23 ديسمبر، 2024 2:00 ص

سنة العراق والانتخابات ..الى مقاطعة أم مشاركة .. ومن يمثلهم ؟؟

سنة العراق والانتخابات ..الى مقاطعة أم مشاركة .. ومن يمثلهم ؟؟

معضلة كبيرة ووضع معقد هو أفضل وصف يمكن الاشارة فيه الى سنة العراق .. فلا هم مع النظام الحالي بالكامل ولاهم ضده بالكامل .. ولاهم مشاركين ولاهم معارضين .. فأين تكمن المشكلة ؟..

الوضع السياسي في العراق ومنذ مئات السنين كان دائما لصالح حكم السنة… وفجأة وخلال سنوات قليلة انقلب الوضع ضدهم رأسا على عقب .. ليس في انتزاع الحكم منهم فحسب .. بل بالطريقة المؤلمة والجارحة والغادرة من الداخل والخارج والتي جاءت بمعونة أجنبية من دول كان السنة يصنفونها على انها دول استعمارية عدوة للعراق والعرب والاسلام ..

ومنذ عام 2003 والى يومنا هذا ، عاش السنة تخبطا كبيرا بين الانتفاض على الواقع الجديد والتمرد عليه وعدم قبوله ، وبين الرضوخ والقبول بالامر الواقع .. ومما زاد في الطين بلة .. أنه لم يتمكنوا من الاتفاق على قائد موحد لهم سواءا مرجعا دينيا او شخصية سياسية .. ما ادى الى تشتت مواقفهم التي وصلت حد التطرف في الجهتين .. المشاركة في الوضع الجديد والرافضة له .. واصبح الخصام والابتعاد والتخوين والانتهازية صفة تلاحقهم .. ادت الى اضعاف الموقف السني وتشتته بالكامل وخلق شخصيات انتهازية استثمرت الوضع المشتت للسنة لتتملق لخصومهم ولتصعد على اكتافهم على انهم ممثلين لهم …

وطيلة الفترات الانتخابية الماضية ومازالت أظهر السنة تشتت كلمتهم ومواقفهم وعدم توحد قادتهم مما اضعف دورهم ومشاركتهم في الانتخابات .. رغم انهم لو توحدوا على راي واحد لكان هناك شأنا آخر لهم له الاثر البالغ في تشكيل الحكومات وتشريع القوانين التي تصب لصالحهم ..

وبسبب كل ذلك تمكن الطرف الاخر من السيطرة على الامور وتسييرها وفق مايريد وتمكن ايضا من شراء ذمم الكثير ممن ادعى تمثيل السنة .. ليفرض سيطرته الكاملة على الحكومة وقراراتها ..

وكانت تجربة اهل السنة في العراق مع من يمثلهم .. مخيبة للامال وكمثال على ذلك الحزب الاسلامي .. الذي عمل منذ الايام الاولى للاحتلال بمبدأ قدم هنا واخرى هناك .. وفشل فشلا ذريعا ادى الى الاحباط الكامل لاهل السنة به وبمن يمثله .. وكمناورة منه ولعلمه ان فوزه باصوات السنة اصبح من المستحيلات له قرر عدم المشاركة كحزب في الانتخابات القادمة .. ولكن شخوصه تغلغلت بمختلف التحالفات العلمانية والدينية وحتى الشيعية منها ليضمنوا وصولهم والحفاظ على المكتسبات التي حققوها منذ ايام الاحتلال الاولى بموجب المحاصصة الطائفية ..

لاحظنا خلال الفترة القريبة الماضية ومازال ظهور دعوات لتشكيل تحالفات عابرة للطائفية ، وكانت بعض الكتل الشيعية الغير ضامنة للفوز تنادي بها رغم انها كانت من اوائل من اجج الوضع الطائفي في العراقي .. شاركها هذه الدعوة شخصيات سنية ادعت انها تمثل السنة في العراق .. والمطلع للشأن السياسي في العراق ، يعلم جيدا ان هذه الدعوات اصلها دعاية انتخابية لايمكن تحقيقها على ارض الواقع لعدة اسباب منها الخلل في الدستور ، وبنية النظام السياسي الجديد الخاطئة في العراق .. وعدم تكافوء الفرص بين السنة والشيعة ، وحيث ان السنة مهمشين في كل شيء ومحافظاتهم مدمرة وشعبهم مشرد في خيام النزوح والهجرة وتلاحقهم الاحقاد والأجتثاث اينما حلوا ..

اما الجهة التي تكاد تكون هي الوحيدة التي اعلنت صراحة انها جهة سنية خالصة تمثل اهل السنة وتعمل على التوازن السياسي والمشاركة الحقيقية في البلد وتمثل مصالحهم وتدعوا الى حقوقهم ..هي (( تحالف القرار العراقي )) الذي يتراسه نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي ويضم خميس الخنجر واحمد المساري وطلال الزوبعي وظافر العاني وسلمان الجميلي ..واخرين .. وبنظرة تحليلية يمكن ان نجد ان هؤلاء الاشخاص لم يتغير خطابهم سابقا ولا حاليا باستحصال حقوق السنة ومشاركتهم الحقيقية في العملية السياسية .. وهم يشكلون الند والخصم الحقيقي للطرف الاخر.. ونعتقد انهم فيما لو فازوا في الانتخابات القادمة سيكون لهم موقفا وتمثيلا حقيقيا للسنة في العراق .. يأتي ذلك بعيدا عن المناورة والتحايل .. بل اتخذوا المواجهة الحقيقية كممثلين لاهل السنة في العراق ..

ومن الواقع المؤسف سنجد شخصيات سنية ستفوز بالانتخابات لا لأنها ممثلة حقيقية لأهل السنة بل بتأثير العشيرة والمنطقة دون العمق السياسي الحقيقي لواقع السنة في البلد .. وبنظرة تحليلية واقعية لما سيجري في الانتخابات المقبلة وبعدها يمكن القول انه لاتغيير في الواقع السياسي للعراق ولاهل السنة .. الا بانتفاضة سنية ضد من فرط بحقوقهم .. ومشاركة حقيقية وفاعلة مع من يخلق التاثير والفارق لهم ..