مكة عشق رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم ،،،
وأول عطر تراب يشمه أنف المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ،،،
فيها ترعرع طفولته والشباب ، وهو يتحرك بين شوراعها ، ذاك الصبي المميز جمالا وبهاءا ونورا يتلألأ من وجنتيه ، ما كان يستطيع الناظر لجبينه الوضاء ألا وتأخذه الدهشة لما أرتسم من العظمة على محياه الذي يرفعه عن بقية البشر ، بطهر روحه وقلبه الملكوتي ، وبخصاله التي ندرت في مكة والعرب ، وهو يلبس ثوب العفة وطاهره ، غاضا لبصره محتشما في ذاته ، ليصبح حديث البيوت والرجال ، أن لآل عبد المطلب شابا عليه سكينة ووقار وهيبة وجلال ليست من مختصات بقية البشر !
هكذا بدأ محمد الرسول الكريم الذي أريد له أن يكون نبي هذه الأمة ، لتبعث أثرياء قريش وعبر عبيدها الأمانات عند محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وهذه نقطة مهمة ومهمة جدا قديما وحديثا ، ولعل فلسفتها كانت تهدف للأمور التالية :
1- يجب أن تكون أول مزايا القائد أمينا لدرجة تعترف به أعدائه قبل الأصدقاء لدرجة القطع واليقين ، وهذا يتبين ، من خلال ما شهدت به رؤوس الأموال بشهادات صريحة وواضحة بأمانة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ،،،
2- لقب الصادق الأمين لقبا كان يبحث عنه محمدا صلى الله عليه وآله وسلم ، لدرجة واحدة من أحتمالات تأخر تكليف النبي بالرسالة لعمر الأربعين ، أن يؤسس ذلك اللقب بالسلوك العملي ومعاشرة الناس له ، ولا يكفي في مقام القيادة نظري الأمور ، أو ما تشهد به الحاشية والبطانة ، التي اليوم تنوب عن الكثير من القيادات الدينية وغيرها !!!
3- كان سهلا على الله تبارك وتعالى أن يرسل النبي ويقويه بأمور خارقة للعادة تثبت له إرسال السماء له ، بدلا من كل رحلة الأربعين عاما وما تلاها من ألم وقهر ونفي !
ولكن المعجزة الأكثر تأثيرا في النفوس هي أن ينبري من ركام الجاهلية ، والقتل والربا والزنا والقمار والفواحش الجسيمة من لا يعرف غير العفة والنقاء والصدق والأخلاص والخوف على مصالح الناس دون مقابل بل وتحمل ألوانا من التعب والأذى بغية زرع مفاهيم جديدة عبر سلوك منظور لعيون الناس ، وبالتالي صار محط أستقطاب الشباب طيب الفطرة ونقي السريرة !!!
4- فقدان كل ما مر وذكر من خصال محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، نحن الشعب العراقي نعيشه بالتحديد ، بعد فقد كل القيادات ثقة الناس بعمق أحساسها ، ولو أجريت أستطلاعا سريا لمكنونات الناس لقالوا حتى المرجعيات لا نثق بها وما يجعلني هكذا بإتباعها أمورا ليست من مطلق الثقة ، بل عوامل تخويف تنبع مرات من الجهل على سبيل المثال مقولة المرجع لا يخون أو يخطأ ، أو معقوله يخون ولا يحاسبه المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف وأمور كثيرة منشئها ليس السلوك العملي للمرجع أو القاعدة بل قد تكون الحاشية وراء أغلب ذلك ،،،!!!
لكن أبى هذا الهاشمي وآله ألا الصدق في التعامل بكل مناحي الحياة ،،،
سلام عليك أبا الزهراء ،،،