” فمتى حصل، وفي أي بقعة من العالم، يوجد هناك شخص يجمع في يديه مناصب مثل: القائد العام للقوات المسلحة، و وزير الدفاع، و وزير الداخلية، ورئيس المخابرات، و رئيس مجلس الأمن القومي؟ وبالأمس تم إرسال رسالة إلى البنك المركزي كي يكون مرتبطا به أيضاً، ما لذي بقي للآخرين يا ترى؟ “
هذا الاقتباس هو جزء من خطاب رئيس إقليم كوردستان السيد مسعود بارزاني، بمناسبة أعياد نوروز في هذا العام، والذي أعتقد أنه خطاب تاريخي، لكونه إعلانا ضمنيا لنهاية حكم السيد رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي، وربما أيضا نهاية لحكم حزب الدعوة الإسلامية، ولا أبالغ إن قلت هو إعلان – بالتالي – لنهاية حكم الإسلاميين في البلاد، الذين كلفوا البلاد ميزانيات بمئات المليارات، دون أن يضعوا حلولا لملفات البلد العالقة، أو يضعوا حجرا على حجر.
ما يهمني في الاقتباس هنا، هو ذكر البنك المركزي العراقي، ومحاولة السيطرة عليه من قبل السيد رئيس الوزراء. ولا أعتقد أن هناك بأسا من التذكير بأن البنك المركزي العراقي قد تم تأسيسه عام 1947، كبديل لمجلس عملة العراق في لندن، الذي تأسس عام 1931 وألغي عام 1949 بعد أن تسلم البنك الجديد أمر إصدار العملة العراقية والاحتفاظ باحتياطي تغطيتها.
يقف على رأس هذه المؤسسة المالية العريقة والضخمة، رجل لا يقل (ضخامة) و(عراقة) عنها، وهو السيد سنان محمد رضا الشبيبي، الذي تم تعيينه من قبل مجلس الحكم السابق – وبعد مداولات مطوله – كمحافظ للبنك المركزي وبدرجة وزير ، في 30 آب 2003.
السيد الشبيبي المولود عام 1949، والمقيم في سويسرا لعدة سنوات مستشارا لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الانكتاد)، كان قد تخرج من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة بغداد عام 1966بمرتبة الشرف الأولى، ليعين فيها مدرسا مساعدا في قسم الإحصاء حتى عام 1968، قبل أن يلتحق بجامعة مانشستر في انكلترا ليحصل منها عام 1970 على الدبلوم العالي في التنمية الاقتصادية، ثم الماجستير في الاقتصاد عام 1971، وفي آذار عام 1975 حصل على دكتوراه اقتصاد من جامعة بريستول.
عاد بعدها للعراق ليعمل رئيسا لقسم الاستيراد والتسويق في وزارة النفط لغاية عام 1977، حيث أنتقل إلى رئاسة قسم التنسيق والتخطيط في وزارة التخطيط ليبقى في هذا المنصب لغاية 1980. إختص في البحث حول مواضيع التدفــق المالي ، اقتصاديات نزع السلاح ، ميزان المدفوعات ، الدين الخارجي ، العولمة والاقتصاد العراقي. ألقى محاضرات واشترك في دورات وعمل في العديد من الدول. له خبره كبيره في الاقتصاد العراقي، ومتخصص في إدارة الدين واقتصاديات النفط والطاقة، وله إصدارات ومطبوعات عديدة، يجيد الانكليزية والفرنسية، وهو متزوج وله طفلان.
قبل أن يتحدث عنه – أو عن البنك المركزي بالأحرى – السيد البارزاني، ذكرت وسائل إعلام محليه أن السيد رئيس الوزراء قد يعمد إلى إقالته عبر الاستعانة بشرط العمر، لرفضه الامتثال لقراراته، ومحافظته على قدر من الاستقلالية للبنك المركزي العراقي.
في أمان الله
[email protected]