22 نوفمبر، 2024 2:42 م
Search
Close this search box.

سنريهم آياتنا في الآفاق …

سنريهم آياتنا في الآفاق …

حوار في زمن الكورونا مع الباحث في علوم الإعجاز في القرآن والسنة النبوية ” أسامة سعد آل شاكر”
مذ ظهر فايروس كورونا المستجد (كوفيد – 19) في مدينة ووهان الصينية ومن ثم إنتشاره في معظم بقاع الأرض وظهوره في 164دولة بسرعة مطردة وشعوب العالم كلها فضلا عن حكوماتها في حالة إنذار قصوى وإضطراب تام أسفر بمجمله عن تطبيق إجراءات الحجر الصحي وفرض حظر تجوال شامل أو جزئي أجلس 3 مليارات انسان في منازلهم ،إضافة الى إعتماد ما بات يعرف بسياسة التوحد أو التباعد الاجتماعي (التباعد الجسدي) وظهور وتبني (تسطيح المنحنى) ،علاوة على إغلاق الملاعب والمطارات والموانئ والمحطات والمدارس والمصانع والجامعات ودور العبادة في إجراء شبه جماعي لم يسبق له مثيل في التأريخ لإتقاء شر الوباء وحفاظا على الصحة العامة – بحسب المعلن – فيما شرعت المختبرات الطبية والمراكز البحثية بتحليل كل شاردة وواردة تخص الفايروس التاجي ،كبيرة كانت أم صغيرة في محاولة منها للخروج من الأزمة قبل تحولها الى كارثة وعلى مختلف الصعد إضافة الى بذل الوسع لإكتشاف لقاح ناجع له قبل إستفحاله أكثر، وفي كل يوم تقريبا تطالعنا مراكز الأبحاث تلك زيادة على العلماء والخبراء العاملين فيها بما يبهرعقولنا ويثلج صدورنا لتوافق تلكم الدراسات العلمية الرصينة مع التعاليم القرآنية الكريمة والسنة النبوية الشريفة توافقا عجيبا أذهل القاصي والداني ،العدو والصديق ،فهذه الطبيبة الروسية الدكتورة لاريسا أليكسييفا، وفي تصريح لصحيفة (فيتشيرنايا موسكفا) تشدد على أهمية غسل اليدين حتى المرفقين وكذلك الوجه والرقبة والأنف للوقاية من كورونا” وهذا عين ما نفعله في الوضوء” وهذه الطبيبة المتخصصة بتجميل الشعر وعلاجه أولغا كوخاس، تقول “مع ظهور كورونا انتشرت الخرافة ولعل من هذه الخرافات أن القناع الطبي ولكي يكون أكثر فعالية، يتوجب حلاقة شعر الوجه بالكامل ،الا ان الفيروس التاجي صغير للغاية لدرجة أنه يخترق الجلد وفي هذه الحالة فإن اللحية بإمكانها أن تحمي الجلد وتقيه من الفايروس شريطة غسلها وتنظيفها بشكل دائم ،وفي هذا قال ﷺ: “قصوا الشوارب وأعفوا اللحى خالفوا المشركين” ولعل تخليل اللحى وتنظيفها بالماء في الوضوء من سننه المهمة .
وهذا الطبيب الاميركي كريج كونسيدين، في مقاله الرائع بمجلة نيوزويك الاميركية والذي حظي بمتابعة هائلة تحت عنوان :”هل يمكن لقوة الصلاة وحدها وقف جائحة؟ حتى النبي محمد كان له رأي آخر” والذي عقب فيه على علماء أجانب تخصصوا بعلم المناعة أكدوا أن الحجر الصحي والنظافة الشخصية هي أهم الوسائل للوقاية من كورونا وأمثاله ،قائلا لهم “هل تعلمون من اقترح النظافة الشخصية والحجر الصحي خلال انتشار وباء أيضا ؟ محمد، نبي الإسلام قبل 1400 عام، ففي الوقت الذى لم يكن فيه الرسول وبأي شكل من الأشكال خبيرا تقليديا بشؤون الأوبئة المميتة، إلا أنه قدم نصائح لمنع ومواجهة تطورات مثل كوفيد-19، لقد وازن بين الاخذ بالأسباب والتعاليم الدينية !” .
وطيلة فترة الحجر الصحي والحث على النظافة الشخصية لمواجهة وباء كورونا الكل بات يتحدث عن عظمة الاسلام وروعة تعاليمه الخالدة التي سبقت علماء المناعة والبيئة والصحة العامة واختراع المجهر الالكتروني واكتشاف الفايروسات والطفيليات والبكتيريا بقرون طويلة يوم وضع لنا الاسلام العظيم برنامجا وقائيا متكاملا يوازن بين الماديات والروحانيات بشكل عجيب ، والاعجب انه أمر بالتداوي وحرم العلاج بما حُرِّم على الأمة كما في حديث النبي الاكرم صلى الله عليه وسلم ( إِنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ الدَّاءَ وَالدَّوَاءَ ، وَجَعَلَ لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءً ، فَتَدَاوَوْا وَلَا تَدَاوَوْا بِحَرَامٍ ) وقد حاول بعض الأفاقين الترويج لأكذوبة أن – تناول الخمور – تقضي على كورونا لتأتي “جامعة چون هوبكينز” فتكذبهم وتصدق الحبيب الطبيب الذي لاينطق عن الهوى ،وتصدر ملخصا جامعا مانعا لتجنب الاصابة بڤيروس كورونا مؤكدة انه ليس بكائن حي وانما عبارة عن بروتين بغلاف دهني يغير الكود الخاص به بعد دخوله الى جسم الانسان لينتشر بسرعة ومن جملة ماذكره التقرير اضافة الى التشديد على غسل اليدين قوله (كما لا تعد المشروبات الكحولية مفيدة حيث إن تركيزها اقل من النسبة المطلوبة و هي ٦٥٪؜ حيث ان اقواها مثل الڤودكا تركيزها ٤٥ ٪؜ فقط ) ،وإنطلاقا من ذلك كله حاورنا الباحث بعلوم الإعجاز في القرآن والسنة النبوية ،أسامة سعد آل شاكر، لإطلاعنا على جانب من أسرار وإعجاز القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة في كل ما يدور من حولنا وبدأنا معه بالسؤال عن الذهول الذي إعترى البشرية جمعاء ومع انتشار وباء كورونا المستجد (كوفيد – 19 ) بآداب الحجر الصحي في الاسلام ، فما هو رأيكم في ذلك ؟

