق  والقوميات سوف تقدم ماعجز عن تقديمه السلطويين  بحصة في مستقبل مشترك للجميع ومع تعدد الانتخابات  تشكلت حكومات مثلت الجميع ونجحت لحد ما ولكن
لحداثة المؤسسات الديمقراطية وهشاشتها لم تستطيع ان تصمد امام   ثقل المشكلة العرقية في المنطقة فالصراع في سوريا يدفع العراق والاخرين الى نقطة  التفكك ومع فك ارتباط امريكا من العراق دفع سياسي العراق للتحالف طائفيا ففي الوقت
الذي لايستطيع رئيس الوزراء المالكي ان يعول على امريكا فانه لايخاطر مع طهران
ان خطا السنة الماضية  الكبيركان توصيف الصراع مع بشار بانه قضية انسانية نعم نظام بشار نظام وحشي وذبح العديد من الناس ولكن سوريا ليست  نسخة من ليبيا هذا امر اخطر من ذلك بكثير
ومع تفكك مكونات الشعب السوري السنة والشيعة والاكراد وسحبهم الى ولاءات طائفية اقليمية
فان كارل ماركس كان قد دعى الطبقة العاملة للتوحد والتخلص من هويتها الوطنية الزائفة التى كانو يستغلون تحتها ويقمعون باسمها من الطبقة الحاكمة
ان ايران تمثل كارل ماركس في سعيها لتوحيد الشيعة ونشر نفوذها بينهم وضمهم تحت رايتها الدينية
وهي تهدد وحدة العراق والسعودية والبحرين ولبنان وتعتمد على منظمات ارهابية مثل حزب الله والمليشيات الشيعية لتنفيذ خطتها هذه وتمثل سوريا مسمار العجلة لها وهي جسر للشرق الاوسط وهي لاتخفي دعمها الامحدود لدعم بشار الاسد
وسعيها لامتلاك سلاح نووي سوف لايشكل خطرا على اسرائيل وحدها وانما المنطقة باسرها
وتمد السعودية وقطر ودول الجوار الاخرى الفضيل السني بالسلاح ودفعت تركيا دفعا للتورط في الصراع خوفا من استقلال اكراد سوريا ومايشكله ذلك لاخوانهم اكراد تركيا واصبحت قذائف الهاون  والصواريخ تنهال على الحدود التركية والاسرائلية
وقد استصرخت تركيا الناتو في الشهر الماضي لنجدتها فهل اوليناها اهتمامنا
ولكن اين الولايات المتحدة من كل ذلك؟
امريكا ضلت لاشهر تسعى في مجلس الامن مع الصين وروسيا لاصدار قرار من غير انياب لوقف حمام الدم وكأن روسيا سوف تتخلى عن بشار او الصين تكترث لمنع انشار الفوضى في الشرق الاوسط
فلادمير بوتين  ليس برجل مشاعر وان ادرك ان بشار يستطيع البقاء فلن يفعل شيئا لتقويض حكمه
في غضون الايام الماضية سعت فرنسا وبريطانيا وتركيا للخروج من مازق  الفراغ السياسي فشكلو
تجمع سياسي اوسع تمثيلا ومطلوب من الولايات المتحدة الامريكية ان تخطو في هذا الاتجاه المماثل وتدعم
فتنمة هذا الكيان وتسليحه باسلحه دفاعية شرط التعهد بالعمل على اطار شامل يضم جميع مكونات الشعب السوري بعد مرحلة الاسد
وايضا هناك حاجة لفرض منطقة حظر طيران لحماية الابرياء بمساعدة امريكا وحلفائها
الدور والجهد الامريكي مطلوب ولكن ترك الصراع للاطراف الاقليمية والتى ليست مصالحها تماثل مصالحنا سوف يؤدي الى تفاقم وتعميق الصراع الطائفي

مؤكدا هناك مخاطر وان سنة من الصراع الوحشي عزز من  قوة العناصر المتشددة بما فيها عناصر القاعدة وان الحرب الاهلية بطبعها تميل لتقوية شوكة العناصر السيئة ولو انهار نظام الاسد فان هذه القوى  الخطرة سوف تمسك بزمام الامور
ولكن انهيار النظام السياسي للشرق  الاوسط الحالي سيكون خطرا قاتل وان ايران سوف تخرج فائزة وحلفائنا هم الخاسرون وان المنطقة ستعيش وتعاني طوال عقود من الواقع المزري والعنيف وسوف تكون الفوضى الحالية حملا وديعا مما هو ات
الحرب في الشرق الاوسط لاتنحسر انها  تتصاعد بحدتها ووتيرتها وان انتخاباتنا قد انتهت وحان الوقت
لتتحرك امريكا والان

* وزيرة خارجية امريكا للفترة٢٠٠٥ولغاية ٢٠٠٩
* مقال منشور في الواشنطن بوست /  ٢٤ت٢ /٢٠١٢