23 ديسمبر، 2024 8:22 ص

سلبية المرأة العراقية في المهجر

سلبية المرأة العراقية في المهجر

مظلومة هي المرأة العراقية اينما حلت وارتحلت,فهي التي تحملت ومازالت تتحمل تبعات جريان الدم العراقي النازف منذ فجرالتاريخ والى يومنا هذا ,وهي التي تحملت ومازالت تتحمل كل ماسي وحروب العراق وخاصة تلك التي يثيرها الرجل العراقي الباحث عن البطولات والالقاب الفارغة “بسبب مرض الانا العراقي بامتياز” ,فهي الام الثكلى ,والزوجة الارملة, ومربية ايتام الحروب وراعية معوقيها..الخ.

الحديث عن معاناة المرأة العراقية في العراق عبر التاريخ يحتاج الى عشرات المؤلفات والى جهد مجموعة كاملة من الباحثين والمؤرخين ومتخصصي حقوق الانسان.

ما ساكتب عنه اليوم هو شئ بسيط عن حالة استمرار اضطهاد المرأة العراقية في العصر الحالي وفي المهجر فقط مع طرح بعض الحلول المناسبة لها ,فليس من العدل ان يحصل هذا الاضطهاد مع توفر كل القوانين الحامية لحقوق المرأة ,ومع شدة ادوات تفيذ تلك القوانين في المهجر..وكان المرأة العراقية قد تعودت على الاضطهاد الموجه ضدها وتعودت ان تعيش كضحية ,علما ان هذه الحالة لاتشمل كل عراقيات المهجر ,وهي حالة عامة تشمل الكثير من نساء الجاليات العربية والاسلامية في الغرب.

وسادعم هذا المقال ببعض الامثلة الشائعة لاضطهاد المرأة العراقية “والعربية والمسلمة”في المهجر على شكل نقاط مختصرات كما يلي:

اولا..الكثير من عربيات المهجر يخضعن لابتزاز الازواج الجشعين,بحيث يكون الرجل هو المسيطر على مدخولات العائلة والتحكم بتلك الاموال على هواه حتى لو كان يعيش على المساعدات الاجتماعية التي تدفعها الدولة الغربية لزوجته واولادها”وحتى بعد الطلاق المبرمج!”..اي بعد الطلاق المدني في الدول الغربية مع بقاء الزواج الشرعي من اجل زيادة مدخولات العائلة من اموال المساعدات الاجتماعية.

ثانيا..بعض الازواج يشترون ويبنون الدور السكنية والمزارع الترفيهية في اوطانهم من اموال المساعدات التي تدفع لزوجاتهم واطفالهم,مع حرمان عوائلهم من حقها بالتمتع والعيش الكريم بتلك الاموال..وبالتالي يتزوجون على زوجاتهم في اوطانهم او في السر في المهجر ,وتظل الزوجة الاولى واولادها مصدر رزق للزوج لا اكثر.

ثالثا..بعض الازواج يصادقون”يعاشرون” مواطنات غربيات ويذهبون معهن لكل اماكن المتعة والاباحية وصالات القمار باموال الزوجة الاولى واطفالها ,بحجة الحاجة لتعلم اللغة الاجنبية او الحاجة للعلاقات الاجتماعية..الخ من المبررات الفارغة,وعلى الزوجة اعتبار هذا العمل على انه تضحية من الزوج والقبول بهذا الوضع حفاظا على بيت الزوجية من الخراب.

رابعا..بعض الازواج يرسلون زوجتهم للعمل بالاسود, اي العمل غير المسجل قانونيا” مما يعرضهن لمخاطر قانونية كبيرة “كي يساعدنهم على الاسراع في تحقيق طموحاتهم المادية الجشعة دون ادنى شعور بالمسؤولية تجاه زوجاتهم وامهات بيوتهم ..علما ان العمل بالاسود يعرض المرأة لمخاطر اخرى غير المخاطر القانونية مثل ابتزاز صاحب العمل ..الخ.

خامسا..بعض الازواج يجبرون زوجاتهم على تسجيل ابنائهم باسم الام, وعلى ان الطفل هو ابن لصديق مجهول للزوجة,فقط لان الزوج يخاف العقوبات القانونية بسبب ممارسته الطلاق الكاذب.

الامثلة العامة على هذا الموضوع كثيرة جدا,وساضيف ايضا بعض الامثلة الاخرى”الخاصة”و التي سمعت بها من افواه سيدات عراقيات مباشرة”تعرضن للمشاكل بانفسهن” ,او شاهدتها بام عيني في المهجر كي تتضح صورة معاناة المرأة اكثر.

