نظام بشار الأسد كان أحد أبرز المحطات المنتجة للإرهاب بعد عام 2003، أي بعد احتلال العراق وسقوط نظام صدام حسين، كان يستقبل الإرهابيين، ويدربهم ويسلحهم، ويفتح الحدود أمامهم لكي يدخلوا العراق، وينتهكون حرمة الناس بالقتل والتفجير وتدمير كل شيء، أدخلت مخابرات نظام الأسد آلاف من السيارات المفخخة ومثلها من الانتحاريين الذين عاثوا خرابا وفسادا وقتلا بالعراقيين، ولشدة المجازر التي ارتكبت بحق العراقيين الأبرياء، اضطر رئيس الوزراء آنذاك السيد نوري المالكي لتقديم شكوى لدى الأمم المتحدة من عدوانية وإرهاب نظام بشار الأسد!
*الآن العراق يكرس جميع إمكاناته وطاقاته السياسية والمادية والفصائلية للدفاع عن نظام الأسد وبقائه!
الموقف العراقي لا يرتبط بحماية الأمن القومي العراقي وحسب، بل يتعدى ذلك لأمن المنطقة، وتحديدا الأمن القومي الإيراني، إذ يشكل وجود نظام الأسد الخط الدفاعي الثاني لها، بعد تصفية حزب الله اللبناني (الخط الأول)، سقوط سوريا يعني الفشل الكامل لمشروع التمدد الإيراني الإقليمي، الذي أنفقت عليه مليارات الدولارات في التسليح والتمويل والإعداد، عدا الضحايا من كبار الضباط والمستشارين في الحرس الثوري الإيراني.
* هل يستطيع العراق أن يكون لاعبا إقليميا فاعلا في تهدئة الأزمة وهو طرف في إسناد ودعم نظام الأسد، بالمشاركة مع إيران، وبدعم من بعض الدول الخليجية التي تجد ببقاء نظام الأسد أفضلية على الفوضى التي تسود بعد سقوطه؟
الجواب، نعم يستطيع العراق القيام بهذه المهمة في حال استطاع الأسد والقوى المساندة له من الصمود والحفاظ على دمشق من السقوط، لكن هناك ارتدادات وإسقاطات سوف توجه للعراق من الأعداء التقليديين لإيران مثل أمريكا وإسرائيل، وكذلك تركيا الداعم لمشروع التغيير داخل سوريا، خصوصا أنها تمتلك العديد من القواعد العسكرية داخل الأراضي العراقية في شمال العراق.
النظام العراقي يمر اليوم بأصعب وأخطر منعطف سياسي، ربما يطيح بوجوده، في حال تقاطع مع الاستراتيجية الأمريكية في مشروع الشرق الأوسط الجديد، ونحن نتحدث عن إدارة أمريكية جديدة من صقور معبئين ضد إيران وتمددها الإقليمي.