23 ديسمبر، 2024 8:27 ص

سنة العراق : الى اين انتم متجهون ؟!

سنة العراق : الى اين انتم متجهون ؟!

كتبنا في السنوات الماضية والكثير كتب معنا عن مستقبل اهل السنة والجماعة في العراق خصوصا بعد دخول القوات الامريكية مازلنا نكتب , واليوم مع تلاحق الاحداث واشتدادها على اهل السنة في العراق و ما حصل لهم مؤخرا من حملة اغتيالات واعتقالات وتهجير ومازالت الاحداث تتوالى بما يجعل المراقب للشأن العراقي وتحديدا السني ويضع كل الكتاب والمحللين في حيرة من امرهم ,فعن اي قضية وعن اي موضوع نتحدث؟! لكننا نقول الى اين انتم متجهون يا سنة العراق والكلام موجه بصورة مباشرة الى السياسيين والقادة والعلماء والاكاديميين وحتى العقلاء منهم والمجانين ما يجري الآن لكم يجعلني اكتب قول الشاعر “تكاثرت الظباء على خراش” ….فما يدري خراش ما يصطاد ولهذا السبب فعلى خراش ان يطارد سمان الاخبار وكبارها تاركا صغارها ويحلل اكثر ويخرج بحل ونتيجة وحتى تكبر او تتوارى عن الانظار ما احوجنا اليوم الى استشراف مخبوءات الايام حتى لا تفاجئنا بمعطيات جديدة وحوادث اكبر قد لا نكون مستعدين لها من الناحية السياسية والامنية وحتى المعنوية والنفسية ولا اريد من القارئ ان يقول عني طائفي او صاحب اجندة لانني دائما اذكر في مقالاتي وأناقش وأتناول اخبار السنة واتحدث عنهم وعن مستقبلهم وهذا حقي كسني لاني مهتم بقضيتي مثل ما يهتم الاخرون بقضيتهم وعلينا اليوم الاعتراف بها , والسؤال الموجه الى السنة ماذا تريدون و الى واين انتم سائرون؟ لاترضون بالاقليم لان الوطنيين السنة يعتبرونه تقسيما ؟!
اما الاسلاميون السنة فإنهم لا يرضون الدخول في صفوف الحكومة ويعتبرون الدخول حراما.. دعونا إذن نعيش حياة الزهد ونتظر الموت! هكذا يفكرون لانهم اثبتوا أنهم لايجدون لعبة السياسه والقوة والنفوذ وهذا ليس عيبا فيهم لانهم لم يتعلموا ذلك والمتتبع لحياة “النبي محمد صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلّم” في قيادة الامة كانت مبنية في اساسها على السياسة القوة والنفوذ وانتم تعرفون الحقيقة جيدا لكنكم اما جهلة او متعمدون لا تدخوا في الانتخابات القادمة سمعتها قبل ايام مرة ثانية و تكرروا الخطأ نفسه لانكم اذا دخلتم فان الحكام الشيعة هم الفائزون ولن تغيروا ولن يتغير شيء وانا هنا لست بصدد الدفاع عن الانتخابات لكنني اقول علينا الدخول في كل شيء وفي كل مكان اذا وجدنا ان في الانتخابات هذه المرة حلا لنا ولمشاكلنا فلندخل ونختار الجيد النظيف الذي يعمل من اجل اهله بالاضافة الى موضوع في غاية الاهمية غياب اهل السنة والجماعة وافتقادهم منذ سنوات للمشروع وللهدف واليوم نحصد بكل شجاعة هذه الثمار و ندفع ضريبة تلك الاخطاء اكرر السؤال مرة ثانية.. الى اين انتم متجهون؟ وهذا السؤال الذي يحتاج الى جواب منكم و السؤال لم يعد لاحمد الفراجي فقط انما الكل اليوم من اهل السنة والجماعة يسال هذا السؤال ويريد الاجابة , اذا ماهو الحل والى اين انتم متجهون ؟
الصراع الدائر بين سنة العراق والحكومات التي تعاقبت على حكم العراق واقصد بعد عام 2003 منذ سنوات يشبه الصراع بين ملاكمين ,احدهما شاب قوي ذو معنويات عالية والآخر كهل مهدود القوى والمعنويات يقتات على افكار قديمة غير واع بعوامل الخطر القادم والتعرية بعوامل زمنية على جسده وقوته وامكاناته نعم الملاكمان في الظاهر يتعاركان ويسجلان نقاطا لصالحهما ,لكن الاغلبية الساحقة للمتابعين للشأن العراقي تتوقع ضربة خطافية قاضية في اي لحظة ينهار فيها الملاكم الكهل فجأة من يراقب الاحداث يلاحظ قوة لكمات التي يوجهها الشاب ويتلقاها هذا الكهل السني الضعيف والمشكلة ان قادة السنة حتى هذه اللحظة لم يدركوا هذه الحقيقة اعتقد ان السنة يعشون الان المخاض الاخير فاما أن يكونوا او لا يكونوا و التوجه بسرعة الى اعلان مشروع وتحديد الهدف وتوحيد الكلمة وترك الخلافات وعدم اتباع بعض الشخصيات المتذبذبة وعدم السير وراء اصحاب الاجندات تجار الدم لان الوضع ينذر بكارثة حقيقة واعتقد ان الاتفاق على مشروع انقاذ يلتقي عندها الجميع ليس مطلبا مستحيلا في ظل الظروف الراهنة والوضع الحالي اعادة النظر في كثير من المواقف التي صيغت وفق ظروف معينة مراجعتها مع ما يحصل الآن من متغيرات واعتقد أنه يمكن تغير الفتوى او الموقف بحسب تغير الزمان والمكان والحالة ما يحصل الآن من مأساة و فتح مجالات واسعة للحوار والتناصح واحسان الظن بالاخرين حتى لو اختلفنا في المواقف والاجتهادات المهم هو استيعاب تعدد الآراء فنحن امام اتجاهين اتجاه بحاجة الى ان يدفع ويتفاعل معه واتجاه بحاجة الى ان يحجم ويحد منه في هذا المواقف يصعب التوازن .