– يشير الحجر الصحي في سياق الرعاية الصحية إلى مختلف الإجراءات الطبية المتبعة لإحباط انتشار العدوى التي قد تنتشر في المستشفيات وتوجد صور متنوعة للحجر الصحي تُستعمل اعتماداً على نمط العدوى، ولقد جاء في الصحاح قصة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، حين خرج إلى الشام ، فلما وصل إلى منطقة قريبة منها يقال لها : ( سرغ ) ، بالقرب من اليرموك ، لقيه أمراء الأجناد واخبروه بأن الوباء قد وقع بأرض الشام ، واختلفوا فيما بينهم بين أن يقدموا غير آبهين بالوباء ،وبين أن يحجموا خشية الاصابة به ، فقرر الفاروق العودة فقيل له ” أفراراً من قدر الله ؟ قال “نعم ، نفرُّ من قدر الله إلى قدر الله ” أرأيتَ لو كان لك إبل هبطت واديا له عدوتان إحداهما خصبة والأخرى جدبة ، أليس إن رعيت الخصبة رعيتها بقدر الله ، وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله ؟ فجاء عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه ، وكان متغيبا في بعض حاجته ، فقال : إن عندي في هذا علما ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول 🙁 إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه ، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه ) فحمد الله عمر ثم انصرف .

