وما يثير الغرابة والإستهجان أن ظلا مجهولا يقاتل صحافيو العراق ويتحين الفرص لهم ويمنعهم من أداء واجبهم المقدس ، فلا يكاد يمر يوم إلا ونسمع عن تغيير أو رفض أو إستبدال لقوانين هدفها الأول والأخير تدمير هذا الكيان والعمل على إقصائه من عجلة التطور والتنمية ، ما يعد جزءاً من مؤامرة كبيرة على العراق بدأت فصولها بإغتيال مئات ( الصحافيين العراقيين ) ومطاردة وتهجير عدد كبير منهم ومضايقة من تبقى منهم بشتى الحجج .. أطراف المتآمرين على العمل الصحافي معروفة جدا لكن الغريب أن تستسلم الحكومة العراقية ويبقى مجلس النواب مكتوف الأيدي وهم يدعون محاربة الفساد وقطع الطريق أمام من يتقرب بالسوء لهذه الشريحة النادرة .. كل هذه الإدعاءات من الحكومة وبرلمانها لم تنفع ولن تكون في المستقبل القريب إلا مكملا لإستهداف دولي مدروس لإفراغ العراق من إختصاصاته العلمية والإنسانية .. ومن غريب ما يذكر التركيز حول حذف حقوق وإمتيازات الصحافيين العراقيين العراقية الدستورية وتكليف لجان حاقدة على السلك الصحافي لإيجاد أي فرصة أو تفسير تستغله لإيقاع الأذى بهم .. ولعلي لا آتي بجديد حين أذكر الزملاء بقطع المكافآت التشجيعية السنوية لفقراء الزملاء الصحافيون الرواد في العراق بسب أو بدون سبب تحت نظرية ( التقشف اللعين ) تزداد دون أي تفسير مقنع ، تلتها إتخاذ قرارات عجيبة فيما يخص الخدمة التقاعدية وتقليل وغيرها من المشاكل التي لابد من التصدي لها ووضع ثوابت منطقية وأسس لا يمكن التلاعب بها مستقبلا لأي جهة كانت أو التقرب من مخصصات الصحافيين وحقوقهم .. الزميل الصحافي في العراق كنز يعادل دجلة والفرات ولا تساوي كل آبار النفط التي لم يستفد منها العراقيون بشيء ، عقل صحافي عراقي واحد يحمل في عقله أمانة واحدة تبقى ترافق عمره وهي كيف ينقل ما تعلم إلى من يريد أن يتعلم .. الصحافي العراقي ذهب معتق كلما طال عمره زاد بهاؤه وجماله ، فكيف يمكن لدولة أن تتقدم وتنمو وتزدهر بلا صحافيين تكفلوا بخدمة تاريخ العراق وأهل العراق بلا شكوى أو ملل .. الصحافي في العراق كلما تقدم في العمر تقدمتوأشرقت وزهت المبادئ والعلوم التي يحملها ويصبح فضلا عن تخصصه حكيما في موقعه الإجتماعي لا ينطق إلا بالشهد .. هذا واقع حال الآلاف من صحافي العراق العظيم وهم يشهدون حربا ضدهم لا يد لهم فيها ولا ربح ول انصر إلا لأعداء العراق العزيز الواحد فرفقا بالصحافيين العراقيين ولتعد الحكومة العراقية حساباتها في أي قرار أو مقترح قد يتخذ مستقبلا من شأنه التأثير سلبا على الصحافيين العراقيين وإلا سنصحو يوما ولا نجد ( صحافي ) واحدا في العراق !