18 ديسمبر، 2024 10:10 م

سودانيّون لاجئون – نازحون الى العراق

سودانيّون لاجئون – نازحون الى العراق

إذ إطّلع الرأي العام في العراق ” بشكلٍ محدود ” على وصول طائرة الى مطار بغداد ملآى بالأخوة السودانيين الهاربين من الأوضاع الكارثية والأمنيّة والأقتصادية في مختلف مناطق السودان ,وجرت بعض من اللقاءات المتلفزة القصيرة مع بعضهم في صالة المطار تحدّثوا فيها عن الألوان الداكنة للمعاناة في بلادهم , وهذا ما عرف به وتعرّفَ عليه الرأي العام فقط .

  قد نبتدئ الحديث هنا عمّا اذا قد تأثّروا به الأشقّاء السودانيين القادمين من الإستقبال الحافل للأخوة اللبنانيين من قبل الحكومة العراقية والعتبة العباسيّة , مع التسهيلات الكبيرة والأمتيازات الممنوحة لهم بشكلٍ لافت , ولعلّهم ظنّوا حصول ذلك لهم بالمثل < بالرغم من عدم التصورات المسبقة لحصول ذلك , ومن زاويةٍ اعلاميةٍ محددة لا يُراد الخوض ولا المسّ في ابعادها وتفاصيلها المعروفة > .

النقطة الأخرى التي قد لا تكون ضمن الحَلَقات المتسلسلة في هذا الشأن , بأنّ الإعلام العراقي وكأنّه في حالة تعتيمٍ مقصودة او غير متعمّدة ” او ما بينهما ” في ايضاح الأبعاد السياسية وغير السياسية لقدوم هؤلاء المواطنين السودانيين , وهل هي حالة لجوء انساني تمّت الموافقة عليها مسبقاً او لا .!؟ , وهل السفارة العراقية في الخرطوم قد منحتهم سمات الدخول ” الفيزا ” بناءً على ما يُطلح عليه بِ – النزوح واللجوء – ووِفقَ تعليماتٍ مسبقة من الخارجية العراقية او عدمه .! وربما ولعلّ ذلك كان عفويّاً دونما معرفة الأسباب مسبقاً .!

ضمنَ حالة التعتيم الأفتراضية للإعلام العراقي , وحيث ذلك لا علاقة له بالأمن القومي للبلاد , فبأبسط من البساطة فهو التنوير بالجرائد والفضائيات المحلية المسكينة عن عدد افراد تلكم العوائل السودانية المحترمة , التي حطّت الرحال في بغداد في تلك الطائرة .! , كما من المتطلّبات اللائي يتغافل ويتجاهل عنها الإعلام الرسمي العراقي ” وحتى غير الرسمي ” هي معرفة اومحاولة التعرّف عمّا اذا ستسمح او توافق حكومة السوداني ” او كلا الخارجية والداخلية – وربما قيادات الأحزاب – على قبول او الموافقة على قدوم طائرة او طائراتٍ اخرى مُحمّلة بالسادة والسيدات والأنسات من السودان , او لنقل موجة اخرى ولا نقول موجات او امواج .! بهذا الشأن القومي – الإنساني – شبه المستبعد من ذات الزاوية الإعلامية الضيّقة , وربما العكس صحيح .!

   لولا التشنّجات النفسية الضيّقة الأفق والمضغوطة , فلا ضَير أن تفتح وسائل الإعلام العراقية نافذةً ” ولو جانبيةً او حتى خلفيّة ” , لعرض آليّة وماهية إدخال وإسكان هولاء الأشقّاء السودانيين في فنادقٍ مؤقّتة او حتى في مخيّماتٍ آنيّة او سواها , وهل من آليّةٍ جاهزة لتوفير وَجَبات  الغذاء الثلاث لهم والمياه والمتطلبات الحياتية الضرورية لهم , وخصوصاً في الأيام الأولى لقدومهم الى القطر , وما بعد هذهنّ الأيام وما سيعقبها .!

  من جانبٍ ستراتيجيٍّ آخر, وَ وِفق تطورات الأحداث في المنطقة ومضاعفاتها المحتملة , فمن المشكوك فيه نسبيّاً أن تمتلك حكومة السوداني وخصوصاً اجهزتها آلآنيّة لتوفيرالمستلزمات العجلى للضيوف السودانيين وبأيّ قدرٍ كان ممّا يمكن معالجته في القريب العاجل , ولكن ماذا سيحدث من حوادثٍ وما ستفرزه من احداثٍ مُحدّثّة قد تفرز انعكاساتها على كلّ العراق , قبلَ ضيوفه .!