19 ديسمبر، 2024 1:10 ص

سهام ليست طائشة – 2

سهام ليست طائشة – 2

الوزارات الأمنية الدفاع و الداخلية صمام أمان لعمل الدولة بكافة مفاصلها , و نجاح أنشطة الدولة و حركة المجتمع تعتمد بالأساس على نجاح هاتان الوزارتان , و العكس صحيح , السنوات الثماني الماضية كانت سنوات مظلمة على العراق و العراقيين لان هاتان الوزارتان كانتا تداران من قبل شخص طائفي لا يجيد غير القتل و الإقصاء , و نتيجة ذلك كانت ان أرواح العراقيين سنة و شيعة أصبحت أرخص من أي شيء آخر . و للاسف لا تزال وزارتا الدفاع و الداخلية تخضعان للمحاصصة , رغم ذلك يمكن القول , لا بأس , شرط ان يضع الوزير مصلحة العراق و شعبه فوق أي مصلحة اخرى . و عندنا مثال وزير الاتصالات السابق السيد محمد علاوي الذي جاء عن طريق المحاصصة , لكنه كان مثالا للعمل المخلص للعراق .
رئيس الوزراء المخلوع نوري المالكي لا يريد أن يصدق انه قد أصبح خارج إطار صورة المشهد السياسي العراقي , لذلك يحاول أن يدس أنفه في القرارات التي يتخذها الدكتور حيدر العبادي خاصة قرارا وقف قصف المدن و تشكيل حرس وطني للمحافظات معترضا عليها و محاولا عرقلتها , و هو سوف يستمر في سلوك هذا النهج لسبب ان أي نجاح يحققه الدكتور العبادي سوف يكشف أكثر و أكثر السياسة الحمقاء التي كان ينتهجها المالكي , هذا المالكي عليه أن يشكر ربه لإنه حصل على منصب لا يستحقه , بل إن ما يستحقه هو قفص الاتهام كي يحاكم  جراء ما ارتكب من جرائم بحق العراقيين .
 أكثر ما يزعج الناس الآن مشاهدة نواب في البرلمان يتكلمون في ضرورة تطبيق القوانين و إحقاق الحق وهم ابعد ما يكونون عن ذلك , مثال ذلك النائبان حنان الفتلاوي و محمود الحسن , و هناك آخرين طبعا , الا أن هذان الاثنان اكتسبا شهرة لا يحسدهما احد عليها , شهرة لا يرتضيها إنسان يحترم نفسه و لو قليلا , الفتلاوي و نظرية القتل السبعة في سبعة و الحسن و فضيحة فيديو سندات تمليك الأراضي , و اللعنة , و ليس العتب , على ما يسمى مفوضية الانتخابات التي ساعدت على تسلل مثل هكذا نماذج إلى البرلمان .
الساسة الأكراد لا يزالون يعيشون  ( وهم )  أنهم أقوياء بدون عرب العراق , دليل ذلك تصريحاتهم الأخيرة التي تؤكد عدم تنازلهم عن المطالب ( المشروعة ) رغم ما حصل من انتكاسة لقوات البيشمركة , هذه القوات التي كانت هناك مبالغة كبيرة في بأسها و قوتها , أذ شتان ما بين قتال و معارك في السهول المنبسطة و قتال و معارك في الجبال الوعرة , قوة الأكراد الحقيقية تكمن في كسب أكثر من 25 مليون عراقي عربي إلى جانبهم , و ذلك عن طريق اتباع سياسة يحصل فيها العربي و الكردي على نفس الحقوق , وعليهم أيضا نفس الواجبات , مع الاحتفاظ بالحقوق القومية لكل طرف , فنحن شعب واحد أولا و أخيرا , فمتى سينتبه الساسة الأكراد إلى هذه الحقيقة التاريخية  ؟

أحدث المقالات

أحدث المقالات