التهويل و التضخيم الاعلامي غير العادي لشخصية قاسم سليماني، قائد قوة القدس الارهابية، من جانب الاعلام التابع لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية أو المساير له ولاسيما في العراق و سوريا و لبنان، هو تهويل مبالغ فيه کثيرا ذلك إن السعي لتصوير إرهابي ينتقل من بين العراق و سوريا و يزرع الموت و الرعب و الدمار على إنه شخصية عسکرية إنسانية فذة نظير الجنرال جياب أو غيره من القادة الوطنيين الذين خلدهم التأريخ، إنما هو سعي مکشوف و لايمکن تقبله أبدا تأريخيا و إنسانيا على حد سواء.
هذا الرجل الذي إقترن إسمه بعمليات التصفية الجسدية و المجازر و الاغتيالات واسعة النطاق التي تم إرتکابها من جانب الميليشيات الشيعية الخاضعة له بحق الشعب العراقي عموما و أهل السنة خصوصا، تجعل منه جزار و دموي من الطراز الاول وليس أسطورة کما يسعى ذلك الاعلام الطائفي الاصفر لتصويره، وإن الذي يهب نفسه للإنسانية و يناضل من أجلها يصبح محبوبا تلقائيا من قبل الشعوب و البشرية عامة کما کان الحال مع هوشي منە و الجنرال جياب و جمال عبدالناصر و جوزيف بروز تيتو وغيرهم، أما هذا الدعي الملطخة يديه بدماء الشعبين العراقي و السوري و الذي يعتبر مهندس الحقد الطائفي و قائد عمليات إبادة أهل السنة و کل من يقف بوجه نفوذ طهران، فهو لايمکن تقبله في صف الخالدين الذين وهبوا أنفسهم لشعوبهم و للإنسانية.
التدخلات السافرة و غير المبررة لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في الشٶون الداخلية لدول المنطقة و التي يشرف على جانب کبير منها الارهابي الدولي قاسم سليماني، هي بالاساس منافية و مخالفة للتعايش السلمي بين الشعوب و تعتبر أحيانا أسوء من التدخلات الاستعمارية لإن هذه التدخلات تزول برحيل المستعمر أما الذي يقوم به سليماني بأمر من قادته في طهران ضد شعوب المنطقة فهو تحطيم البناء و النسيج الاجتماعي للشعوب و زرع بذور الشقاق و الفتنة و الاختلافات الدموية، وإن ماحدث في مسجد مصعب بن عمير و ماجرى من جرف بساتين و تهديم بيوت و إعتقال و قتل المدنيين في المناطق السنية في ديالى و کرکوك و صلاح الدين کلها شواهد تروي إنجازات سليماني و نظامه من الشعب العراقي و شعوب المنطقة.
تأکيد المعارضة الايرانية من إن سليماني قد أصيب بشظايا في رأسه وإنه يرقد في أحدى مستشفيات طهران و حالته خطرة، هو في الحقيقة أمر متوقع و منتظر ذلك إن أي إرهابي و مجرم أمامه واحد من مصيرين إما القتل أو أن يظل هاربا من العدالة، وإن سليماني أو غيره من الارهابيين لايشذون عن ذلك أبدا.
[email protected]