18 ديسمبر، 2024 4:52 م

سلوان وحرق القرآن ردود وأفعال

سلوان وحرق القرآن ردود وأفعال

جريمة أخرى تستهدف الدين الإسلامي, بحرق نسخة من القرآن الكريم, هذه المرة في السويد, وما جَعل من هذه العملية الإجرامية, صدىً أوسع في الإعلام, أنَّ الفاعل عراقيٌ مسيحي! وكأن الفاعل هو العراق, وليس لاجئاً شاذا, يعمل ضمن أجندة إثارة الفتنة.

قام سلوان بأخذ قرار قضائي, من المحكمة الإدارية, يسمح له بما خطط له, من عمل مشين, تحت شعار ممارسة الحرية الشخصية, دون الأخذ بنظر الاعتبار, نتائج العمل وردود الأفعال, التي سينتج عنها, من دولة عُرفَ عنها بسلمها المجتمعي, ما خلق صدمة للمسلمين, في كل أنحاء العالم.

العراق بلدي الذي عانى, من الإرهاب الدولي, والاستهداف المستمر لتمزيق الوحدة الوطنية, التي لم تزعزع التماسك, بين الدينين الإسلامي والمسيحي, بالرغم ما قام به, بعض أصحاب الأجندات الإجرامية, التي باءت بالفشل الذريع, لتمزيق ذلك النسيج بين الأديان.

تباينت ردود الأفعال, ما بين الاستنكار والإدانة, والدعوة لتظاهرات أمام السفارة السويدية, التي أخلت مسؤوليتها, إلا أن ما قامت به المرجعية العليا؛ كان رداَ عالي المستوى, حيث وجهت رسالة لأعلى مؤسسة دولية, كون ذلك الفعل, يستهدف السلم والأمن الدولي, ما جعل بعض الجهات, المتسرعة دائماً بالتهجم, تتجه لاستهداف المرجعية, مع أنهم لا يعيرون أهمية للمراجع, ويتصرفون كما يحلو لهم, بدلاً من العمل على توحيد الصفوف, والتركيز على الحَدث الدولي وخطورته.

يأمل كافة مسلمي العالم, لمقاضاة المجرم سلوان, وأن لا تمر فعلته مرور الكرام, وقد توارد أن نوال الإبراهيم الطائي, عضو بلدية أوبلانس برو في ستوكهولم, إن سلوان موميكا لا يزال يعمل في السويد، كضابط ارتباط للحزب والتنظيم المسلح الذي أسسه، مشيرة إلى أنه رغم أن تصرفاته “غير سوية” هناك جهات تقف خلفه, إذ أنه لا يمكن أن يفعل, ما فعله من دون دعم, ولفتت الطائي إلى سلوان, سيحاسب على تهمتين، الأولى هي التحريض والثانية إشعال النار في مكان عام.

اِستعمال هتافات سياسية واستهداف المرجعية, لا تمت للفعل الإجرامي بصلة, ولكن من يرفع ذلك الهتاف المعروف, وأقصد به” ذيل لو ڴي لنعل.. ابو إيران لابو أمريكا” في لعبة كرة القدم, والخلافات السياسية لا يفرق بين القرآن, وكرة القدم والصراعات الداخلية, ولا يعدو ذلك الهتاف, عن كونه حرف مسار التظاهرة المعلن عنها؛ عن الهدف الرئيسي كعادته, لإثارة أزمة داخلية وإقليمية.

بقي أن نعرف, مَن هو سلوان موميكا؟ ينحدر من قرية قرقوش الموصلية, توجُهَهُ ليبرالي ملحد ومتطرف، رئيس حزب “الاتحاد السرياني الديمقراطي”، وكان قائد فصيل مسلح يحمل اسم “صقور السريان” الذي تم تشكيله, أثناء تحرير سهل نينوى, من تنظيم “داعش” الإرهابي, متهم بجرائم حرب عام 2017, لجأ الى السويد بعد إطلاق سراحه, وهو ملتحق بأحد الأحزاب العنصرية في السويد.

سيقسط عمل ذلك المعتوه, كما سقطت كل المحاولات السابقة, فوحدة العراقيين من مسلمين ومسيحيين والأديان الأخرى, تأريخيه متأصلة لا تشوهها, هذه الأعمال الصبيانية, وردود الأفعال المتسرعة وغير المدروسة, مهما كانت شدتها, ومن أي جهة كانت.