23 ديسمبر، 2024 6:09 ص

سنابك الارض وشمائل السماء

سنابك الارض وشمائل السماء

شهدت العاصمة بغداد قبل فترة زمنية ليست بالبعيدة، حضوراً دبلوماسياً كبيراً تمثل في (قمة بغداد) التي شاركت فيها تسع دول عربية واجنبية ، وكانت التحضيرات المعدة لها مسبقاً تشير الى ان هناك اموالا طائلة صرفت في هذا الحدث، وعلى الرغم من نجاح تلك الفعاليات الا ان المجتمع الشعبي لم يتأثر بها إطلاقاً، بل اعتبروها مشهدا استعراضيا فقط ، المستفيد منه الطبقة السياسية الحاكمة لابراز وضعها الشخصي امام زعامات الدول المشاركة ، وبما ان العراق يعاني من مشاكل عديدة واهمها الأزمة المالية والاقتصادية وازمة تردي الخدمات والبطالة فكان من الأجدر بالحكومة ان توضع هذه البنود بالدرجة الاساس ومن ثم تذهب إلى مخالطة ما ارادته الدول المشاركة من تجنب الصراعات والخلافات التي بينها.
العراق بلد يعاني من مشاكل مجتمعية كبيرة والشعب يكاد يصبح العنصر المتضرر الوحيد فيها، اما فيما يخص الخلافات الدولية فاغلبها تأتي من بعض الشخوص المسيطرة على دفة الحكم وهي التي بيديها صولجان القرار. كل ازمة خارجية تقع على رأس هذا البلد هي أمر مدبر من قبل أناس تريد العبث بأمن واستقرار العراق، لذلك على الدولة ومن يقف معها في قيادة البلد ان تستغل تلك المؤتمرات الخارجية التي تحصل وتذهب بشيء يخدم الطبقة الشعبية من خلال توفير ابسط حقوق العيش لهم.
فالشعب لا يريد المظاهر والكلام المعسول او الاتكيت الذي يحصل في تلك المحافل، بل يريد أمرا واقعيا ، يخلصه من ازمات الحياة وتنتشله من واقع البلد المرير، الذي يعيش حياة الحروب والصراعات ، التي تقع على هامته دوماً.
ونحن على أعتاب هذا الانفتاح الخارجي، يراود الجميع أسئلة هل من الممكن ان يخرج البلد من بودقة الصراع المحلي ويتجه نحو جوانب البناء والاستثمار مستفيدا من تجربة الدول التي كانت تعاني من أزمات عديدة وانفرج عليها الحال من خلال كسب المشاريع الاستثمارية وتوسيع العلاقات مع الدول والشركات الخارجية التي تريد ان تبني وتطور من البنى التحتية واصلاح الطرقات وبناء المدن السكنية وتطوير مشاريع الري والزراعة والصناعة، وهذه جميعها ستوفر أيدي عاملة محلية ويتحرك ركود الاقتصاد والسوق المحلي.
هذا ما نريده كمجتمع وكشعب .. كفى مناكفات وصراعات وكذب، فالعالم جميعه يتطور ويتجه بفائدة شعبه وهذا ما رأيناه في جمهورية تونس التي أراد فيها الحاكم أن يخلص الشعب من الطغاة المسيطرين على مقدراته. وايضا هناك دول عربية تريد ان تخدم وتصلح ما افسدته أنظمة السابق، حتى لاتقع فريسة الشعب في المستقبل، فلكل جواد كبوة ولكل طاغي وفاسد له يوم ووعيد.
كل هذا السرد والكلام والتحليل لايجدي نفعًا الا أن الواقع العراقي متذبذب ولعل حديث الانتخابات القادمة هي من ستكون حديث الساعة وبعدها من الممكن يبقى الحال كما هو عليه .. ان لم تكن هناك إرادة شعبية يقابلها عطف الرب على هذا البلد ، الذي نُهش من قبل مصاصي دماء، همهم المصلحة الشخصية والحزبية والفئوية وليذهب الجميع الى الهاوية.. والحديث له تتمة.