سوريا.. عفريت الإنتقام!!

سوريا.. عفريت الإنتقام!!

تابعت ما حدث ويحدث في سوريا العز والمجد التليد.. السؤال هل تكفي بيانات الادانة والتنديد لمواجهة تهديدات الامن الوطني للبلاد بعد انهيار نظام بشار الأسد؟؟
اي محاولة لقياس هذا العنف الانتقامي المجرم. بما حدث في العراق ما بعد 2003.. فاشل ولا يمتلك مقومات الحقيقة.. لان وجود القوات الأمريكية حتى عام ٢٠١٠ وما حصل من عمليات انتقامية طالت شخوص ومقرات وسرقتها.. انما كانت تحت إشراف القوات الأمريكية.. فقط لتسليم العراق إلى تلك الشريحة من الأحزاب التي اجتمعت في لندن مع زلماي خليل زاده ومن ثم انضمت إلى مجلس الحكم لإدارة عراق محتل!!
نعم وقعت عمليات انتقامية.. استهدف الكثير من القيادات في تلك القوائم بالاسماء على أبواب الجوامع… فهل ما حصل اليوم في سوريا يقاس بذات المقياس ام لا؟؟
الجواب في الاتي :
اولا : مهمة القوات الأمريكية في سوريا.. الإسناد فقط وليس الاحتلال.. وكذلك القوات التركية. المسؤولية كاملة على القيادة السورية فقط.
ثانيا : الاستهداف للمدنيين مدان سواء في العراق او سوريا.. قامت به جماعات جهادية سلفية ام جهادية بعناوين أخرى.. لكن القول الفصل في انفاذ القانون.. هل كانت الحكومات العراقية قادرة على إنقاذ القانون والمحاسبة على حملة الاغتيالات من ٢٠٠٣ حتى اغتيال المرحوم هاشم الهاشمي وايضا أبطال ساحة التحرير في احتجاج ٢٠١٩.. لكي نطالب حكومة الشرع انفاذ القانون بعد أشهر على استلام السلطة في واقع مأساوي من فظائع نظام بشار الأسد؟؟
ثالثا : كل الأفعال التي حصلت في عراق ما بعد ٢٠٠٣ لم تكن عراقية المضمون والمحتوى.. كذلك كل أحداث اليوم في سوريا كذلك.. المطلوب.. تسريع حركة الحوار الوطني.. والاستفادة من تجربة فشل الحوار الوطني عراقيا.. وتلك المسؤولية ذات الاولوية على حكومة الشرع.
رابعا : هناك تجارب من مختلف دول العالم.. يمكن الاستفادة منها في وضع لوائح محميات وملاذات امنة تتفاعل مع وقائع الأحداث.. لفرز من يقتل ومن يحمي. وإيجاد الحاجز بين سلطة المليشيات.. وسلطة القانون.. وما يمكن أن يفعله فلول بشار الأسد.
خامسا : كل المساعي الإسرائيلية او التركية او الأمريكية… لتقسيم سوريا وإيجاد منطقة نفوذ إسرائيلية داخل الأراضي السورية. لابد أن تواجه باصرار الوحدة الشعبية للمواطن السوري قبل الحكومة.. واعتقد ان ثمة وعي كبير بين مواطني الشعب السوري قبل الانتماء لهويات فرعية.
سادسا : كل عبارات الادانة والاستنكار والاستهجان لا تكف عند هدر دماء اي سوري بل واي انسان فقط لاهداف هذه الدولة او تلك.. هذه الازدواجية في زرع الفتنة.. وحصاد الدماء ثم حملة بيانات التنديد وخطاب المحللين في البرامج التلفازية الحوارية.. لن ولم تقدم للشعب السوري الشقيق الأمان والامن المفقود.. بل الحوار الجاد المنتج وحده من يوفر ذلك.
والكثير من الأمور تكون في سياق كل قضية بعينها.. وتكرار أفعال الجريمة ضد المدنيين بلا رادع.. انما تعني تكرار ردود الأفعال الناسخة لمواقف إقليمية ودولية ليست في صالح مستقبل سوريا الواحدة الموحدة.. ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!!

أحدث المقالات

أحدث المقالات