* الكل يتحدث اليوم عن فوائد غسل اليدين بإنتظام وبعد تناول الطعام وقبله وبعد الخروج من الحمام للوقاية من كورونا ،كيف تنظرون الى ذلك ؟
-أما عن هذه فقد أوجب الاسلام غسل اليدين إلى المرفقين وغسل القدمين إلى الكعبين وهي من فرائض الوضوء الثابتة بكتاب الله تعالى وسنة رسوله الكريم ، وبالتالي فتركهما مبطل للصلاة، وعليه فالغسل والوضوء المتواصل سبب مانع للعدوى عند المسلمين وخصوصا بعد الاستيقاظ من النوم أو بعد الاستنجاء ودخول الحمام وبعد الطعام وقبله ما جعلهم في مأمن من انتقال الامراض السارية ، المسلمون يصلون خمسة أوقات في اليوم والليلة وبناء عليه فهم يعيدون الوضوء وأوله غسل الكفين ثلاثا ،كل ذلك مرات ومرات يوميا إما لقضاء حاجة أو لنوم أو لأداء صلاة او لاستقبال طعام وإستدباره ، فأي نظافة وطهارة كبرى تلك سبقت كل النصائح والتعليمات الطبية بقرون طويلة ؟!

*هناك نصائح طبية هامة نشرتها منظمة الصحة العالمية وبقية المؤسسات الصحية الدولية تشدد على اهمية وضع اليدين على الفم عند العطاس والسعال والتثاؤب لمنع انتشار الرذاذ للحيلولة من دون انتقال العدوى وهذه من السنن النبوية الخالدة ، كيف تعقبون ؟
– أما عن أهمية وضع اليدين على الفم عند العطاس والسعال والتثاؤب لمنع انتشار الرذاذ وانتقال العدوى فهذه من السنن النبوية المعروفة، وذكر علماء وفقهاء الاسلام بأنه ينبغي تعلم آداب العطاس ــ للصبي والبالغ ما دام قابلًا للتعليم-، ومنها: أن يؤمر بحمد الله تعالى، ويقال للصغير عندها ما يقال للكبير: “يرحمك الله”، جاء في شرح المنتهى: وَيُعَلَّمُ صَغِيرٌ الْحَمْدَ إذَا عَطَسَ، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، أَوَ بِوَرِكِ فِيكَ، وَمَنْ عَطَسَ فَلَمْ يَحْمَدْ، فَلَا بَأْسَ بِتَذْكِيرِهِ. ويسن للعاطس وضع شيء على وجههِ وخفض صوته ما أمكن ، كما ورد ذلك في كتاب (نهاية المحتاج شرح المنهاج) كذلك وجوب وضع الكف على الفم عند التثاؤب وغض الصوت ورده ما ما أمكن .

* ما أكثر الأمراض والأوبئة التي خرجت فجأة الى العلن كوباء كورونا المستجد لأسباب عديدة حاصدة أرواح الملايين ليس أولها الزهري “السفلس” الذي ظهر أول مرة عام 1494 في نابولي الايطالية ، ولا ثانيها الايدز “نقص المناعة المكتسبة ” الذي ظهر أول مرة بين قرود الشمبانزي غرب أفريقيا الوسطى أواخر القرن التاسع عشر لينتشر بين البشر بدءا من ثمانينات القرن الماضي انطلاقا من اميركا ، مرورا بإنفلونزا الطيورH5N1, وظهر في الصين عام 1996ليعاود الظهور بين الفينة والاخرى ، انفلونزا الخنازير H1N1 وظهرت أول مرة عام 2011، السارس وظهر أول مرة في الصين عام 2002، الايبولا وظهر أولا سنة 2013، زيكا 2013 ، جنون البقر وظهر أول مرة في الماشية عام 1986، النيو كاسل الذي ظهر فجأة في الدجاج وغيرها الكثير ، كل ذلك مصداقا لقوله تعالى ” ويخلق ما لا تعلمون ” ومصداقا لما جاء في السنة النبوية المطهرة، حدثنا قليلا عن ذلك .
– حقا وصدقا وفي ذلك قال ﷺ:في الخصال الخمس والتي إذا ما وقعت في حبائلها الأمة من غير إصلاح ولا صلاح، أتاها العذاب معجلاً غير مؤجل ، وقد حذر منها ﷺ وأولها ” لم تظهر الفاحشة في قوم قطُّ حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا” ،والفاحشة كما في المعاجم اللغوية هي القبيحُ من القول والفعل، وجمعها فَواحِشُ .

