18 ديسمبر، 2024 9:57 م

الأعلام الرياضي والانجاز.هما صنوان لا يفترقان حتى يردا مناهل البطولات، ومنصات التتويج التي تعكس قيمة  ورقي البلدان وتطورها،ولعلنا عندما ننتقد بعض وسائلنا الإعلامية “سواء المرئية أو المقروءة والمسموعة”،فذلك لا يعني النيل من قامة الأعلام العراقي وجلالته،فهو  معروف برصانته واتزانه ودوره في نشر الوعي الرياضي الذي يمثل في نهاية المطاف الارتقاء بذائقة المجتمع العراقي نحو المثال.ما هو مفروغ منه أن الشريحة الرياضية تمثل جزءاً مهما من الطيف الاجتماعي العراقي ،وبالتالي فهي تتأثر بالمتغيرات التي تصيب حركته.ما حصل من متغير بعد العام (2003 )،بالانتقال من دكتاتورية مقيتة إلى ديمقراطية منفتحة كان أشبه بثمرة، وصلتنا مقطوعة الخبرة التاريخية، فالتعبير عن الرأي وحرية التفكير وطرح الأفكار وانتقاد الآخر. أعراف مكفولة عند المجتمعات صاحبت العراقة الديمقراطية تخضع لمحددات وأطر وخطوط حمراء.تقف أحيانا كثيرة عند حدود الآخرين أفراد ومؤسسات، سيما ما يتعلق بلحمة وبنية المجتمع وعلاقاته، وما يعيق التطور والنمو بكافة مفاصل الحياة.بحبوحة “الحرية الايجابية”. التي تعيشها البلدان الديمقراطية، لم تأتي بيسر وسلاسة، بل ولدت من مخاض صعب، وعلى مدى مسيرتها الطويلة، ارتكزت على أسس رصينة، أهمها جلد الذات وتقييم الأداء،كان النقد البناء نقطة شروعها.شخصيَا على يقين أن ما يحدث من أداء هجومي لبعض وسائلنا الإعلامية، على خلفية أخفاق القائمين على شؤون المنتخب العراقي،لا يمثل ردة فعل الأعلام الرياضي تجاه المؤسسات والأفراد بقصديه، بل هو نقل واقع غليان الشارع الرياضي تجاه الإخفاق.( وهنا يكمن الشيطان)!.إذ على الأعلام. أن يستحضر سلطة الرقيب، فـ (ليس كل ما يعرف يقال).وقد يستقبح الصدق رغم جماله، فلا جميل صدق في النميمة على الآخر،وأن حصلت، وكما قال أمير المؤمنين عليه السلام: (لا تقل ألا الحق ولا تقل كل الحق)، فقد يترتب أحيانا على نقل الحقيقة كاملة مفاسد اجتماعية كبيرة.أمثلة كلامية كثيرة يزخر بها تراثنا الاجتماعي تمثل “كوابح” لحفظ العلاقات وضمان سلامة البنية الاجتماعية من التشنجات.تقترب إلى ما وصل إليه علم الاتصال الحديث ومدارسه الإعلامية.لذا صنفت مدارس الخبر في الأعلام إلى ( المدرسة الرأسمالية ـ المدرسة الاشتراكية ـ مدرسة المسؤولية الاجتماعية)،تصدرت مدرسة المسئولية الاجتماعية الترتيب كونها وضعت رقابة الضمير سلطة أولية بنقل الأخبار.أذن على الأعلام الرياضي. أن يعتني “بفلترة” الوقائع والأحداث، ولا ينشرها ( كوبي ـ بيست)، وهذا لا يعني المداهنة على حساب الرياضة العراقية، وتلك مسؤولية مشتركة يجب أن تضطلع بها  المؤسسات الإعلامية والفضاء المهني المتمثل بنقابة الصحفيين واتحاد الصحافة الرياضية،عبر تفعيل دور اللجان الرقابية،برصد السلوكيات الإعلامية المنحرفة،ووضع عقوبات تدريجية تصل إلى إسقاط عضوية الانتماء،وعدم ترك الحبل على الغارب، ففي القصاص حياة لذوي العقول.