18 ديسمبر، 2024 8:03 م

سنصحو يوماً ولا نجد غير أقراننا من الرجال وليحدث بعدها ما يحدث !

سنصحو يوماً ولا نجد غير أقراننا من الرجال وليحدث بعدها ما يحدث !

المرأة ( العراقية ) تعاني ظلماً مؤسفاً وخطيراً حالَ دون أخذها دورها الحقيقي في مجتمعنا بعد أن أعياه وأتعبه الرجال ! أوجه العناية الكاملة إلى المرأة العراقية الراقية في هذا ( المقال ) لولا أن خلقَ الله سيدتنا حواء لما كان للبشرية وجود ولما ظهر الرسل والأنبياء لينشروا عبير الوحدانية بين البشر .. ولحكمةٍ قضاها الله في كتابه الكريم لم يذكر اسم حواء بل ذكرت كزوجة لأن أساس الخلق آدم وأدم من طين وحواء خُلقت من آدم .. ثم تواصل الخلق ليبقى حتى يوم القيامة .. وفي سورة النساء يقول جلَّ من قائل بسم الله الرحمن الرحيم (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )) وتشير الآية إلى عدد كبير من الرجال والمعطوف عليهم النساء وهنَّ كثيرات أيضاً بل واصبحت نسبة النساء في العالم في آخر إحصائية لتقارير التنمية البشرية الصادرة من الأمم المتحدة أن نسبة النساء في عام 2011 وصلت إلى 58,6 بالمئة! والسبب معروف لأن مشاكل الإنسانية مصدرها الرجال وضحايا تلك المشاكل سيكون منطقياً منهم ..

المرأة هي الأم الحبيبة والزوجة والأخت والابنة والحفيدة .. الأرض بلا نساء مثلَ بحرٍ كبيرٍ بلا ماء لا يمكن لنا أن ننسى المرأة للحظة واحدة فهي في العقل والقلب والروح .. لكنها في العراق تعاني ما لم يعانه معتقلو السجون وأسرى الحروب .. النظرات والتحرشات والتدخلات تطارد النساء العراقيات أينما حللن ومتى ما حللن .. تتورط المرأة في العراق إذا خرجت لوحدها فسُتواجه بفيالق من ضعفاء النفوس والمتخلفين والبغاة .. تتورط المرأة العراقية إذا ظهرت في سوق أو جامعة أو مدرسة أو دائرة فستبدأ المطاردات والدعوات ورمي الأرقام والإشارات ..

تتورط المرأة في العراق إذا دخلت بمفردها إلى هذا المسؤول أو ذاك الموظف فسيبدأ بثوان بعرض بطولاته ويجري عملية قيصرية سريعة لتنعيم صوته ونشر إبداعاته أملاً في تقاربٍ أو ميلٍ من هذه المسكينة .. تتورط المرأة إذا دخلت إلى سوق وأترك لكم تخيل ما سيحدث !ومع أنني أعارض جداً اللبس غير المحتشم والتبرج المبالغ به لكنَّ هذا لا يمنع من التنبيه على أن المرأة العراقية تعاني ظلماً كبيراً وخطيراً حالَ دون أخذ دورها الحقيقي في مجتمعنا بعد أن أعياه وأتعبه الرجال .. فالّذين أدخلوا المحتل وفتحوا له أبواب العراق هم من الرجال .. والّذين نهبوا أموال الشعب وأعادوا العراق إلى العصر الطباشيري ! هم من الرجال والكذابين والمزورين والمنافقين الّذين يتلاعبون بمصير العراقيين هم من الرجال .. كل الخراب منّا نحن الذكور , ورغم هذا ننظر إلى النساء من فوق متناسين أن آخر كلمات رسول الرحمة محمد صلى الله عليه واله وسلم هي النساء والرفق بهن .. كل اللوم على من يرى ويسمع ويتغاضى عما تتعرض له النساء العراقيات وضرورة توحد الإرادات كي تُقيم الجامعات العراقية ( على الأقل ) ندوات ومؤتمرات وحلقات بهذا الشأن وإلا سنصحو يوماً ولا نجد غير أقراننا من الرجال وليحدث بعدها ما يحدث !