*تناقلت عشرات المواقع والصحف والمجلات الورقية والالكترونية ومنذ انتشار ” كوفيد – 19 ” مقترحات صحية بعضها لا يعدو ان يكون مجرد هراء ،وبعضها صحيح جزئيا ، وبعضها دقيق تماما ، ولعل واحدة من النصائح الصحيحة جزئيا هي الحرص على نظافة الانف والمضمضة والغرغرة ، فهي صحيحة بعمومها الا انها خاطئة من حيث استعمال الماء والملح والمطهرات لهذا الغرض وفي ذلك قال الدكتور ألباي أزاب، عضو هيئة التدريس بجامعة أنقرة وعضو لجنة وزارة الصحة التركية الخاصة بمكافحة كورونا ، ان ” غسل الأنف والغرغرة بالماء والملح أو الخل يمكن أن يسبب ضررا لخلايا الجهاز التنفسي العلوي إذا كانت نسبة الملح عالية. كما يمكن أن يضر بطبقة المخاط التي تمنع التصاق الفيروسات والبكتريا بخلايا الجهاز التنفسي وتعمل كدرع يحمي الجهاز التنفسي من العدوى والعوامل الخارجية” بمعنى انها تنظيفها خطوة فاعلة وصحيحة بالماء فقط ولكن من غير استعمال الملح والمطهرات والخل معه لهذا الغرض لأن ضررها اكبر من نفعها.
– احسنتم ولعل من واجبات الوضوء ، المضمضة والمبالغة فيها الا أن يكون صائما ، والمبالغة هنا تعني تحريك الماء بقوة وجعله يصل كل الفم ، كذلك الاستنشاق ( إدخال الماء الى الأنف ) والاستنثار(إخراج الماء منه ) وفي هذا قال ﷺ” أسبغ الوضوء، وخلل بين الأصابع، وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً” ، وفيه قال ﷺ” إذا استيقظ أحدكم مِن منامه فليستنثِر ثلاثًا؛ فإن الشيطان يَبِيتُ على خيشومِهِ”، والخيشوم هو أعلى الأنف أو الأنف كله .

* يقول المؤرخ واستاذ الدراسات الإسلامية في المجمع الأمريكي للدراسات الآسيوية في سان فرانسيسكو ، روم لاندو ، في كتابه (الاسلام والغرب)” لقد جاء اثر القران في تطور العلم وتأسيس العلوم والمعارف مدهشاً وبعيداً ففي الإسلام لم يُوَّل كل من الدين والعلم ظهره للأخر، ولم يتخذ أي منهما طريقاً معاكسا، فالدين كان باعثاً من البواعث الرئيسة للعلم، وقد أحرز المسلمون خلال 200 عاماً انقضت على وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم صروحاً علميةً شامخةً وهو أمر يدعو إلى الذهول.. إن سماع السور القرآنية تتلى في الأصل العربي، كثيرًا ما يخلف في نفس المرء تأثيرًا بليغًا ” أعطنا أنموذجا عن مجمل ما قاله لاندو .
– يؤكد بعض الباحثين الإسلاميين وعدد من علماء الشريعة المختصين أيضًا بمجالات علمية متنوعة، أن القرآن يشير إلى معلومات علميّة كثيرة في عدد من الآيات، وأن هذا يُشكل الدليل القاطع على أن مصدره الله العليم والعارف بكل شيء، ومن أمثلة ذلك التوسع المستمر للسماء ( وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ) الذاريات: 47 ، مرور الكون بمرحلة الدخان ( ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ) فصلت: 11 ، انفصال السماوات عن الأرض وعلاقة الماء بالحياة،(أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ) الانبياء : 30، انهيار الكون ( يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ) الأنبياء: 104، بما اذهل العلماء حول العالم ولكن والحق يقال وكما أشار الى ذلك الداعية الاسلامي حمزة تزورتزس ، بأنه” لا يجب فورا ربط الآيات القرآنية بالمعلومات العلمية لأن العلم متغير وكتاب الله ثابت ” .

