22 نوفمبر، 2024 7:19 م
Search
Close this search box.

سوريا تدفع فاتورة الحرب الاهلية اللبنانية 

سوريا تدفع فاتورة الحرب الاهلية اللبنانية 

منذ بداياتي الادبية والفكرية اعجبت بتأريخ لبنان فكلما حاولت إن اكتب قصيدة مليئة بالاخطاء الاملائية واللغوية في ذات الوقت ابعثر بين كتب ومجلات ابي العظيم فاقرأ واتصفح كتب وكتيبات يسارية واشتراكية وماركسية ومجلات عربية مثل كل العرب والدستور والحوادث وغيرها في هذه المجلات وجدت كما هائلا من الاخبار والاحداث والمشاهد عن لبنان فتعلقت بهذه التأريخ الغريب الاطوار الذي مع مرور الايام قرأت عنه عشرات وعشرات الكتب والتقارير وتابعت احداثها فنيا وثقافيا وسينمائيا وسياسيا ومازلت مستمرا في بحثي واهتمامي ……
فما يحدث في سوريا هو تكرار لسيناريو الحرب الاهلية اللبنانية لكن مع اختلاف الاماكن والشخوص لكن الاحداث هي ذاتها وان تغيرت فأن للمسة العصر الحديث بصمة فيها فلقد اقتحم النظام السوري حياة اللبنانين منذ بدايات 1975 وما قبلها وبكل الوسائل من اجل السيطرة على لبنان وجعله مقاطعة سورية ……
فبيروت الغربية والشرقية الان موجودة في حلب ودمشق والمناطق السورية والقتل والنهب والاغتصاب والحرق والتهجير هو ذاته الماخوذ عن سيرة حرب لبنان الاهلية لكن هذا لا يمنع إن الاحزاب اللبنانية كانت لها الدور الاكبر في حربها لأن لبنان منذ القدم كان تحت حكم الزعامة والطائفة والدين فلم يكن للقانون وسيادة الدولة اي قيمة للمواطنين اللبنانين الذين كانوا يدينون بالولاء لطائفتهم وزعمائهم هذا ما جعل سوريا تتدخل وبقوة وفي كل مراحل الحرب منذ 1975  الى نهايات عام 1990 وبدايات 1991 حيث إن النظام السوري البعثي حاول منذ بدايات الازمة الى اختراق جدار الدولة اللبنانية وحدث هذا وبجدارة استطاع نظام الاسد إن يجزء الطوائف والاحزاب تحت سقف التحالفات والجبهات ……
في النهاية اندلعت الحرب الاهلية اللبنانية …….
فقتل الالاف من اللبنانين ومثلهم جرحى واضعافهم هاجروا وباتت بيروت بين شرقية وغربية تنام وتصحو على صوت القذائف والرصاص ورائحة الموت فما يحصل الان في سوريا هو تحصيل حاصل لمأساة عاشها اللبنانيون لسنين طويلة فكل القوى العظمى تدخلت في لبنان لكي تجد لها حلول ايجابية يوقف نزيف الحرب لكن فشلت كل المحاولات بين التفجيرات والاغتيالات والاختطاف للسياسيين والدبلوماسيين فلم يسلم اي شيء في حرب لبنان بل اخذ كل شيء نصيبه وربما اضعاف النصيب ففي خضم هذه المهزلة الكبرى التي تسمى بالحرب كان الشعب السوري ايضا ضحية للافعال الشنيعة التي ارتكبها البعثيون السوريون بقيادة الاسد الاب فلم يكن في الحسبان إن ما يحدث في لبنان يمكن إن يحدث في سوريا يوما ما فالمشهد الحالي في سوريا هو نسخة طبق الاصل من المشهد اللبناني هنا تكمن مهمة الباحث والمهتم والمتقصي للتأريخ في ايجاد الصلة بين ما حدث هناك وما يحدث هنا فالحضارة رغم حملها لصفات معنوية باعتبارها رمز لمن يعيشون مرحلة من مراحلها لكنها تقوم بدورها وتربط الاحداث فيما بينها وبالتالي تصنع شيئا هو ليس بالجديد بل حدث في مرحلة اخرى من الحضارة والحروب والمجازر والجرائم التي ارتكبت على مر العصور خير دليل على ذلك حيث إن المنطق يقول إن هكذا حروب لها صلات خفية فيما بينها لا يدركها القارىء العادي او المتصفح للاخبار في الجرائد بشكل عابر بل تأتي من خلال تقصي الباحث والمهتم عن كل ما كتب وتم توثيقه عن مرحلة ما من الحضارة ……..فالجهات المتحاربة في سوريا كونت تحالفات وجبهات وحملت ذات الاسماء الثورية التي حملتها حركات وجبهات الحرب اللبنانية فالاسماء تختلف لكن يوجد جسر يربط معانيها بمصطلح الثورية والمدن التي حصدتها الة الحرب دمرت عن بكرة ابيها واصبحت الهجرة تهز أعماق الحضارة الاوروبية واذا ما كان القتل على الهوية الطائفية سمة حرب لبنان ففي سوريا القتل على الهوية السياسية فالوضع المتأزم قبل الثورة السورية كان يحل بظلاله لاندلاع حرب في سوريا وبما إن اخطاء النظام السوري البعثي قد طال دول الجوار وغيرها وفي الداخل وبين افراد المجتمع السوري فهذا كان كافيا لكي تندلع انتفاضة ضد النظام الحاكم في سوريا …….
اي بأختصار ودون الدخول في تفاصيل الاحداث والتواريخ فما حدث في لبنان يحدث الان في سوريا فكل المقومات والعوامل هي ذاتها استجمعت قواها وكررت ذات المشهد الشنيع والضحية هو الشعب السوري الذي دفع فاتورة الحرب الاهلية اللبنانية وبأضعاف قيمتها الحقيقية ……

أحدث المقالات