18 ديسمبر، 2024 9:17 م

سلطة مستبدة و شعب مستعبد.. هذا ماتريده الصهيونية و أمريكا لتدمير العراق

سلطة مستبدة و شعب مستعبد.. هذا ماتريده الصهيونية و أمريكا لتدمير العراق

قالت كونداليزا رايس مستشارة الأمن القومي الأمريكي و وزيرة الخارجية الأمريكية في عهد الرئيس جورج دبليو بوش، في ندوة إستضافها معهد بروكينجز الأمريكي بتاريخ 11/5/2017، إن أمريكا اجتاحت العراق عام 2003، للإطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين بسبب مشكلة أمنية بحتة تتعلق بوجوده في الحكم، و ليس لجلب الديمقراطية للدولة الشرق أوسطية المحورية.
في الأيام الثلاثة الأولى للحرب التي إبتدأت في 19/3/2003 كانت الضربات الجوية تستهدف المقرات المحتملة للرئيس صدام حسين لغرض قتله من أجل أن يتولى السلطة أحد قيادي حزب البعث أو الجيش لغرض أن يبقى الحكم دكتاتورياً، سلطة مستبدة و شعب مستعبد. لأن الديمقراطية تعني أن الشعب العراقي سيبني مجده و هذا لا تريده الصهيونية، التي تتحكم بالسياسة الأمريكية، التي تسعى للهيمنة على الشرق الأوسط بواسطة إسرائيل.
بعد إحتلال أمريكا للعراق و لغرض ترسيخ الدكتاتورية في الحكم العراقي أصدر بريمر أمر سلطة الإئتلاف المؤقتة رقم 35-18/أيلول/2003 (إعادة تشكيل مجلس القضاء). حيث بهذا الأمر قام بفصل الإدعاء العام و مجلس القضاء من وزارة العدل و دمج الإدعاء العام ضمن مجلس القضاء بعد أن كانا كيانين مستقلين و جعل رئيس الإدعاء العام تحت أمرة رئيس مجلس القضاء لجعل الإدعاء العام مقيدا ً لا يستطيع أداء دوره في تطبيق القانون و إقامة العدل، و لكي يكون القضاء بدون رقيب ليستطيع المتنفذون تمرير خروقاتهم القانونية و بالتالي يحل الخراب بالعراق.
إن إقرار الإنتخابات كوسيلة للحكم في العراق كانت بناء على إرادة من السيد السيستاني و ليس من أمريكا، حيث في عام 2004 أرادت أمريكا تعيين مجلس حكم يضم 100 عضو لإدارة شؤون العراق، إلاّ أن السيد السيستاني رد على هذه الخطة الأمريكية و قال “نريد إنتخابات حرة وليس تعيينات”، لأن التعيينات تعني أن أمريكا تستطيع أن تفرض في سدة الحكم من يدارون مصالحها على مصالح الشعب العراقي أما الإنتخابات فتعني أن الشعب العراقي يستطيع أن يختار من يداري مصالحه في سدة الحكم، و على إثر ذلك إنطلقت تظاهرات حاشدة في محافظات الوسط و الجنوب تأييداً لطلب السيد السيستاني بإعتماد الإنتخابات وسيلة للحكم. و بناءً على هذا الضغط و بتاريخ 12/2/2004 إلتقى رئيس فريق الأمم المتحدة إلى العراق الأخضر الإبراهيمي السيد السيستاني في مدينة النجف، و قال في تصريح لوسائل الإعلام بأن السيد السيستاني محق ٌ في طلبه لإجراء إنتخابات مباشرة، و أن فريق الأمم المتحدة يوافقه على هذا الرأي لأن الانتخابات هي الوسيلة الأنسب لحل مشكلة الشعب العراقي.
و لغرض ترسيخ هيمنة الأحزاب، المعارضة للنظام السابق، على الساحة السياسية العراقية عرضت أمريكا، في بداية إحتلال العراق، خمسة مليون دولار لكل من يريد إفتتاح محطة فضائية, مما شجع على إنبثاق العديد من المحطات الفضائية، و بديهي كل من هذه الفضائيات تروج لأصحابها مما جعل الشعب العراقي لا يرى غيرهم من الشخصيات التي نشأت فيما بعد، و هذا أنشأ دكتاتورية تستعبد الشعب في عقولهم. و هذا يرى بوضوح في الإنتخابات عندما يقاطع 80% من الشعب الإنتخابات بحجة أن جميع المرشحين في الإنتخابات هم أنفسهم الذين جاءوا على الدبابة الأمريكية و الذين ساهموا بتدمير العراق.
شباب ثورة تشرين خرجوا عن هذه المعادلة البائسة و هي بمثابة الخطوة الأولى في رحلة الألف ميل، و هي حتماً ﴿ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ﴾ (إبراهيم 25).