23 ديسمبر، 2024 2:28 م

سمفونية الفساد …!  

سمفونية الفساد …!  

 اصبحت تنويعات الفساد العراقي تؤلف سمفونية شاذة وغريبة لم تسمع بها عصور الدول والمجتمعات في اشد ظروفها تعاسة وإنحطاطا ..!؟
   ومثلما السمفونية تشتمل على تنويعات ايقاعية ودرجات موسيقية وتحويلات مثيرة وغريبة في الأنغام وتعبيراتها ، فأن الفساد في بلادي صار يتنوع مابين السياسي وأزماته البنيوية المقيمة منذ سنين الى انسحابات من البرلمان وخلافات عصية عصية على الفهم والحل ايضا .
 ومن الأزمات الأمنية الى فساد الأغذية والصحة والفوضى الإدارية التي تهدد بإنفجارات وطنية كبرى .
  فساد كشف خلال الشهر الأول من العام الحالي عن حالات كارثية لولا تدخل الإرادة الألهية وبعض النوايا الخيرة في كشفها وفضحها ايضا ..! فساد في البسكويت المسموم كاد يؤدي بحياة مليوني طفل عراقي من تلاميذ المدارس المصابين بسوء التغذية والضعف العام ، فساد في الحنطة الموردة لمدينة كربلاء تكفي للقضاء على نصف مليون مواطن كربلائي ..!
  فساد في معالجة أزمة الأنبار أنتج عشرات الألوف من المهجرين والنازحين ومئات القتلى والجرحى لقاء محاربة انفار من داعش …!؟
   فساد في القرار الذين يحاول استنبات أزمة بين الأثينات والطوائف بتقسيم إدارية وتحويل عدد من الأقضية المتهالكة الى محافظات ، إجراء يزرع فتيل حرب لاتنتهي …!
  سمفونية الأزمات يقوم بتنفيذها اوركسترا يدعى مجلس الوزراء وتكتمل دورتها في مجلس النواب ، في ظل غياب الرقابة واي دور لمؤسسة النزاهة او البرلمان أو القضاء يمثل ارادة الشعب الحقيقية ومصالحه ..!؟
 جرائم تفتك بالناس بلارحمة وتهدر الوقت والمال والكرامة والحياة .
هل يعقل ان يأتي النظام “الديمقراطي “والأحزاب الحاكمة بهذا القدر من الفساد والفشل والجرائم وانعدام الرؤية ؟
   أي نفس لدى المسؤولين من الوزراءونوابهم وكبار المسؤولين في الحكومة ، يستوعب هذا القدر من الغباء والتواطئ والرذيلة ..؟
 هل مايحدث بقصد ام غير قصد ؟  أهي اخطاء عرضية ام ممنهجة لتدمير العراق وتمزيقه ؟
ألا يوجد في مجلس مجموعة من الوطنيين وابناء العوائل او العشائر يمكن ان تقف بوجه الأخطاء ، ام الجميع يستتر بالصمت والفضائح فيعطي “الموافقة ” دون رأي ..؟
 فساد واخطاء وفشل تدفع ثمنه ثروات المواطنين وزمانهم ودمائهم وارواحهم ، ولابد ان يتوقف هذا الفساد الوخيم ويحدث التغيير في الأنتخابات المقبلة ، تلك مسؤولية المواطن في مواجهة الفاسدين والظالمين واللصوص .
[email protected]