سوريا ليست غضباً علينا !

سوريا ليست غضباً علينا !

يظهر لنا في الفضائيات بأناقة ربطة عنقه واختلاف طروحاته السياسية التي تتلائم مع تنقله من غصن الى غصن دون ان يكون عصفوراً شجي التغريد ..

انه السيد عدنان السرّاج الذي يتحفنا بفكرة خارج اطار التأريخ والجغرافيا والمستقبل ليقول لنا إن الله قد ارسل سوريا غضباً على العراق والعراقيين !

فكرة جسّدت جهله بالتأريخ وترابط الجغرافيا والمصائر المشتركة وترابط الافكار ومدلولاتها ومصادرة لرؤيا الله سبحانه وتعالى في العلاقة بين العراق وسوريا ، فاعتقد الرجل جازماً ان الله ترك كل هموم الدنيا ليهندس سوريا ويرسلها غضباً على العراقيين وفاته ان هذه العقوبة الربانية التي افترضها هي ادانه للشعب العراقي بيد سورية التي تنفذ أو نفذت الإرادة الربانية !!

لن اذهب مع سقطته هذه واذكره متسائلاً :

هل كانت سوريا غضبا على العراقيين حين احتضنت المعارضة العراقية لنظام صدام من اقصى يمينها لاقصى شمالها ، من حزب الدعوة الى الحزب الشيوعي وتحت رعاية حزب البعث / قيادة قطر العراق ؟

هل كانت سوريا غضباً عليناً حين كانت السيدة زينب ملاذاً لقيادات الاحزاب الاسلامية الشيعية وهم الآن على قمة الهرم السياسي في البلاد ؟

هل كانت غضبا علينا بقيادة الاسد الاب البعثي حين كان شباب المعارضة يتدربون في معسكرات منظمة التحرير الفلسطينية على القتال واستخدام الاسلحة ، قبل الاجتياح الاسرائيلي لبيروت عام 1982، ثم يعبرون من خلال سوريا وبرعاية المخابرات السورية وصولا الى مدينة القامشلي ثم التسلل الى شمال العراق لمقاتلة نظام صدام البعثي ؟

هل كانت غضباً علينا وهي تفتح اذرعها استقبالا للعراقيين الفارين من جحيم الحرب العراقية الايرانية  بمئات الآلاف ..

هل كانت غضباً علينا حين نزح اليها مئات الآلاف من العراقيين هروبا من حرب طائفية بلا رحمة في الاعوام السوداء بعد التغيير عام 2003 .!!

لاأريد ان استجلب التأريخ بين البلدين فتلك مهمة أخرى !

اما السيد غالب الشابندر  وفي نفس البرنامج ، والذي اشك انه كان بكامل قواه العقلية ، فكاد ان يلطم وينوح على الهوية الشيعية التي ستتفتت وتتبخر وتضيع وتنقسم لان محمد شياع السوداني التقى الشرع في الدوحة ، والأكثر غرابة افتاءه ان السوداني منخرط في المخطط الصهيوني من حيث يدري ولا يدري !

وهكذا سادتي فان الله يعاقب العراقيين بسوريا التي هي غضباً منه علينا وبرئيس وزراء منخرط ” يدري او لايدري ”  بمخطط صهيوني لايعرفه الا الشابندر نفسه ، اما الغضب الثالث فهو ابتلائنا بمحللين سياسيين خبراء في الغضب الرباني والمخططات السريّة !!