23 ديسمبر، 2024 8:17 ص

سورة يس وآل الصدر

سورة يس وآل الصدر

 أقصد من آل الصدر : الشهيدين الصدرين والقائد المقتدى .
قال تعالى : { واضرب لهم مثلاً أصحاب القرية إذ جآءها المرسَلون * إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالثٍ فقالوا إنا إليكم مرسَلون *… }.. إلخ .
مقدمة :
١- يجب أن نعلم أن أئمتنا (ص) يقولون في مضمون حديثهم ( إنّ القرآن يجري مجرى الليل والنهار ) أي أنه يتجدد في كل زمن وله عدة انطباقات الى يوم القيامة .

٢ – إنّ لفظ ( الرسول ) بمعناه اللغوي يشمل كل من هو مبعوث من طرف ليبلغ رسالة أو خبراً ما إلى طرف آخر ، كما يشمل كل من يسدي نصيحة لفرد أو جماعة ، فيكون بمثابة رسول من الله تعالى ليرشد هذا الفرد أو تلك الجماعة ، وهذا أمر لا خلاف فيه .
ومن هذا المنطلق .. يمكن أن يكون آل الصدر الذين ذكرناهم هم رسل الله تعالى لهذه الأمة ( الشيعية العراقية – على الأقل – ) ، وأذكر لهذا الإدعاء عدة أدلة ، منها :
١ – إن آل الصدر كانوا من أكثر رجال الدين حرصاً على هداية المجتمع وإصلاحه والسعي لتحقيق عزته وكرامته ، وهذه الصفات هي من صفات رسل الله جلّ جلاله .

٢ – إنّ آل الصدر كانوا من أشد رجال الدين مقاومةً للظلم والظالمين ، والإنحراف والمنحرفين – إن لم نقل أنهم الأوحدون في ذلك – ، وهذه صفات الرسل (ص) .

٣ – إنهم ( ثلاثة ) انطبقت عليهم الأمور التي ذكرتها الآيتان وما بعدهما ، منها :

أ- إنهم جاءوا لمجتمع واحد (أصحاب القرية) ، وكذلك آل الصدر جاءوا لمجتمع واحد هو المجتمع الشيعي العراقي .

ب- إنهم جاءوا بعنوان الهداية والإصلاح لهذا المجتمع .

ج- ذكرت الآية أنه في البدء تم إرسال ( إثنين ) فكذبهما المجتمع ، فتم إرسال الثالث تعزيزاً للإثنين السابقين ، وهذا ما حصل مع السيد مقتدى الصدر (أعزه الله) كان ولا زال معززاً لمنهج الشهيدين الصدرين (رض) .

د- ظاهر الآية إن المجتمع كذب الثلاثة وليس الإثنين فقط ، وهذا ما فعله المجتمع ( الشيعي !! ) تماماً مع الثلاثة من آل الصدر !! .

٤ – صدرت بعض الكلمات منهم تشير إلى أنهم رسل الله سبحانه فعلاً – بالمعنى اللغوي – ، فمثلاً ؛ قال السيد الشهيد محمد الصدر (رض) في خطبته الأخيرة [ هناك يگولولهم – أي يوم القيامة – أنني أرسلت إليكم سيد محمد الصدر ليقرع أسماعكم ، فلم ترعووا ولم تهتدوا ، هذا دربكم امشوا بيه . ] ، وقال السيد مقتدى الصدر (أيده الله) في إحدى كلماته : [ مَـثَـلي ومَـثَـل الشعب العراقي ؛ كمَـثَـل يوسف (ع) وإخوته … ] .

٥ – بعد هذا التكذيب الذي ذكرته الآية للرسل نزل العذاب بهذه القرية ، وكذلك ما حصل ويحصل إلى اليوم في المجتمع الشيعي بسبب تكذيبه لآل الصدر !! .
ولو أن المجتمع الشيعي العراقي فعل كما فعل قوم النبي يونس (ع) لتغير حالنا إلى خير وكرامة ، كما تغير حال قوم النبي يونس (ع) إلى الخير والكرامة بعد أن رجعوا إلى رسول الله يونس (ع) .
ولكن بعد أن كذّب أصحاب القرية هؤلاء الرسل الثلاثة ونزل بهم العذاب نسمع قوله تعالى يقول عنهم : { يا حسرةً على العبادِ ما يأتيهم من رسولٍ إلا كانوا به يستهزءون * } ، ليس فقط يكفرون ، ولكن يكفرون باستهزاء !! وهذا ما فعله المجتمع الشيعي مع آل الصدر بالضبط !! (قالوا : محمد باقر الصدر صاحب عمامتنا ومداسنا وعباءتنا استهزاءاً بفلسفتنا واقتصادنا .. !! ،، محمد الصدر عميل لصدام و … !! ،، مقتدى الصدر يعمل لقطر والسعودية و … !! ) ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، فإنّ الله سبحانه يثأر لأوليائه ورسله ، ويسلط البلاء تلو البلاء على المجتمع الذي فيه رسله حتى يرجع المجتمع إلى رسله فيرفع بلاءه ، قال تعالى : { وما أرسلنا في قريةٍ من نبيّ ٍإلا أخذنا أهلها بالبأساء والضرّاء لعلهم يضّرّعون * … * ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركاتٍ من السمآء والأرض ولكن كذّبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون * } (الأعراف ٩٤- ٩٦) .