22 ديسمبر، 2024 2:29 م

سليم الجبوري في دائرة الخطر

سليم الجبوري في دائرة الخطر

فجأة اذا بالاقلام تتكالب للتعريض  بسليم الجبوري رئيس مجلس النواب العراقي وكل من زاوية معينة
هارون محمد على خلفية تعيين همييم رئيسا للوقف يدعي تواطئا بين د سليم وبين هميم بينما كان تصريح العبادي واضحا : لم اكن راضيا عن محمود الصميدعي ، لم اقتنع بترشيحات المجمع الفقهي ، تجاوبت مع رغبة النواب السنة ، لم يكن هناك مجالا للانتظار ، التعيين وكالة وننتظر ترشيحات المجمع .
 هارون محمداهمل كل ذلك واكتفى بروايته الخاصة المنقولة له عبر من يخطط للحملة انا لا اتهم هارون (على الاقل في هذا المقال ) ولكن وهو الراغب في ان يظهر بصورة مطلع  على بواطن الامور سارع الى الترويج للمعلومات دون تدقيق ولا يقدم علي ذلك  اي صحفي محترف
هايدة العامري دخلت على الخط من باب اخر وفي مجال برعت فيه فتحدثت عن ملفات الفساد واموال وصفقات وتؤكدها بشكل قاطع فان صحت عذه فهي مصيبة وعلى رئيس المجلس ان يتصدى لمعالجتها وان كانت كاذبة فيحق له ان يسوقها  الى القضاء لانها افترت عليه ولن تنجوا الا اذا اثبتت صحة الادعاء
من المعلوم ان مكتب رئيس مجلس النواب من اكثر مكاتب المسؤولين اختراقا فهو حافظ على ارث قديم من الموظفين الفاسد والصالح منهم ومن تيارات متعددة بخلاف كافة المسؤولين الاخرين الذين لا يترددون في قلع كل الطاقم السابق والاتيان بطاقم جديد
ثم تخرج علينا التسريبات عن مؤامرة لاسقاط سليم الجبوري يقودها الدكتور علاوي وصالح المطلك وبتواطئ مع اسامة النجيفي وهي مؤامرة شرحها سمير عبيد واكدها اكثر من مصدر
كل هذا يحصل بعد الزيارة  المهمة  للدكتور سليم الى واشنطن والتي تظافرات الاقوال بنجاحها والتي سبقتها زيارات عربية واقليمية كشفت عن التوجهات التي يحملها رئيس المجلس والتي تنقسم الى محورين
الحفاظ على وحدة العراق ومساعدته في التصدي لداعش
وان يكون للسنة اعتبارهم المكافيء في تكوين القوة العسكرية وفي الدولة
فاين اضع سليم الجبوري بين القادة المتأمرين عليه
اياد علاوي وباسم الوطنية كان عدوا لاي مشروع فيه خدمة لاهل السنة لذلك وقف مناكفا لجبهة التوافق وساعيا الى تهديمها من داخلها مستعينا بشخصيات سنية على رآسها اسامة النجيفي ولو رجعنا الى تاريخ الدورة الاولى لمجلس النواب لوجدنا ذلك واضحا وكم كان دور كتلتة البرلمانية في تقاطع مع جبهة التوافق الى ان انهارت بخطيئة ارتكبها طارق الهاشمي ووافقه فيها كل الطاقم الوزاري الذين مثلوا جبهة التوافق في الحكومة
اما صالح المطلك وبخلاف كل البروبغاندا التي تقدمها البابلية وكل الشعارات التي يرفعها فان انحيازه الكامل الى ايران ماعاد خافيا والتي جعل بيروت محور اتصالاته معها ذرا للرماد في العيون واسراره عند حيدر الملا وعزت الشابندرمقابل عدم محاسبته عما يستطيع تحقيقه من صفقات ربحية اسوة بالحيتان الكبار الاخرين ويشير البعض الى دور لزوجته ذات التبعية الايرانية في تحقيق هذه المكاسب 
 
هل هذا الذي نذكره يعني براءة لسليم فجوابي كلا لان سلوكه فيه نظر . فسليم لم يعرف عنه سابقا وخلال دورتين لمجلس النواب الا الاستقامة والنزاهة التامة والثبات على المباديء مما جعله مستهدفا وفي دائرة الخطر وكان من المتوقع له ان يرمى في غياب السجون بتهمة ملفقة مما اعتادها العراقيون وكثرت . الا انه حقق نجاحا هائلا عندما نجح عبرخطة محكمة في ان يكون ترشيح رئيس المجلس يتم عبر اختيار من داخل الكتلة السنية لا بمقتضى صفقة كالتي اتت بالاخرين  الى مواقعهم الا ان المتابع لدوره في المجلس يجد انه لم يستثمرجانب قوته هذه كما يجب وبقيت الكتلة مفككة دون قائد يقودها مما اعطى المجال واسعا لعوامل الضعف ان تدب فيها
كما ان الحديث عن مكتبه وتضخم العاملين لم يعد سرا من الاسرار فهو الاضخم مقارنة بكل رؤساء المجلس السابقين وهذا فتح الباب واسعا للتنافس وللصراع وضياع الادارة المركزية . ويعقد كثير من النواب مقارنة بين مكتبه ومكاتب الرؤساء السابقين ولا تأتي النتيجة لصالح سليم الجبوري ابدا . فكما ان الكتلة السنية لا رأس لها فان مكتبه لا رأس له رغم كل الرؤوس التي فيه.
ويضاف الى ذلك عامل مهم بحاحة الى ان يدركه انه هناك اليوم طاقم اعلامي يصنع الرآي العام ويوجهه واصبح هذا الطاقم متمرسا . هذا الطاقم بحاجة ان ينفتح رئيس المجلس عليه  بلقاءات ومصارحات فالصحفي يبحث عن الحقيقة ونحن نعاني من مشكلة ان معلوماتنا اما ان نستقيها من تسريبات يتبرع بايصالها الينا من له مصلحة في كشفها او نبقى اسارى الاعلام الرسمي الجامد الذي لا يغني ولا يسمن من جوع ولذلك فلا عتب على الصحفي ان اخطأ في حكمه. ولو ان هايدة العامري وعشرة من امثالها  اتيحت لهم الفرصة للقاء دوري معه لمناقشة كل القضايا لكانوا قدموا له خدمة لا تقدر بثمن  
قد تنجح المؤامرة على سليم او تفشل فان نجحت فان سليم يتحمل جزءا كبيرا من التقصير الذي ادى بها الى النجاح.  كما ينبغي ان يدرك مجتمع السنة في العراق حجم التأمر عليهم بان لا يكون لهم قيادة منهم وان يدركوا حجم التساقط في القيادات السنية وان ذلك تم بفعل فاعل وبتخطيط مدروس
قد يسقط سليم كما سقط من سبقه وسيسقط من يليه ومن يليه وستبقى هناك رموز تصعد الى الواجهة باصوات السنة وان كل همها ان لا تقوم للسنة  قائمة.