سادسا..احد الازواج طرد زوجته واطفاله في منتصف اليل من المنزل الى الشارع ,لان زوجته رفضت ادخال صديقته الى المنزل في وسط اليل ,وقد تحملت الزوجة هذا الظلم خجلا”وربما ضعفا منها”,فقد كان بامكانها الاتصال بالشرطة وطرد الزوج وصديقته من المنزل..بل ومنعه من الاقتراب من المنزل حتى تاذن زوجته له بذلك.

سابعا..واخر اراد اكمال دراسة الماجستير في اميركا فاجبر زوجته حاملة شهادة الماجستير على ان تعيد دراسة الماجستير مرة اخرى كي تساعدة في الدراسة والامتحانات..وعلى الرغم من هذا الظلم الكبير كان يجعلها تعمل كي تصرف عليه وعلى اسرتها,وكانت له صديقة من اجل تعلم اللغة الانكليزية بشكل افضل.

ثامنا..واخرجعل زوجته واطفاله يعيشون على المساعدات بالكامل وهو يعمل بالاسود طول النهار كي يبني دورا ويشتري مزارعا في بلده,بينما يعيش اطفاله حالة يرثى لها من الضعف البدني ,ويعيشون في بيت رطب متهالك جدا,وان ارادت زوجته منه شئ عليها توسله وحتى البكاء له في بعض الاحيان كي يصرف عليها وعلى اطفاله من الاموال التي تدفعها الدولة لها ولابنائها..هذه السيدة المسكينة تعيش مع زوجها في حالة تملق دائم”نفخ دائم” يوصل المشاهد او السامع الى حد الغثيان بلا اي مبرر او ميزة يمتلكها هذا الرجل.

تاسعا..واخر تزوج العديد من السيدات في المسجد فوق زوجته الاولى ويعيش ويبني طموحاته المادية على حساب الدعم المادي المقدم من الدولة لزوجاته واطفاله.

عاشرا..واخر طلق زوجته من اجل منح اخرى اوراق الاقامة مقابل مبلغ من المال.

الامثلة اعلاه تشمل حالات من دول عربية مختلفة,والامثلة على هذا الموضوع كثيرة جدا جدا..اتمنى ان تعمل احدى الفضائيات الغنية على متابعة هذه الموضوع انصافا للمرأة العربية في المهجر.

واخيرا..اود ان اقول بان كل مايحدث للمرأة العربية في المهجر هو ناجم عن سلبيتها وعدم امتلاكها زمام المبادرة ,وخضوعها لعادات سلبية سئية ورثتها في المجتمع.

وانصح كل عربية عموما و العراقية خصوصا ,والتي هاجرت او ستهاجر الى الغرب بتعلم لغة البلد الذي ستستقر فية حتى قبل الذهاب اليه,فاللغة هي الاداة الاقوى لحماية المرأة في المهجر من كل المحيطين بها..وبعد تعلم اللغة تبدأ بتعلم الحقوق العامة في المجتمع من خلال البحث عبر النت وكذلك بمساعدة منظمات حقوق المرأة والطفل ,والاهتمام بمعرفة كيفية حماية الفرد لنفسة من استغلال الناس عموما.

ومن اول شهر تدخل فية للبلد عليها ان تفتح حسابا مصرفيا خاصا بها في البلد الذي تعيش فيه,وان تحفظ خارطة المنطقة التي تعيش فيها,وان لاتتعرف على الناس بشكل عفوي ,وان تحرص ان يكون اسمها مدونا في عقد ايجار المنزل..والاهم هو ان تكون صريحة ومباشرة في طلب حقوقها دون انتظار تعاطف الاخرين.

وعلى المرأ ة العربية ان تعلم بان القانون الغربي يسمح لها بالحصول على نصف املاك زوجها في بلده الاصلي”عند الطلاق ” ان قدمت هي وثائق تثبت ملكيته في بلده,وخاصة ان كانت تواريخ الملكية بعد الاقامة المشتركة في المهجر..فلايحق لاحد اخذ اموال زوجته واولاده من اجل بناء امجاد لنفسه في بلده ,وجعل العائلة تعيش تحت رحمته”كالعبيد” مدى الدهر.

واخير اقول..خير المنصفين من ينصف اهل بيته في نفسه ,قبل ان ينصفهم القانون عليه.