23 ديسمبر، 2024 3:53 م

سلبيات وايجابيات خطاب السيد عزة الدوري الاخير

سلبيات وايجابيات خطاب السيد عزة الدوري الاخير

أول ما يلفت في الخطاب هو التأكيد على ان السيد عزة في بغداد وأن الساعة اتية لا محالة ! وذلك فان التصريح بوجود السيد عزة في بغداد يغلب عليه الظن او يعطي انطباع استكمال الترتيبات الجيوسياسية واللوجستية لاقتحام بغداد وانه ربما قد شكل منظومة لادارة الصراع وتوجيها في بغداد لكن لا تزال القوى وطريقة الاقتحام مبهمة لحد ما .على الاقل بالنسبة لي.

.. ثم يتوجه بالتحيته بشدة للقاعدة والدولة الاسلامية بالاضافة لبقية الفصائل التي سماها حيث قال (“تحية الى جيوش وفصائل الثورة: جيش الطريقة النقشبندية ومقاتلي الجيش الوطني الباسل ومقاتلي القيادة العليا للجهاد والتحرير ومقاتلي الجيش الاسلامي ورجال كتائب ثورة العشرين الابطال ومقاتلي جيش المجاهدين وبعض مجاميع انصار السنة”. واضاف “في طليعة هؤلاء جميعا ابطال وفرسان القاعدة والدولة الاسلامية، فلهم مني تحية خاصة ملؤها الاعتزاز والتقدير) مما يؤكد الاخبار التي تقول ان عملية تحرير الموصل كانت نتاج تعاون جميع القوى الفاعلة والمسلحة وانها قد حققت اول انجاز لها في الانتصار على الذات وتأجيل الخلافات لغرض انجاح التحرير ,وهذه الانتصارات حققها هذا الاتحاد الفريد بين هذه القوى الفاعلة وهي الان تشكل تهديد حقيقي لقوى الظلام في بغداد ولكل من تطول نفسه ويده لقتل واذية ابناء الشعب العراقي على اختلاف اطيافه .ولا اعتقد انه نسى او تناسى ذكر قوات العشائر مثل ما قيل عنه لانه كان يتحدث عن الانتصار التاريخي في الموصل وان قوات العشائر هي مندمجة في الفصائل المسلحة

المسئلة الثانية انه دعى أهل الجنوب للحذو حذو مقاتلي الشمال والغرب للقيام بتحرير الجنوب العزيز من سلطة الاحتلال الفارسي وعملائها في بغداد و للعمل على نبذ الاتباع الطائفي المقيت والانضمام لبقية ابناء الشعب والعشائرالعراقية من السنة والشيعة ودعوته كانت كما حللتها تركز على عرب الجنوب الذين لا ينجرون وراء الطائفية ومن الذين يتبعون السيد الصرخي الذين هم الاقرب لقلوب العراقيين اجمعين , وربما كانت دعوى لقوات الصدر بتأجيل الخلافات ووضعها جانبا والتركيز على تحرير العراق من زاخو الى الفاو من كل الصفويين والانفصاليين ..

مسألة واضحة لا لبس فيها وهي تعاون البعث والقاعدة والدولة الاسلامية والجيش العراقي السابق وجميع فصائل المقاومة المسلحة والعشائر بشيء لا يدعوا للشك مرة اخرى من اجل تحرير العراق من ما سماهم الصفويين حيث عدة مصادر اكدت على وجود قوات كبيرة تعد بالالاف من قوات القدس الايرانية وقياداتها في بغداد

..فاذن جاء هذا التحالف ليتضاد مع التحالف الايراني وحزب الدعوة المالكي والامريكي .

ويبدوا ان لا مشكلة لدى القوى الوطنية من بروز الدولة الاسلامية على بقية الفصائل ورفعها علم الدولة واخذ الاضواء جميعها لصالحها لطالما ان ذلك يخدم هدف جميع هذه القوى لاعادة السيطرة على العراق من جديد وطرد العملاء.وهذه اهم عقدة كانت تعوق تشكيل جبهة قتالية موحدة على مر السنين كانت القاعدة العثرة الرئيسية بوجه هذا الاتحاد .لذلك فان العمل بهذه الهيئة قد ازال المخاوف والشكوك التي تقول ان البعث سينقلب وياخذ المبادرة فما اراه اليوم هو برهانا على ان همه الاساسي هو عودة الحياة الديمقراطية في الحكم وليس الانفراد بالسلطة وان صناديق الاقتراع هي التي ستعطي الاحقية لمن يحكم حتى وان كان داعشيا او حوزويا كما ان دعى لان يعيش العراقيين بسلام ويحترم واحدهم الاخر في ظل دولة موحدة ذات سيادة حرة لا تابعة ..

لو صح فهمي لما يخص قوات الصدر ولبقية القوى الفاعلة في العراق وخصوصا في بغداد والجنوب حين دعاها لتأجيل الخلافات فان هذه العقدة ربما ستبقى سلبية ومن مساوئ أي توجه لتكوين جبهة اوسع مما تشكل الى الان وبرأي فان انضمام هذه الكتل الاخرى سيؤدي لازاحة الظلام من دون داعي لاراقة الدماء .. فاذن هي ربما فرصة لقوات الصدر لينحي خلافاته ويزيحها كي ينظم الى فصائل اول ما رفعت السلاح بوجه المحتل ورفضت هذه الحكومة الصفوية ,لا سيما وان باب الصفح بين الجميع وضع على الطاولة الان و ان خير دليل على ازالة المخاوف والشكوك قد قدم في تحالف الموصل الحدباء.

لماذا اذن هي سلبية ؟ .. لاشك وان كل عاقل ومحلل وواقعي سيجد انه لا مجال الا بالتعايش جميعا تحت راية عراق واحد موحد لا فرق بين اثنين تحت القانون .. ولذلك فهي تعد من السلبيات لمن يرفض هذا المنطق ولمن يكون مع الاطراف الاخرى التي يقف ضدها هذا المشروع والخطاب .

أقول , هذا هو يومكم يامن طفح الكيل عندكم من حكومة برايمر التي تتناوب المناصب فيما بينها ليومنا هذاا وهذا هو اليوم المنشود ليتوحد العرب سنة وشيعة للقضاء على النفس الطائفي وتحرير البلد من التبعية ,فلدينا المرجع العربية التي لا ينافسها احدا بعلمها وثقافتها وفصاحتها ويكفينا اننا نتكلم عراقي جميعا وحبنا للعراق والعراقيين واضح وقديم .