* لقد ابدع الدكتور عبد الراضي محمد في كتابه (ماذا يريد الغرب من القرآن)، حين حلق بقوله، أن “القران الكريم هو أكثر الكتب المقدسة احتفاءً بالعلم، حيث وردت لفظة العلم ومشتقاتها فيه أكثر من (823) مرة لان العلم في القرآن أحد وسائل المعرفة التي منحها الله للإنسان لمساعدته في القيام بأعباء الاستخلاف في الأرض، وقد بلغ عدد الآيات القرآنية المتعلقة بالعلوم وحقائقها أكثر من (750) آية شملت معظم مجالات العلم كالفلك والطب، والجيولوجيا، والزراعة، وعلم النبات، والحيوان والاقتصاد، والتجارة، وعالم البحار وغير ذلك” حبذا انموذج عن ما ذكره عبد الراضي ؟
– في هذا المقام لا يسعني الا ان أسوق ما قاله العالم المصري محمد دودح ،رحمه الله وهو الخبير وصاحب القدح المعلى في مضمار العلم والدين يوم قال :” لقد أدخر القرآن الكريم كثيراً من الآيات للأجيال القادمة في عبارات معلومة الألفاظ لكن الكيفيات والحقائق لا تتجلى إلا حيناً بعد يقول الرب (إن هو إلا ذكر للعالمين ولتعلمن نبأه بعد حين) فلكل نبأ في القرآن زمن يتحقق فيه، فإذا تجلى الحدث ماثلاً للعيان أشرقت المعاني وتطابقت دلالات الألفاظ والتراكيب مع الحقائق وهكذا تتجدد معجزة القرآن على طول الزمان”.

* نقل عن أستاذ الفلسفة الأمريكي الدكتور جريميا د. ميشيليف في كتاب (كيف أسلمت) قوله” لن أنسى ذلك اليوم الذي حصلت فيه على ترجمة لمعاني القرآن الكريم، فلقد أكمل القرآن لديَّ أفكاراً ومفاهيم كنت قد أدركتها على نحو غامض من قبل وكشف لي عالماً جديداً بأكمله ، إنه كتابٌ كل ما فيه متألق ولم أجد بُداً بعد ذلك كله من أن أقف وسط جموع المصلين لأشهد أن لا اله ألا الله وان محمداً رسول الله ” .
– كيف لا يقول ذلك وهذا القرآن العظيم قد أخبرنا عن دوران الأرض حول نفسها( وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ )، وهو ما يفيد بأن الجبال تدور دوراناً سريعاً كالسحاب لكن الإنسان يراها ثابتة مستقرة، وهناك اختلاف في المقصود من الآية حيث قال بعض العلماء أن الآية تتحدث عن يوم القيامة وليس في الدنيا ، كيف لا وقد تحدث القرآن عن الرياح والتلقيح والمطر(وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ )، وأثبت العلم أن الرياح تقوم بالتلقيح الريحي للنباتات بنقل حبوب اللقاح إلى أعضاء التأنيث في الأزهار ليتم الإخصاب وتكوين الثمار، وتثير الرياح كذلك السحاب بتزويد الهواء بالرطوبة اللازمة، وإن إرسال الرياح بنوى التكثف المختلفة يعين بخار الماء الذي بالسحاب على التكثف، كيف لا وقد تحدث عن الفساد في البيئة وظهور الفساد الذي يشمل البر والبحر، وقد عبّر القرآن عن ذلك بقوله:( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ )ووصفها بالماضي لأن القرآن لا ينطق إلا بالحق فالمستقبل بالنسبة لله هو حقيقة واقعة لا مفر منها وكأنها وقعت في الماضي وانتهى الأمر، ولذلك جاء التعبير عن هذه الحقيقة العلمية بالفعل الماضي. وكذلك تحدثت الآية عن المسؤول عن هذا الفساد البيئي وحددّت الفاعل وهو الإنسان، وتحدثت عن إمكانية الرجوع إلى العقل والمنطق وإلى العمل على إعادة التوازن للأرض.

