بث الأمل في النفوس ولاشك مطلوب حاليا بعد سلسلة طويلة من الهزائم والكوارث والنكبات التي لحقت بالأمة من أقصاها الى أقصاها وعلى جميع الأصعدة ، اليوم وبناء على نصيحة أحد الأخوة الأعزاء بضرورة ترفيه الأقلام قليلا وإشاعة روح التفاؤل بدلا من ترسيخ مفاهيم التشاؤم لأن ذلك مدعاة لسرور خصومنا وأعدائنا وشماتتهم بنا ، واهمية الابتعاد عن – لطمية الأقلام – وجدت نفسي مرغما لمراجعة ما كتبت طيلة الفترة الماضية فصعقت بحجم – العويل والندب والرثاء والبكاء على الأطلال الذي دونته الى حد القرف ، (بصراحة …كرهت نفسي ) ولا أريد ان اقول الإحباط الذي سطره هذا القلم طوال تلك الفترة ، اذ لم تنفك لحظة هذه الأداة التي تشرب ظلمة وتلفظ نورا عن إستعراض الانكسارات على حساب الانتصارات …الهزائم على حساب الغنائم … الفرقة على حساب الوئام ..البغض على حساب الود … الظلم على حساب العدل …
الخنوع على حساب الرفعة ، وشعرت لوهلة بأنني وقلمي قد تحولنا من دون ارادتنا الى – ملا او ملاية مهمتهما في الحياة هي إستدرار دموع القراء وتشجيعهم على شق الجيوب ولطم الخدود ونتف اللحى ونثر الشعور ان لم يكن حلقها نمرة صفر على خطى نساء الجاهلية ، مقابل ثمن او ربما من دونه ، خلاصة مرثياتنا انا وقلمي – اويلي عليك عبوسي ، وين رحت وعفنته ، شراح انسوي من بعدك ، وين انروح وماعدنه غيرك ولك عبوسييي هئ هئ هي ؟ لك هم هاي دنيا وتنقضي وحساب اكو تاليها ، عبوسي – على قول – الملا عبود الكرخي ، في مجرشته الشهيرة من دون – عبوسي بطبيعة الحال – والتي اتبعها بأبيات عجيبة غريبة تشبه الى حد التطابق واقعنا المعاش حاليا مع الفارق الزمني ، يقول فيها ” ساعة واكسر المجرشه وانحر – أهاجر – على النمسا ومجر ، هـناك أنـكر تـبّع وقحطان والطائي ومضر!!!” ولاريب ان الأبيات الشعبية وبرغم خطورتها المتناهية ، إلا اننا بدأنا ومن حيث لا ندري شعوريا في اللاوعي الجمعي والفردي للأمة بتكرار ما قاله – الكرخي – ولكن بصيغ تتسم بالعصرنة لتناسب ” النت والواتس آب والفايبر والكروبات والفيس بوك والصحف والمجلات الورقية والإلكترونية ، بالفعل لقد بدأنا نتنصل من بلداننا وأوطاننا وعشائرنا وماضينا وتأريخنا وبت اخشى ان يتطور بنا الأمر الى ما هو أبعد من ذلك ليطول ديننا وعقيدتنا ومثلنا وقيمنا وأخلاقنا ايضا ، وبناء على تلكم النصيحة القيمة سأبدأ من الان فصاعدا بأذنه تعالى بسلسلة ” ابشر فأن الفارج الله “وهو القادر على ذلك لتكون البداية والمخاض العسير لأقلام أدمنت البكاء كالمخدرات و أصبح عصيا عليها الفرح في زمن الحزن والعتمة إلا ان طريق الألف ميل المظلم يبدأ قطعا بخطوة تنيرها شمعة ولكن من صنع …محلي وتحت شعار :
عليك بإظهـار التجلـــد للعـــدا… ولا تظهرن منك الذبول فتحقرا
أما تنظر الريحان يشمم ناظرا .. ويطرح في البيدا إذا ما تغيرا
وحقا ما قاله الشاعر قديما :
يا صاحب الهم ان الهم منفرج … ابشر بخير فان الفارج الله
اذا بليت فثق بالله وارض به… ان الذي يكشف البلوى هو الله
اودعناكم اغاتي