ثمة تشابه كبير بين تأريخ وحاضر الدكتورة سهام فيوري مستشارة رئيس الوزراء نوري المالكي للرياضة والشباب، وتأريخ وحاضر ناجح حمود رئيس الإتحاد العراقي لكرة القدم.. ولعل هذا التشابه بين الشخصيتين، هو الذي جمعهما في سكة واحدة وطريق واحد.. فقد قالوا من قبل : شبيه الشيء منجذب اليه.. وإلاَِ ( شجاب المغربي على الشامي )، لو لم تكن هناك مشتركات عديدة بينهما؟
فالدكتورة فيوري لاتلتقي مع زميلها ناجح حمود في ( الأرث ) التأريخي فحسب، حيث كانت فيوري قد أقيلت قبل سنوات من رئاسة إتحاد التنس للكراسي المتحركة لأسباب ( نضالية ) – ولدينا الوثائق التي تؤكد ذلك – وناجح حمود الذي طرد هو الآخر من وظيفته كمدير في معمل إسمنت الكوفة ( لأسباب نضالية ) قبل سنوات أيضاً – وهذه القضية النضالية يعرفها القاصي والداني – إنما تلتقي معه أيضاً في ( الحاضر) الزاهر المجيد. فيشتركان في خدمة الرياضة العراقية، ويعملان سوية بهمَّة ( وشرف) وإخلاص ووطنية في حب الله والوطن ( والقائد) المالكي !! فسهام فيوري التي إقتحمت المنطقة الخضراء بشكل ضبابي، ودخلت مجلس رئاسة الوزراء من بوابة المستشارية، رافعة شعارين احدهما علني يحمل صفة ولقب (المالكية) نسبة الى عشيرة دولة رئيس الوزراء، وحتماً فإن لأبنة العم حقاً على إبن عمها.. والثاني سري للغاية إستخدمته بيدها اليمين، حين صافحت دولة الرئيس في أول لقاء تم بينهما، إذ ( ضغطت ) الدكتورة برِّقة على يد إبن عمها، ودعكت بلطف كفه فأستجاب (الحجِّي) سريعاً لهذه الدعكة. وكانت ثمرة الإستجابة منصب المستشار لرئيس الوزراء، وهو منصب يساوي منصب الوزير. وها هي الآن تتحكم بشؤون الرياضة والشباب، وتدير الوضع وهي بالقرب من (غرفة ) إبن عمها دولة الرئيس!! أما ناجح حمود، فقد رفع هو الآخر شعارين إثنين، احدهما علني مفاده : ( علي وياك علي ) حيث هتف به جماعته ( وجماعتنه ) في قاعة الإنتخابات دون أن يعرفوا شيئاً عن الموضوع. والثاني سري، ومفاده : ( هربجي كردي وعرب رمز النضال ) وقد إستخدمه أبو سلام بنجاح ساحق في ربوع دولة كردستان الديمقراطية، وكانت ثمرته أمراً صادراً من ( الرئيس ) مسعود البرزاني (حفظه الله ورعاه) لممثلي جميع الأندية الكردية بالتصويت لصالح ( كاكه ) ناجح في إنتخابات الإتحاد الكروي. وهكذ وصل الطرفان، سهام فيوري وناجح حمود الىى مبتغاهما وهدفهما الكبير. واليوم ورغم التجاوزات، بل والجرائم التي أرتكبها ناجح حمود، وكان آخرها التآمر مع الكويت والبحرين على سرقة الحق العراقي في إستضافة بطولة خليجي 21 ، بعد أن باعه ناجح بالعملة الصعبة، وبعد موضوع التزوير في عُمُر اللاعب مثنى خالد، وموضوع تعيين حسين سعيد كممثل للكرة العراقية في أتحاد غرب آسيا، دون الرجوع لأعضاء الأتحاد الآخرين، او لأعضاء الهيئة العامة، خاصة وإن ناجح قد دخل الإنتخابات رافعاً لواء تحرير الكرة العراقية من حبال حسين سعيد ( ومؤامراته )، ناهيك عن موضوع التجاوزات المالية الفظيعة التي كانت جريدة ( رياضة وشباب ) قد نشرت بعضاً من الوثائق الدامغة ضد ناجح، وقد كسبت هذه الجريدة الدعوى القضائية التي أقامها عليها ناجح، بعد ان تأكدت المحكمة من صحة صدور الوثائق. لكن ناجح ورغم كل هذه التجاوزات مازال يحظى بقبول وحظوة كبيرة لدى السيد المالكي، والفضل يعود للمستشارة فيوري، فهي التي تلمِّع صورته، وتحسن سمعته أمام المالكي، وتدافع عنه بشراسة أيضاً. كما إنها وفرت لحمود مقابلات غير قليلة مع دولة رئيس الوزراء، كان آخرها مقابلته مع زيكو قبل يومين، وهذه المقابلة مع المالكي جاءت في نفس الوقت الذي تنازل فيه ناجح حمود عن حق العراق في خليجي 21 .. إذ ظهر وكأن المالكي يكافيء ناجح على عمله ( الوطني ) العظيم !! لقد إستقبل المالكي وفي هذه الظروف السياسية والأمنية الخطيرة ناجح حمود خلال الأشهر الأربعة الأخيرة خمس مرات، وهذا إمتياز لم ينله حتى وزير الدفاع في الحكومة العراقية – عفواً، أقصد وزير المالية، لأن حكومتنا بلا وزير دفاع حتى الآن -؟
والسؤال المُلِّح : هل أن التشابه بين شخصية سهام فيوري، وشخصية ناجح حمود فقط هو الذي يجذبهما الى الآخر.. فيجعل سهام فيوري تستقتل في الدفاع عن شخص لديه سجلات جنائية سابقة ولديه حالياً ملف في النزاهة، وقضية فساد تنتظرالحكم في المحكمة، ولديه مشاكل كثيرة تتناول ذمته وسمعته. ولماذا تعرِّض فيوري نفسها للمسائلة الشعبية والحكومية والقضائية، وهي في منصب وظيفي رفيع، فتقف مع شخص عليه قضايا ومشاكل كثيرة، إن لم تكن هي الأخرى مثله غارقة بالفساد، ولديها مطامع في هذا الدفاع المستميت .. ولماذا نراها اليوم تسعى بقوة لأخذ مبلغ قدره 15 مليار دينارعراقي من الحكومة ليميزانية ناجح حمود، وهذا الكلام ليس من عندنا، إنما حسب بيان الأتحاد الكروي العراقي نفسه، وحسب ما نشرته الصحف الرياضية العراقية، وقناة الحرة الفضائية، وبعض القنوات العراقية أيضاً..
وكم ستكون حصتها من هذه ( الهبرة ) القوية.. أم انها تفعل ذلك لوجه الله، ووجه الوطن .. وعيون ( القائد ) ..؟
إن إصطفاف سهام فيوري وناجح حمود لا يأتي من باب شبيه الشيء منجذب اليه فقط، إنما هناك حتماً مصائب ( وبلاوي) أخرى كثيرة، منها ما يقع في خانة السياسي، ومنها مايقع في خانة المالي.. وغير المالي.. وإن هناك أموراً وأسراراً قد لا نستطيع تأكيدها الآن، لكننا نستطيع القول بأنها ستنكشف غداً رغماً عن أنف الزمن، مثلما كشفت الأيام عن غيرها من القضايا التي كانت غامضة..
أخيراً أقول، بأن هناك علاقة غير حسنة تربط بين الإثنين. وإن الغطاء لن يظل الى الأبد فوق ( بالوعة) الفساد، مهما كان الغطاء قوياً.