* نقل أيضا عن بطل العالم السابق في الملاكمة البريطاني كريس اوبانك ،كما جاء في كتاب (لهذا أسلمت)، قوله ” قرأت نسخة مترجمة لمعاني القران الكريم فشعرت بطمأنينة وراحة عظيمتين، وعقدت العزم على أن اشهر إسلامي وهكذا فعلت في صلاة العشاء في مسجد لندن في شهر رمضان المبارك وفرح المسلمون وطلبوا مني أن ارفع الأذان فأذنت وغيرت اسمي إلى حمدان بعد ذلك اعتاد المصلون على سماع صوتي مؤذناً فتغيرت حياتي كثيراً بفضل القران الكريم” .
– معجزة القرآن وكما قال بعض العلماء : مستمرة إلى يوم القيامة، فلا يمر عصر من العصور إلا ويظهر فيه شيء مما أخبر به أنه سيكون دليل على صحة دعواه، وهذا الزمان هو أنسب زمان لهذا الإعجاز حيث قال الله في القرآن (سأريكم آياتي فلا تستعجلون).

*تقول الاديبة البوسنية مليكة صالج بيك كما جاء في كتاب (المرأة المسلمة هموم وتحديات) ” لقد اطلعت على ترجمة لمعاني القران الكريم في سراييفو فكانت تلك نقطة الحسم في حياتي، وكانت فجراً جديداً بالنسبة إلي أشهرت بعدها إسلامي وأنا الفيلسوفة الملحدة التي تحمل شهادة الدكتوراه في الفلسفة من فرنسا، وتُدرسَّها في جامعة سراييفو ولشدة تعلقي بالقران الفت رواية (سليمان وبلقيس) التي استوحيتها من القصص القرآني، وكذلك رواية (الأرواح الطاهرة) ذاك اني أريد أن ابعث من خلال الروايتين رسائل إلى كل النساء في العالم أحثهنَّ من خلالهما على العفة والفضيلة” .
– يؤمن المسلمون بأن القرآن معجزة النبي محمد صلى الله عليه وسلم للناس كافة ، وأن آياته تتحدى العالمين بأن يأتوا بمثله أو بسورة مثله، أو بآية من مثله، كما يعتبرونه دليلاً على نبوته صلى الله عليه وسلم ، فالقرآن الكريم يتصف بإعجازه البياني الذي يجمع بين الفخامة والعذوبة والسلاسة والدقة بالتعبير والفصاحة والبلاغة كما يقول اعلامنا في ذلك ، ومعجز في أحكامه التشريعية ، ومعجز في اخباراته الغيبية عن الماضي والحاضر والمستقبل .

