23 ديسمبر، 2024 12:20 ص

سلطات السلطة!

سلطات السلطة!

جديداً – حديثاً , وتحديداً منذُ ايّامٍ قلائلٍ خَلَتْ , وما انفكّتْ وما فتِئَتْ , ظَهرَ او انبثقَ ! في وسائل الإعلام الحكومية العراقية تعبيرٌ وكأنّه اصطلاح لم يكن له مثيل من قبل , لا في العراق ولا حتى في ” جُزُر الواق واق ” , الإصطلاحُ هذا تكررّ بصياغاتٍ متقاربة عن عقد اجتماعاتٍ لِ < الرئاسات الأربعة > .! , علماً أنّه ومنذ نحو 17 عاماً دأبَ الإعلام الرسمي العراقي يعيد ويكرر عبارة ” الرئاسات الثلاث ” , وكان معروفاً سابقاً ومتداولاً ايضاً أنّ السلطة الرابعة هي < الصحافة > , وهذا متعارفٌ عليه عربيا او عالمياً ولكن بشكلٍ خفيفٍ وناعم .

لكنّه بدا وربما غدا أنّ الحكومة العراقية قد رمت ” الصحافة ” الى خارج او خلف المرمى .! , وسرعان ما إتّضح أنّ حضور رئيس مجلس القضاء الأعلى السيد ” فائق زيدان ” لإجتماعات الرئاسات كان بمثابة السلطة الرابعة , وبذلك ومن خلال ترديد هذا التعبير فأمسى وكأنه تجذير لهذا الإصطلاح .! .. ولم يظهر بعد الى ايّ درجةٍ من سُلّم درجات السلطة قد جرى ترحيل الصحافة , هل الخامسة او سادسة او سواها .! , كما لم نسمع ايّ احتجاجٍ من النقابات والإتحادات الصحفية وعموم وسائل الإعلام عن تخفيض مرتبة او رتبة الصحافة .!

الى ذلك , وما هو اكثر اهميةً , فهنالك سلطةٌ او سلطاتٌ اخرى اشدّ وزناً وقوةً وربما تأثيراً من كلّ السلطات الأربعة , وهي التي تتحكّم وتفرض احكامها على الدولة وعلى المجتمع ايضاً .! , وفي العراق لامكانَ لمصطلح < توازن القوى > العالمي , فهذه القوى غير متوازنة مع انفسها اصلاً وفصلاً , فكيف لها التوازن مع غيرها .!

بروز وظهور تعابير واصطلاحاتٍ غريبةٍ ينفرد بها العراق , هو أمرٌ طبيعي لوضعٍ شاذّ .!