المصير المر!!!
************
سيجعلون لنا أوطاننا قبرا
و يجعلون دماءً بيننا نهرا
و يحفرون بصخر العمر أوديةً
يجري بها النزف دفاقاً بلا مجرى
و يفتكون بنا طُرّاً كما فعلوا
بالأمسِ فينا .. فنقضي كلُّنا نحرا
و يغمرون حكايانا و ضحكتنا
كيما يجيئون ضِحْكاتٍ لنا أخرى
فيشغلون نساء الحيِّ في رجلٍ
يتركنَ فيهِ رجالاتاً بما أغرى
يرضعنَ أطفالَ من لا ثدي يرضعُهم
يخبزنَ للجُند و الأوباش من كِسرى
و كان من كان يفدي النَّفس أضحيةً
لعيدهنَّ .. و روحاً قَدَّمَ المَهرا
و هم يرغون.. يغرونَ الشعوب عسى
أنْ يبدلوا العرف و التاريخ و الفكرا
فيجعلون بلادَ العُرْبِ مهزلةً
للغاصبين وقد شاءت لها الغَيْرا
و هم يراؤون .. يدرون الذي يئستْ
فيه الأماني .. و مَلَّ الفقرَ و الصَّبرا
يرنو لذا العيش محتاجاً لعظمتهم
فيلعقُ الصَّحنَ .. حتى هكذا أثرى
فلا يرى (القدس) في عينين قبلَتَهُ
الأُولى و لا (المِعراج) و (المَسرى)
يظل يجري ؛ فلا جريٌ سيوصلُهُ
لللامكان .. و قد لاقى به القهرا
فلا يراه و لا دربٌ إلى غدِهِ
إلّا إلى الأمسِ فالأمسُ المضى أحرى
غداً يواريه من غنّى بلهجتِهِ
أحلى الأغاني .. فلن يبقي له ذِكرا
في نفخة الصُّوُر و الأجداثُ خامدةً
تقوم لو شاء ربٌّ يبعثُ الحَشرا
فلا يرونَ سوى الأكفانَ متربةً
ترفرفُ الآن في شوكٍ غدتْ صَفْرا
فتستحيلُ رفاتُ النّاس قائمةً
نحو الرُّجوع .. بما فيها هو الأدرى!!!