*الاديبة الروسية عضوة اتحاد الكتاب الروس ، فاليريا بوروخوفا، التي أسلمت وغيرت اسمها الى ” ايمان ” وترجمت معاني القرآن الكريم كاملا في تسعينيات القرن الماضي الى الروسية وحظيت ترجمتها تلك بموافقة الازهر بعد مراجعة طويلة ، حتى عدت المترجمة الوحيدة للقرآن الكريم في التاريخ الروسي وقد نعاها بعد وفاتها كل شعوب دول آسيا الوسطى والعالمين العربي والاسلامي ، وبروخوفا هي من كشفت عن اسلام الروائي الشهير تولستوي قبل وفاته مؤكدة ،إن ” تولستوي قد أسلم في أواخر حياته بعد قيامه بدراسة الإسلام، وأوصى أن يدفن كمسلم، وتستدل على ذلك بعدم وجود إشارة الصليب على شاهد قبره” ومن الجدير بالذكر ان تولستوي كان قد ترجم أحاديث منتقاة للرسول صلى الله عليه وسلم ونقلها إلى الروسية وجمعها في كتاب ذائع الصيت بعنوان ” حكم النبي محمد” ما قولك في ذلك ؟
– لاشك أن القرآن الكريم هو كتاب الله الذي فصلت آياته من لدن حكيم خبير، قد تكفل الله بحفظه من التحريف والتصحيف، وهيأ له من يتعهده حفظاً، وتدويناً، وتفسيراً، وتعليماً، وتلاوة الى يوم الدين، هذا الكتاب العظيم المعجز، الذي لا تنقضي عجائبه، ولا يخلق عن كثرة الرد، أدرك المشركون والمنافقون والمستعمرون عظمته فاتخذوه لهم نداً وما كانوا له ندا، وذهلنا عنه نحن (المسلمين) فاتخذناه مهجورا وما كان ينبغي لنا ذلك، فلو أنا تلوناه حق تلاوته آناء الليل واطراف النهار، ووقفنا عند حدوده وأحكامه وحلاله وحرامه وقصصه وأمثاله لكنا اليوم كما كان أسلافنا في سابق عهدهم سادة الدنيا في العلم والمعرفة والحضارة والرقي.

*” لا أحد يمتلك الحق في إجبار الناس على أن يكونوا مسلمين، إلا أن مهمة المسلمين هي التبليغ؛ في حين يبقى الناس أحراراً في خياراتهم ” بهذه العبارة لخص للدكتور “وليام صامويل بيتشي” الأستاذ المساعد في المعهد العالي للغات الأجنبية؛ في جامعة دوزجه التركية ، أسباب ترجمته لمعاني القرآن الكريم بصورة مبسطة صدرت طبعته الاولى عام 2014 في بيروت ، وكان الدكتور بيتشي قد أعلن إسلامه مع زوجته عام 1981، وغير اسمه الى داود واستمر في الترجمة 20 عاما متواصلة ،تعقيبكم على كل هذه الروائع ؟
– عندما قال احدهم ابان الاستعمار البريطاني للامة العربية: “ما دام هذا القرآن موجوداً في أيدي المسلمين فلن تستطيع أوربا السيطرة على الشرق”. وعندما خاطب الحاخام الأكبر للكيان الصهيوني سابقا مردخاي الياهو، مجموعة من المتطوعين في الجيش الصهيوني قائلا : “هذا الكتاب الذي يسمونه القرآن هو عدونا الأكبر والأوحد، هذا العدو لا تستطيع وسائلنا العسكرية مواجهته، وكيف يمكن تحقيق السلام في وقت يقدس العرب والمسلمون فيه كتابا يتحدث عنا بكل هذه السلبية!، على حكام العرب أن يختاروا إما القرآن أو السلام معنا”، لتأتي ثالثة الاثافي متمثلة بدعوة القس الامريكي تيري جونز، الى حرق المصاحف في الذكرى السنوية لأحداث الحادي عشر من سبتمبر ، اقول عندما قال هؤلاء ما قالوه لم يدر بخلدهم بأن هناك من سيظهر من ابناء جلدتهم لينصر هذا الكتاب العظيم المعجز في كل شيء والحمد لله على نعمائه ، ولا خير فينا مالم نرجع الى كتاب ربنا تلاوة وحفظا وسماعا وتعلما وتعليما وعملا بالأحكام.

* “القرآن هذا الكتاب الكريم قد أسرني بقوة ، وتملّك قلبي ، وجعلني أستسلم لله ، والقرآن يدفع قارئه إلى اللحظة القصوى ” بهذه العبارات لخص عالم الرياضيات الاميركي جيفري لانغ ، رأيه بالقرآن الكريم واسلامه بسببه بعد قراءة نسخة مترجمة من معانيه الى الانجليزية وألف كتابه الشهير “صراع من اجل الايمان ” وكتاب ” حتى الملائكة تسأل ..”.
– حقا ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) وقوله صلى الله عليه وسلم: (من علم آية من كتاب الله، عز وجل، كان له ثوابها ما تليت) ، فهؤلاء الذين ندبوا انفسهم لترجمة معاني القرآن الكريم الى اللغات الحية واخلصوا النية في ذلك كانت من ثمراتهم الكبيرة هداية اناس جدد نذروا انفسهم بدورهم لنصرة القرآن الكريم في كل مكان .

