23 ديسمبر، 2024 2:03 ص

المصير المر!!!
************
سيجعلون لنا أوطاننا قبرا
و يجعلون دماءً بيننا نهرا

و يحفرون بصخر العمر أوديةً
يجري بها النزف دفاقاً بلا مجرى

و يفتكون بنا طُرّاً كما فعلوا
بالأمسِ فينا .. فنقضي كلُّنا نحرا

و يغمرون حكايانا و ضحكتنا
كيما يجيئون ضِحْكاتٍ لنا أخرى

فيشغلون نساء الحيِّ في رجلٍ
يتركنَ فيهِ رجالاتاً بما أغرى

يرضعنَ أطفالَ من لا ثدي يرضعُهم
يخبزنَ للجُند و الأوباش من كِسرى

و كان من كان يفدي النَّفس أضحيةً
لعيدهنَّ .. و روحاً قَدَّمَ المَهرا

و هم يرغون.. يغرونَ الشعوب عسى
أنْ يبدلوا العرف و التاريخ و الفكرا

فيجعلون بلادَ العُرْبِ مهزلةً
للغاصبين وقد شاءت لها الغَيْرا

و هم يراؤون .. يدرون الذي يئستْ
فيه الأماني .. و مَلَّ الفقرَ و الصَّبرا

يرنو لذا العيش محتاجاً لعظمتهم
فيلعقُ الصَّحنَ .. حتى هكذا أثرى

فلا يرى (القدس) في عينين قبلَتَهُ
الأُولى و لا (المِعراج) و (المَسرى)

يظل يجري ؛ فلا جريٌ سيوصلُهُ
لللامكان .. و قد لاقى به القهرا

فلا يراه و لا دربٌ إلى غدِهِ
إلّا إلى الأمسِ فالأمسُ المضى أحرى

غداً يواريه من غنّى بلهجتِهِ
أحلى الأغاني .. فلن يبقي له ذِكرا

في نفخة الصُّوُر و الأجداثُ خامدةً
تقوم لو شاء ربٌّ يبعثُ الحَشرا

فلا يرونَ سوى الأكفانَ متربةً
ترفرفُ الآن في شوكٍ غدتْ صَفْرا

فتستحيلُ رفاتُ النّاس قائمةً
نحو الرُّجوع .. بما فيها هو الأدرى!!!