* من روائع الدكتور غاري ميلر ، أستاذ الرياضيات والمنطق في جامعة تورنتو الذي اسلم وغير اسمه الى ” عبد الاحد عمر ” والف كتابه الرائع ” القرآن المذهل ” وكتاب ” الفرق بين القرآن والكتاب المقدس ” قوله ” العجيب أن القرآن يدعو المسلمين وغير المسلمين إلى إيجاد الأخطاء فيه، ولن يجدوا” وقد اسلم على يديه المئات ، ولعله واحد من المتأثرين بمدرسة الاعجاز .
– العالم الكندي غاري ميلر ، هو أحد ثمرات الاعجاز العلمي في القرآن ، والاعجاز هو مجمل الموضوعات العلمية التي تتعلق بالحقائق الكونية التي لم تكن مدركة للبشر في زمن نزول القرآن ثم أثبتها العلم لاحقا؛ حيث يؤمن المسلمون بأن القرآن معجزة وأنه دليل على نبوته صلى الله عليه وسلم ، فلقد تأثر ميلر كثيرا بالاية الكريمة : ” َوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ المَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ”.

*“ربحت محمدا ولم أخسر المسيح ..قصة إسلام دريد متي بطرس الموصلي” هذا هو عنوان الكتاب البديع الذي الفه الشيخ دريد متي بطرس الموصلي، مؤخرا وهو نصراني سابق والده شماس في الكنيسة ، تأثر دريد كثيرا بآيات القرآن الكريم التي تتحدث عن مراحل تكوين الجنين ومراكز الإحساس في الجلد ونحوها فأسلم وزوجته – أم مريم –وحفظ القرآن الكريم كاملا وأجاد عددا من القراءات المعتبرة وأجيز بها على يد الحفاظ المعتبرين ، ليقوم بتأليف كتب عن القرآن ابرزها “إحفظ القرآن كما تحفظ الفاتحة ” ،” ضبط بدايات ونهايات أحزاب وأرباع القرآن الكريم “، ” أسئلة وأجوبة بضبط الالفاظ المتشابهة في القرآن “بعدة أجزاء ، أخبرنا عن جانب من فضائل القرآن الكريم لطفا .
– في بركة القرآن الكريم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له اجران” ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر امثالها، لا اقول لكم الم حرف ولكن الف حرف ولام حرف وميم حرف” ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ان لله عز وجل أهلين من الناس” قيل من هم يا رسول الله؟ قال: ” أهل القرآن هم أهل الله وخاصته”، وقال صلى : يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فان منزلتك عند آخر آية تقرأها”.

حملت أوراقي شاكرا الاستاذ الباحث في الاعجاز العلمي في القرآن والسنة ، أسامة سعد آل شاكر ، على ما أتحفنا به من درر وأفاض علينا من لآلئ ، وفيما كنت في طريقي الى المنزل واذا بخبرين اثنين سارين تناميا الى مسامعي ، الأول على لسان رئيس الإذاعة البريطانية المحلية BBC كريس بورنز ، وهو يتحدث عن ان إذاعته بدأت ببث القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة مترجمة كل يوم جمعة في 14 محطة اذاعية محلية وسيتم التحدث على لسان مشائخ مختلفين عن علاقتها بالحاضر يتبع ذلك دقيقة من الدعاء ،أما الخبر الثاني فتحدث عن رفع الاذان من مكبرات الصوت الخارجية ولأول مرة في عدد من المدن الالمانية مؤازرة للمسلمين خلال أزمة تفشي فيروس كورونا .أودعناكم اغاتي

أحدث المقالات